إسرائيل تؤكد احترامها للتهدئة وتهدد برد قاس على خرقها

استقبل الاتفاق فيها بمشاعر مختلطة

TT

رغم اتفاق الطرفين، إسرائيل وحماس، ساد التخوف حتى اللحظة الأخيرة ولدى الطرفين، أن ينفجر الاتفاق. وأطلق الجانب الاسرائيلي تهديدات بالرد القاسي في حالة خرق فلسطيني له. وكان الناطق بلسان رئيس الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغف، قد اكد، صباح أمس، الأنباء التي نشرت في كل من القاهرة وغزة بشأن الاتفاق. وقال ان «مصر توصلت الى تفاهمات حول التهدئة (رافضا استخدام كلمة «اتفاق»)، وان وقف اطلاق النار سيبدأ فعلا في الساعة السادسة من صباح الغد (اليوم)، وانه في حالة نجاح هذه التفاهمات، فإن اسرائيل ستبدأ بفك الحصار عن قطاع غزة في غضون بضعة أيام. ثم ظهر الجنرال عاموس جلعاد، رئيس الطاقم السياسي والأمني في وزارة الدفاع، وهو الذي أدر المفاوضات الاسرائيلية غير المباشرة مع حماس، ليعلن ان التهدئة تعني وقفا شاملا وقاطعا لكل أنواع العمل العسكري والارهاب. وان الجيش الاسرائيلي سيواصل استعداده لعملية اجتياح كبيرة في القطاع، في حالة خرق اتفاق التهدئة من الطرف الفلسطيني.

واستقبل الاسرائيليون اتفاق التهدئة بمشاعر مختلطة، خصوصا في البلدات المحيطة في قطاع غزة، التي تعرضت لوابل من الصواريخ الفلسطينية البدائية وقذائف الهاون. وانعكست هذه المشاعر بوضوح، أمس، عندما اجتمع قائد اللواء الجنوبي في الجيش الاسرائيلي، الجنرال يوآف غالانت، مع مجموعة من سكان الجنوب، فرحب غالبيتهم بالاتفاق، ولكنهم لم يخفوا مخاوفهم من انهياره. وقال المزارع يوسي أتصلي، وهو محارب قديم, 63 عاما، ان «وقف اطلاق النار هو السبيل الوحيد لحماية الناس والمصالح. ففي الحروب لا يوجد منتصرون بشكل حقيقي والكل خاسرون». ورد عليه معارض للاتفاق، ينكلي كوهن، 73 عاما، قائلا: «الاتفاق لا يستحق الحبر الذي كتب به. والتهدئة ستكون الهدوء ما قبل العاصفة. فالعرب لا يفهمون إلا لغة القوة».

وقال غالانت، ان الجيش جاهز للقيام بعملية عسكرية قاسية، ولكنه يوافق على التهدئة اليوم لكي يعطي فرصة لجهود مصر المخلصة من أجل وقف النار. وانه، أي الجيش الاسرائيلي، اعتاد أن يستنفد كل الوسائل الممكنة في سبيل حقن أرواح جنوده. فإذا نجحت التجربة هذه المرة ولم تنفجر التهدئة كما حصل في سنة 2006، فإن اسرائيل ستبارك. ولكن في حالة خرق الاتفاق فإن اسرائيل لن تتصرف كما تصرفت سنة 2006 (حيث أطلق الفلسطينيون بمعدل 20 صاروخا في الأسبوع خلال تطبيق اتفاق التهدئة)، بل ستخوض المعركة بقوة جبارة لتحطيم قوة حماس العسكرية».

وفي هذا السياق قال الجنرال جلعاد ان حماس لا تستطيع القول ان هناك تنظيما صغيرا غير ذي قيمة خرق الاتفاق، إذ انها تعهدت في المفاوضات بالسيطرة على الوضع في قطاع غزة ومنع أي تنظيم من اطلاق النار.