طلبت ايرلندا أمس مهلة لايجاد مخرج من الازمة الناتجة عن رفض معاهدة لشبونة في استفتاء، ولو ان العديد من شركائها في الاتحاد الاوروبي يصرون على ان تكون المهلة أقصر ما يمكن لتجنب التعطيل. وقال رئيس الوزراء الايرلندي براين كووين للصحافيين قبيل قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي: «ما زال الوقت مبكرا جدا لعرض حلول ممكنة». واضاف بعد لقاء مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو «ان الايرلنديين عبروا عن رأيهم قبل سبعة ايام فقط. ويجب احترام هذا القرار». وأضاف أنه «على هذا الاساس لن يكون من الممكن العمل من اجل حل دائم» الا في مرحلة لاحقة، مبديا استعداده لمناقشة الموضوع مجددا خلال المجلس الاوروبي المقبل المقرر في منتصف اكتوبر (تشرين الاول).
وعلى الرغم من صعوبة الملفات المطروحة في اجندة الاجتماعات التي انطلقت أمس في بروكسل بحضور قادة الدول الاعضاء في التكتل الاوروبي الموحد، ومؤشرات الانقسامات والخلافات حول مدى جدوى الاستمرار في التصديق على معاهدة لشبونة بعد الرفض الايرلندي، فان الموافقة البريطانية على المعاهدة صباح أمس نجحت في خلق اجواء ايجابية لانطلاق القمة التي تستغرق يومين.
وبادرت المفوضية الاوروبية ببروكسل الى اصدار بيان قبل ساعات من انطلاق القمة باسم باروزو عبر فيه عن شكره للحكومة البريطانية والبرلمان البريطاني بعد هذه الخطوة التي تأتي في وقت تصاعدت فيها التساؤلات بشأن مصير هذه الاتفاقية. وبذلك ارتفع عدد الدول التي صادقت على الاتفاق الى 19 دولة من بين دول التكتل السبع والعشرين وهي الاتفاقية الأوروبية التي تهدف إلى تمكين التكتل الأوروبي من آلية عمل جديدة على المستوى الداخلي والخارجي. ودعا رئيس المفوضية الأوروبية في بيانه الدول الأخرى إلى الاستمرار في عمليات المصادقة القانونية على اتفاقية لشبونة.
الى ذلك، حذر رئيس الحكومة الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو الخميس متحدثا للاذاعة العامة الاسبانية من انه «لا يمكن لايرلندا (..) مع احترامنا للديمقراطية (..) وقف مشروع ضروري الى هذا الحد» للاتحاد الاوروبي. وتابع ان «ايرلندا هي التي ينبغي ان تواجه الشكوك والمشكلة وليس الاتحاد الاوروبي».
كذلك اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه «لا يمكن لاوروبا ان تسمح لنفسها بمهلة جديدة للتأمل». وقالت قبل مغادرتها برلين الى بروكسل: «سنمنح آيرلندا فرصة لتعود مرة أخرى إلى المباراة».