وليد المعلم لـ «الشرق الأوسط»: لا ضغوط على سورية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة

قال إن سورية لا تتدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية وترحب بأي انسحاب من مزارع شبعا

وليد المعلم («الشرق الأوسط»)
TT

نفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم وجود أي ضغوط على سورية للانتقال من المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل إلى المفاوضات المباشرة. وقال المعلم في حديث لـ «الشرق الأوسط»، إن الرئيس الأسد «أوضح أنه قبل الاتفاق على أسس وعناصر السلام، من الصعب الانتقال إلى مرحلة المحادثات المباشرة». وأضاف المعلم «منذ يومين انتهت الجولة الثانية وسيتبعها جولات إلى أن نتوصل إلى أسس صالحة لانطلاق المحادثات المباشرة، لا يوجد ضغط على سورية من أية جهة كانت».

وعلى صعيد الوضع في لبنان، أكد المعلم ان دمشق لا تتدخل في عملية تشكيل الحكومة، ملمحا الى محاولات البعض جر لبنان الى حالة من عدم الاستقرار، من دون توضيح مقصده. كما رحب بأي انسحاب من مزارع شبعا في حال مارست الولايات المتحدة ضغوطا على اسرائيل. وكانت «الشرق الأوسط» التقت وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال وجوده في الهند ضمن الوفد الرسمي المرافق للرئيس السوري الذي بدأ زيارة إلى الهند تستمر عدة أيام. وهذا نص الحوار

* هناك حديث عن وجود ضغوط فرنسية على سورية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وذلك بضغط من إسرائيل ما صحة ذلك؟ ـ الرئيس الأسد قال في عدد من الأحاديث الإعلامية وخلال لقاءاته مع عدد من القادة إنه قبل الاتفاق على أسس وعناصر السلام، من الصعب الانتقال إلى مرحلة المحادثات المباشرة. ومنذ يومين انتهت الجولة الثانية وسيتبعها جولات إلى أن نتوصل إلى أسس صالحة لانطلاق المحادثات المباشرة، ولا يوجد ضغط على سورية من أية جهة كانت.

* ماذا عن وجود نيات لترتيب مصافحة بين الرئيس الأسد ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت خلال مؤتمر القمة المتوسطية المزمع عقده في باريس في 13 الشهر الجاري؟

ـ الترتيبات التي اتفق عليها لإطلاق قمة الاتحاد من أجل المتوسط تؤكد عدم وجود مصافحة .

* كان لسورية ملاحظات على مشروع إطلاق اتحاد من أجل المتوسط هل تم الأخذ بهذه الملاحظات؟ ـ 90% من الملاحظات السورية تم الأخذ بها ومازلنا نسعى في إطار الـ 10% المتبقية، والمعروض اقتصادي ولا ترغب سورية المشاركة به بسبب عدم التوصل إلى سلام عادل وشامل في منطقتنا، وسوف يعرض الاتحاد على سورية مشروعا مماثلا بديلا يراعي الموقف السوري.

* مشاركة سورية في القمة المتوسطية في حال تمت ألا تتناقض مع موقف بعض الدول العربية والذي ظهر خلال قمة طرابلس؟ ـ قمة طرابلس المصغرة كانت من القمم العربية الناجحة، وكان هناك تفاهم تام بين القادة، فالقمة كرست لبحث موضوع الاتحاد من أجل المتوسط وخرج القادة باتفاق الآراء، كما أن الاتصالات بيننا وبين تلك الأقطار الشقيقة مستمرة خاصة في ضوء زيارة المبعوثين الفرنسيين إلى دمشق ومحادثات السيد الرئيس الإيجابية والبناءة معهما.

* أبدت الهند اهتماما خاصاً بعملية السلام ماذا يعني ذلك بالنسبة لسورية؟ ـ لمسنا خلال محادثات السيد رئيس وزراء الهند مع السيد الرئيس اهتمام الهند بعملية السلام ورغبتها في دعم سبل إحلال السلام العادل والشامل، انطلاقا من موقع الهند الهام في حركة عدم الانحياز. الرئيس الأسد رحب بهذه الرغبة وأكد ضرورة دعم الهند لعملية إحلال سلام عادل وشامل وشرح الرئيس مجرى المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية. بدون شك قامت تركيا بجهد على مدى عام كامل ومن الطبيعي أن تستضيف تركيا هذه المحادثات وأن تقوم بدور الوسيط بين الجانبين طالما هي محادثات غير مباشرة.

* هل حققت الجولة الثانية من المفاوضات تقدما جديدا ؟ ـ الإسرائيليون وصفوها بأنها بناءة وأنا لم أتمكن من لقاء مندوبنا السوري إلى المفاوضات غير المباشرة لأنه عاد إلى دمشق في اليوم ذاته الذي غادرت فيه.

ـ لماذا تصر سورية على عدم إعلان مواعيد أي جولة من المفاوضات غير المباشرة فيما تنقل التسريبات الإسرائيلية مواعيدها مسبقاً؟

اتفقنا أن تعلن تركيا بدء الجولات وانتهاءها بصفتها البلد المضيف.

* العلاقات القوية بين الهند وإسرائيل برأيكم كيف يمكن أن تنعكس على المفاوضات غير المباشرة السورية ـ الإسرائيلية؟

ـ نحن لا نتدخل بعلاقات الدول الأخرى مع بعضها بعض، حتى لا تتدخل الدول الأخرى في علاقات سورية، عملية السلام على المسار السوري لها وزنها بذاته.

* كيف تنظر سورية لاتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل ؟

ـ سورية تدعم كل ما من شأنه رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وعن الشعب في غزة ونحن ندعم ومازلنا ننتظر لنرى ما إذا كانت إسرائيل سوف تلتزم باتفاق التهدئة بعد التفاؤل الذي ساد مع توصل الأطراف اللبنانية إلى اتفاق الدوحة الذي وضع لبنان على سكة الحل. كما أنه من الطبيعي أن تجعل سورية وهي تترأس القمة العربية من أولوياتها تحقيق الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني وبالتحديد بين فتح وحماس. منذ انعقاد قمة دمشق طلب من قيادات فتح وحماس موافاة سورية خطيا برؤيتهما حول كيفية انطلاق هذا الحوار وبالتالي وجهنا الدعوة الى السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية لزيارة دمشق، كما أجريت محادثات مع قيادة حماس في دمشق للاطلاع على موقف حماس في هذا الشأن.

* هناك معلومات عن إمكانية قيام السنغال بمبادرة لتحقيق الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، كيف تنظرون الى ذلك؟

ـ سورية ترحب بأي جهد يصب في هذا الإطار، والسنغال تترأس منظمة المؤتمر الإسلامي، والرئيس السنغالي عبر عن حرصه على أن يقوم حوار بين حركتي فتح وحماس وكل جهد ينصب في هذا التوجه هو جهد مشكور.

* كيف تقرأ سورية الموقف الذي عبرت عنه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بالطلب من إسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا؟ ـ نحن مع انسحاب إسرائيل من كل شبر من الأرض العربية المحتلة، إن كان اسمها مزارع شبعا أو الجولان أو القدس، نحن مع انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، وبالتالي إذا قامت الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا فإن سورية سوف ترحب بهذا الانسحاب.

* إلى أي مدى يمكن وضع التطورات الحاصلة في المنطقة (اتفاق الدوحة، المفاوضات غير المباشرة السورية الإسرائيلية، واتفاق التهدئة بين إسرائيل وحماس) ضمن مؤشر للتوجه نحو تحقيق حل «السلة الواحدة» لكافة القضايا العالقة في المنطقة وهو ما كانت سورية تطالب به دائما؟ ـهذا صحيح، الأمور تسير في هذا الاتجاه إذا أخدنا اتفاق الدوحة، انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل واتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل، كلها مؤشر على صحة ما كانت تقوله الدبلوماسية السورية. ونحن نشجع كل الأطراف لتحقيق ذلك وإذا كان هناك فرصة للقيام بدور ما فاننا سنقوم بهذا الدور.

* كيف تنظرون إلى تأخر تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان، والتي هي أحد بنود اتفاق الدوحة؟ ـ سورية اتخذت قرارا بعدم التدخل في الحوار الجاري بين الأطراف اللبنانية لتشكيل الحكومة، والسيد الرئيس بشار الأسد عندما تحدث مع العماد ميشال سليمان أكد أن سورية لا تتدخل في شأن تشكيل الحكومة. كما أن اتفاق الدوحة واضح ولا عودة عنه، وتضمن الاتفاق انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون للانتخاب على أساس القضاء لعام 1960، وسورية تأمل أن يؤدي الحوار بين اللبنانيين في اقرب وقت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولا خيار آخر للبنانيين غير تطبيق اتفاق الدوحة وإلا الخيار الأسوأ وهناك من يعمل في الاتجاه الآخر داخل لبنان وخارجه وهو من لا يريد أمن واستقرار لبنان .

* توجه الرئيس الاسد في زيارته شرقا إلى الهند ألا يتناقض مع علاقات سورية مع أوروبا؟ ـ توجه سورية نحو بلدان شرق آسيا تم بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد والدبلوماسية السورية نشطت في هذا الاتجاه وأن ذلك لا يعني تناقضاً وتعارضاً مع توجه سورية تجاه البلدان الأخرى وخاصة في أوروبا وأميركا الجنوبية.