تقدم أوباما على ماكين في ولايات متأرجحة مؤشر لتزايد تعاطف الهاسبانيك معه

شكل «حكومته» للشؤون الخارجية والدفاع وضم وجوها كثيرة من عهد كلينتون.. ووعد بأن يعمل كي لا يصبح بن لادن شهيداً

مادلين أولبرايت وويليام بيري ووارن كريستوفر وريتشارد دانزينغ وسوزان رايس وايريك هولدر
TT

أظهر استطلاع للرأي في الولايات المتحدة الاميركية أن المرشح الديمقراطي باراك اوباما حقق تفوقاً على المرشح الجمهوري جون ماكين في ولايات توصف عادة بانها «الولايات المتأرجحة»، في حين افاد استطلاع آخر ان اوباما يتقدم على ماكين على المستوى الوطني بنسبة 47 بالمائة مقابل 42.8 بالمائة .

وافاد الاستطلاع الذي أجرته جامعة «كينبياك» أن اوباما حقق تقدماً على ماكين في كل من اوهايو وبنسلفانيا وفلوريدا. وكان اوباما خسر في ولاية اوهايو أمام منافسته هيلاري كلينتون بعشرة نقاط في الانتخابات التمهيدية التي جرت في مارس (آذار) الماضي. وتعرف هذه الولاية بانها احدى ولايات اصحاب «الرقاب الحمراء» أي البيض الذين لهم نزعة عنصرية وتقطن أغلبية ساحقة منهم في اوهايو. وحقق اوباما تقدماً على ماكين في اوهايو بنسبة 48 بالمائة الى 42 بالمائة .

وفي فلوريدا التي تسكنها أغلبية من اللاتينو (هسبانيك) تقدم اوباما بنسبة 47 بالمائة مقابل نسبة 43 بالمائة لصالح ماكين. ولم يكن اوباما قد قام بحملة انتخابية في فلوريدا بعد ان استبعد الحزب الديمقراطي نتائجها نظراً لعدم التزام لجنته المحلية بالمواعيد المقررة لاجراء الانتخابات.

وتعتبر النتيجة التي حققها اوباما في هذه الولاية مؤشراً ايجابياً لافتاً لصالح المرشح الديمقراطي الذي كان يخسر دائماً اصوات اللاتينيين لصالح هيلاري في الانتخابات التمهيدية. وكانت فلوريدا حسمت نتيجة الانتخابات عام 2000 لصالح الرئيس الاميركي جورج بوش، كما حسمت اوهايو نتيجة الانتخابات لصالحه عام 2004.

وفي معرض تفسيرها لهذا التحول تقول سوزان مينشكن، نائبة مدير مركز «بو هاسبانيك» الذي يهتم بقضايا اللاتينو والهجرة في اميركا، إن اوباما يتقدم في فلوريدا لان اللاتينيين باتوا يتعاطفون معه خاصة بعد ان قال إنه يريد معالجة قضية الهجرة «معالجة انسانية». وأضافت: «بما انهم يصوتون عادة مع الديمقراطيين فإنهم لا يمكن ان يقفوا مع ماكين وكانوا يفضلون هيلاري لكنها الآن خارج السابق». وأضافت مينشكن في تصريح لـ «الشرق الاوسط»: «يجب ان نلاحظ أمرين، فقد القى اوباما خطاباً قوياً جداً في الشهر الماضي في فلوريدا خلق زخماً وسط اللاتينيين خاصة حول موضوع الهجرة، كما انه اشار الى ان رغبته في التفاوض مع قادة كوبا لا يمكن ان تؤدي الى تطبيع العلاقات بينهما إذا لم تتحسن اوضاع حقوق الانسان والحريات هناك وان التفاوض لا يعني اسقاط العقوبات، ويمكن ان تؤدي المفاوضات الى تواصل الاميركيين الكوبيين مع الجزيرة». يشار الى ان اكبر جالية من الاميركيين الكوبيين يعيشون في فلوريدا. وعلى الرغم من ان هيلاري كانت قد فازت على اوباما في انتخابات بنسلفانيا، لكن يرجح ان انسحابها هو الذي جعل عددا كبيرا من مؤيديها ينتقلون الى جانب اوباما بما في ذلك حاكم الولاية.

ويرى الباحث بول مارينو من معهد ويدرو ويلسون في واشنطن أن «تقدم اوباما في الولايات المتأرجحة الثلاث وتركيزه منذ الآن على ولايات مثل نيفادا ونيومكسيكو وكولورادو، وهي ولايات أقرب ما تكون للجمهوريين، يجعلنا نتوقع خارطة انتخابية مختلفة في الخريف». ورجح مارينو في تصريح لـ «الشرق الاوسط» ان يحصد اوباما تقدماً في الولايات المتأرجحة بفضل اجيال الشباب والمتعلمين الذين سيصوتون لأول مرة». وأضاف: «هناك كثيرون سيصوتون تصويتاً عقابياً ضد الجمهوريين لان اوباما رسخ فكرة ارتباط ماكين مع سياسة بوش».

وفي موضوع آخر، شكل اوباما ما يمكن اعتبارها «حكومته» المقبلة على الرغم من ان بعضهم سيبقى دورهم استشارياً حتى إذا فاز في الانتخابات. واعلن اوباما عن تشكيل اللجنة الاستشارية الاساسية لتقدم له آراءها حول قضايا الأمن القومي والسياسية الخارجية والدفاعية. وتضم اللجنة: وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت، ووزير الدفاع السابق وليم بيري، ووزير الخارجية السابق وارن كريستوفر، والمسؤول السابق في وزارة الخارجية جريج كريغ، وجيم شتاينبيرغ، والسناتور السابق ديفيد بورين، والنائب السابق تيم رويمر، ووزير البحرية السابق ريتشارد دانزيغ، وعضو مجلس النواب السابق لي هاملتون، ومستشار الأمن القومي في عهد الرئيس كلينتون انتوني ليك، ومساعدة وزير الخارجية السابقة سوزان رايس، والسناتور السابق سام نان ووزير العدل في ادارة كلينتون اريك هولدر . وقال اوباما لاعضاء اللجنة في اول اجتماع معهم: «سنجري نقاشا واسعا حول التحديات التي تواجه الأمن القومي الاميركي. نحن نحارب في افغانستان والعراق، كما نواجه تحديات تتمثل ليس في الارهاب فحسب بل وكذلك في الانتشار النووي والتغير المناخي والفقر والابادة والاوبئة».

وفي موضوع ذي صلة، قال اوباما بعد اجتماعه مع لجنته الاستشارية إنه سيقدم زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الى المحكمة إذا القي القبض عليه كي لا يجعل منه «شهيداً». لكنه توقع ان يقتل بن لادن إذا وجدته الحكومة الاميركية، وقال: «لو اصبحت الرئيس ووجدنا الفرصة لالقاء القبض عليه ربما لا يمكننا القبض عليه حياً». وأضاف: «اسامة بن لادن وابرز قياديه، الذين قتلوا حوالي 3000 اميركياً، يجدون الآن ملاذاً آمناً في شمال غرب باكستان حيث يعملون بحرية ويرسلون الشرائط المليئة بالاحقاد للعالم الخارجي... وهذه احدى نتائج معالجة بوش وماكين للحرب ضد الارهاب».

وقالت مصادر حملة اوباما، ان اشارته حول احتمال مقتل بن لادن تعود الى مذكرة سرية كان وقعها الرئيس السابق بيل كيلنتون عام 1998 وجددت بعد هجمات 11 سبتمبر تسمح للمخابرات المركزية الاميركية بقتل بن لادن إذا تعذر إلقاء القبض عليه حياً.

الى ذلك، أعلن اوباما امس تخليه عن الاستفادة من النظام الفيدرالي لتمويل الحملة الانتخابية الرئاسية، وهو اول مرشح رئاسي يتخلى عن هذا النظام منذ السبعينات.