بري: الوزارات السيادية وهم لبناني.. والمعارضة مستعدة للانفتاح على حل

أكد أن أي محاولة للمس بالطائف وصلاحيات رئيس الوزراء «غير قابلة للتطبيق»

الرئيس اللبناني ميشال سليمان لدى اجتماعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري انه لا يمكن لأحد «ان يمنن رئيس الجمهورية او يفرض عليه شيئاً»، مشيراً الى انه لو كان العماد ميشال سليمان من فريق «14 آذار» أو «8 آذار، لما وصل الى رئاسة الجمهورية. وقال ان الرئيس التوافقي «ليس رئيس لا شيء» بل هو أهم وأقوى رئيس».

وأعرب بري، الذي كان يتحدث الى الصحافيين في القصر الجمهوري عقب زيارته الرئيس سليمان امس محيياً بذلك «لقاءات الاربعاء» التقليدية، عن «استعداد المعارضة للانفتاح على كل الاقتراحات حتى نصل الى حل» في ما يتعلق بتشكيل الحكومة العتيدة. وقال انه «لعار كبير بعد انتخاب الرئيس سليمان ان نعود نقول اننا بحاجة الى مساعدة». وشدد على انه بعد اتفاق الطائف «لا وجود لوزارات سيادية وغير سيادية. وما يسمى بالوزارات السيادية هو وهم لبناني»، مضيفاً: «ان كل وزير في مجلس الوزراء يتمتع بالاهمية نفسها ايا تكن وزارته. ولا احد يستطيع اضعاف احد». ورأى ان طرح النائب ميشال عون تعديل صلاحيات رئيس الحكومة «غير قابل للتطبيق» وان «اي محاولة للمس باتفاق الطائف ليس وقتها».

لقاء الرئيس سليمان والرئيس بري استمر 50 دقيقة، عقد الاخير بعده مؤتمراً صحافياً استهله بالقول: «لنتكلم عن الحكومة مباشرة، فتأليفها ويا للاسف الشديد، لا يزال استمرارا للانقسام اللبناني كوسيلة جديدة لهذا الانقسام، لانه ويا للاسف ايضا، اعتبر اللبنانيون انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كأنه محطة من المحطات، وليس منعطفا جديدا لنقل لبنان الى محطة أخرى... والدليل على ذلك ان ما يسمى بالوزارات السيادية هو وهم لبناني، لعله اكتسب بعض الصحة قبل اتفاق الطائف... انما بعد الطائف، اصبح القرار داخل مجلس الوزراء. وبالتالي ان اي وزير، حتى وزير الدولة يتمتع داخل مجلس الوزراء بالاهمية نفسها لأي وزير آخر، بما في ذلك رئيس الوزراء».

واضاف: «في رأيي المتواضع، الحقيبة السيادية الاساسية اليوم هي تلك التي تسيطر على الجو والبر والبحر، وهي حقيبة الاتصالات السلكية واللاسلكية التي يتم تحييدها ولا يأتي احد على ذكرها وكأنها امرأة قيصر... لماذا تسير العملية بهذا الشكل؟ هذا موضوع اساسي. وأريد ان اتوقف عند امر هو ان ما قبل انتخاب الرئيس ميشال سليمان شيء، وما بعده شيء آخر. واقول هذا الكلام لانه لو كان الرئيس سليمان من فريق 14 آذار، لما وصل الى الرئاسة، ولو كان من فريق 8 آذار لما وصل ايضا. فلا يمكن لأحد ان يمنن رئيس الجمهورية او يفرض عليه شيئا. والرئيس التوافقي ليس رئيس لا شيء، بل هو اهم واقوى رئيس. وبالتالي، هو مجرد عن اي تربيح جميلة اذا صح التعبير باللغة العامية».

وتابع: «الموضوع الامني، موضوع الفتنة المتنقلة وما يحصل بين الطوائف والمذاهب، ومن الممكن، لا سمح الله، ان يتطور أكثر فأكثر. فهل المطلوب ان ينتقل هذا التشظي الذي حصل في بعض البلدان المجاورة الى لبنان؟ لا يستطيع البلد ان يتحمل هذا الامر. هذه هي النقطة الاولى الاكثر أهمية. وموضوع الغلاء الذي هو، من جهة، نتيجة لعدم وجود حكومة ومؤسسات تعمل ولعوامل خارجية بما فيها ارتفاع اسعار النفط، من جهة ثانية، وهو أمر في غاية الخطورة. وعامل اسرائيل التي لا تزال تحاول بشتى الوسائل التدخل في لبنان وعرقلة المسيرة اللبنانية. هذه النقاط الثلاث التي هي بحاحة إلى ان نتكاتف، وكيف نتكاتف؟ بالسياسة، ومن يقول ان الموضوع الامني يحل امنيا، هو واهم. بل يحل بالسياسة عبر التعجيل في موضوع الحكومة وعدم التوقف عند حسابات وفواصل وحروف وسيادة وغير سيادة. ولكن هناك ايضا من يحاول ربح الانتخابات من خلال الحكومة، فليقلعوا عن هذه العملية. لا أحد يفكر في إضعاف أحد. فلنخرج من النزاعات حول هذا الموضوع. الانتخابات مقبلة وكل واحد يأخذ نصيبه منها». وخلص بري الى القول: «لا يعتقد أحد أن المجال الآن هو لإضعاف العماد ميشال عون أو غيره. اقول هذا الكلام بمنتهى الصراحة حتى تحصل محاولة تكتل حقيقية للوصول إلى حكومة بأسرع وقت ممكن. ليبدأ كل واحد بنفسه. وانا، بصفتي رئيس مجلس النواب وأحد اركان المعارضة، اقول اننا مستعدون للانفتاح على كل الاقتراحات انطلاقا من المبادئ التي ذكرتها، حتى نصل إلى حل. لأنه فعلا عار كبير، بعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان، أن نعود ونقول اننا بحاجة إلى مساعدة، حتى لو كانت هذه المساعدة من شقيق او صديق».

وسئل بري: هل صحيح انك لم تكن راضياً كلياً عن الكلام الذي قاله العماد عون، وخصوصاً في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الحكومة؟ فأجاب: «أنا لا اكون راضيا عن شيء، حتى لو كان الكلام صحيحا، ولكن غير قابل للتطبيق. في بعض البلدان، وفي ما يتعلق بديوان المحاسبة مثلا، لا يدعونه تابعا للسلطة التنفيذية، بل للسلطة القضائية او للسلطة التشريعية. هذا الكلام تمت مناقشته سابقا. أي موضوع في لبنان، حتى لو كانت منطلقاته صادقة، يحاول المس بالعيش المشترك او باتفاق الطائف، ليس وقته الآن. أنا مع عدم التهجم على التيار الوطني الحر وعلى العماد عون. ولكن هذا الموضوع ليس أوانه على الاطلاق ويناقش لاحقا».