بن اليعزر يؤكد صفقة استعادة الأسيرين الإسرائيليين

بعد أن تنازل حزب الله عن شمول الصفقة لأسرى فلسطينيين

TT

أكد وزير البنى التحتية في الحكومة الاسرائيلية، بنيامين بن اليعزر، العضو في المجلس الوزاري الأمني المصغر، الأنباء الواردة من بيروت عن قرب ابرام صفقة أخرى لتبادل أسرى مع حزب الله اللبناني، وقال ان الأسيرين الاسرائيليين في لبنان، ايهود غولدفاسر والداد ريجف، في طريقهما الى اسرائيل.

وكان بن اليعزر يتكلم في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية العبرية، أمس، في معرض دفاعه عن رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، الذي يسعى لتنفيذ الصفقة في أقرب وقت ويتعرض بسبب ذلك لهجوم كاسح من عدة قوى سياسية وعسكرية، فقال: «أنا أؤيد أولمرت في مساعيه، بل اني أحثه على اتمام الصفقة بأقصى السرعة». يذكر ان الصفقة تتضمن اطلاق سراح غولد فاسر وريجف مقابل اطلاق سراح خمسة أسرى لبنانيين أحياء في مقدمتهم الأسير سمير القنطار، الذي تم أسره بعد عملية عسكرية قاسية داخل الأراضي الاسرائيلية قبل 30 عاما، وتسليم حزب الله جثث مقاتليه الذين سقطوا في الحروب والعمليات الأخيرة. وقد أمكن اتمام الصفقة بعد ان تنازلت اسرائيل عن شرطها في ربط مسألة اطلاق سراح سمير القنطار بالحصول على معلومات جديدة حول الطيار الاسرائيلي، رون أراد، الذي وقع في الاسر حيا قبل 21 عاما واختفت آثاره تماما. ويتعرض هذا التنازل لانتقادات اسرائيلية إذ تقول المعارضة اليمينية ان أولمرت أراد اتمام الصفقة بأي ثمن لكي يعزز مكانته المتدهورة جراء تحقيقات الشرطة معه في قضايا الفساد، كما ينتقده اليمين وأوساط أخرى في الائتلاف الحكومة، لأنه ينفذ الصفقة قبل أن يعرف ما هو مصير الأسيرين ريجف وغولدفاسر، اللذين يعتقد انهما أسرا وهما مصابان بجراح بالغة وأنهما توفيا فور أسرهما. ويقول هؤلاء ان على اسرائيل ان لا تبادل أسرى لبنانيين أحياء بأسرى اسرائيليين موتى، لأن «ذلك يتيح للارهابيين العرب أن يخطفوا جنودا اسرائيليين ويقتلوهم ثم يطالبون باطلاق سراح أسراهم لقاء جثث اسرائيلية». ورد بن اليعزر بالقول انه يعتذر لذوي الأسير رون أراد، ولكنه يرى ان من غير المعقول الانتظار الى ما لا نهاية للحصول على معلومات كهذه، فيما يوجد في الأسر العربي جنود اسرائيليون. وأضاف: ان مصير الأسيرين غير معروف، لأن حزب الله يتصرف بقيم مختلفة عن القيم الاسرائيلية ولا يعطي أية اشارة حياة لهما. وإسرائيل تفترض انهما على قيد الحياة. ولكنها لا تستطيع ان تمد المفاوضات بشكل عبثي. ولا تستطيع ابقاء الجروح مفتوحة لكي لا تتدهور الأمور الى حرب أخرى تؤدي الى مقتل المزيد من الاسرائيليين.

وكانت مصادر اسرائيلية قالت ان هذه الصفقة تنتظر موافقة حزب الله على شرط اسرائيل بأن يتم تطبيقها على الأراضي الألمانية وليس عبر معبر رأس الناقورة، كما جرى في الماضي. وقد أصرت اسرائيل على هذا الشرط لكي تمنع تحويل اطلاق سراح سمير القنطار الى مهرجان نصر آخر لحزب الله قرب الحدود الاسرائيلية. وكان من المفروض ان يقر المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر بنود الصفقة في جلسته العادية، أمس، إلا ان رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ألغى اجتماع أمس وقرر بحث الموضوع عندما يعطي حزب الله جوابه النهائي. وقد يوثق مصادقة الوزراء على الصفقة خلال استطلاع تليفوني. وحسب التقديرات في اسرائيل فإن هذه الصفقة ستخرج الى حيز التنفيذ في أحد أيام الأسبوع القادم. وروى مسؤول اسرائيلي كيف وافق حزب الله على تسهيل تنفيذ الصفقة في الأسابيع الأخيرة، فقال انه كان يطلب اطلاق سراح مجموعة من الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة الى الأسرى اللبنانيين. ولكن اسرائيل هددت بالإعلان عن أن الداد وريجف ليسا على قيد الحياة، وعندئذ لا يعود ممكنا اطلاق سراح أسرى أحياء مثل سمير القنطار وليس فقط أسرى فلسطينيين. فتنازل حزب الله عن الأسرى الفلسطينيين. وتنازلت اسرائيل بالمقابل عن الحصول على معلومات اضافية حول رون أراد، خصوصا بعد أن تعهد حزب الله بتسليم إسرائيل تقريرا عن الجهود التي بذلها بكل اخلاص لتحصيل مثل هذه المعلومات ولكن جهوده باءت بالفشل.

غير ان المتحدثة الصحافية باسم وزارة الخارجية الألمانية، اولريكة بيلمان، رفضت امس التعليق على أنباء احتمال تنفيذ صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في مطار ألماني. وقالت بيلمان لـ«الشرق الأوسط» أن المتحدث باسم الحكومة الألمانية اولريش فيلهلم رفض التعليق على أسئلة مماثلة خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في برلين. كما رفضت بيلمان ربط «التكهنات» حول الصفقة بزيارة وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير الأخيرة إلى الشرق الأوسط. ومعروف أن شتاينماير أشرف بنفسه على عدة صفقات مماثلة في الماضي أثناء تقلد منصب الوزير في دائرة المستشار السابق جيرهارد شرودر ومنصب المنسق العام للأجهزة الأمنية والاستخبارية في ألمانيا.

وكان تلفزيون «ن ت ف» الألماني قد ربط بين زيارة شتاينماير لبيروت وبين صفقة تبادل أسرى تمت على الحدود الاسرائيلية اللبنانية أثناء فترة الزيارة. وذكر في تقرير له أن اسرائيل أطلقت سراح «جاسوس» لحزب الله مقابل جثمان جندي إسرائيلي في بلدة الناقورة. وأكد تلفزيون «ن ت ف» أن الصفقة نفذت بينما كان شتاينماير يهنئ الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان بتقلده منصبه.

وسبق لمجلة »دير شبيغل» الألمانية أن تحدثت يوم 2 يونيو الماضي عن نجاح وساطة رجل المخابرات الألماني جيرهارد كونراد بين حزب الله وإسرائيل وقالت ان اسرائيل ستتسلم، في إطار الصفقة، «جثماني» الجنديين المختطفين ريجيف وجولدفاسر مقابل إطلاق سراح عدد من سجناء حزب الله والسجناء اللبنانيين بينهم سمير قنطار.