مسؤول صيني: الديمقراطية في الصين لن تكون مستنسخة من دولة أخرى

بكين تكثف حملتها الإعلامية قبل انطلاق الأولمبياد وتشدد على «السلم والتنمية»

TT

تكثف الصين من جهودها لكسب الرأي العام العالمي، مع اقتراب موعد انطلاق الألعاب الأولمبية يوم 8 أغسطس (آب) المقبل، وتسليط الأضواء خاصة في الغرب على الأوضاع السياسية في الصين، وتوجيه انتقادات لها بسبب الأوضاع المتوترة في التبت. وبينما كان نائب الرئيس الصيني وانغ كيشان يرأس وفداً رفيع المستوى في واشنطن، حيث اجريت اجتماعات «الحوار الاستراتيجي الاقتصادي» بين الصين والولايات المتحدة، كان أحد السياسيين المعروفين في الصين تونغ تشى هوا يقوم بلقاءات في لندن لتشجيع بريطانيا على «التعرف بشكل أفضل على الصين». وعبر تونغ عن رفض الصين للانتقادات الغربية حول نظامها السياسي وانتهاكات حقوق الانسان، قائلاً: «الديمقراطية في الصين لن تكن مستنسخة من دولة أخرى، فنحن بحاجة الى نموذجنا الخاص للسير قدماً».

وشدد نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني تونغ تشى هوا أمس، على ان السياسة الخارجية للصين مبنية على «السلام والتنمية»، مشدداً على ان بلاده تريد «السلام في العالم، كي تستطيع مواصلة تنميتها بسلام». وألقى تونغ محاضرة في معهد «تشاثام هوس» وسط لندن أمس تحت عنوان «مسيرة الصين للحداثة»، مشدداً على انه «لا يوجد مثيل في العالم لحملة انجازات انجزت واثرت على 1.3 مليار شخص بالوقت القصير، الذي شهدناه خلال الـ30 عاما الماضية». وتحرص بكين على تسليط الأضواء على انجازاتها الداخلية خلال العقود الثلاثة الماضية، خاصة انها تحتفل هذا العام بالذكرى الـ30 لبدء الاصلاحات الداخلية والانفتاح على العالم. وفي جلسة للرد على أسئلة الحضور، واجه تونغ اسئلة عن سياسة بلاده تجاه التبت وتايوان ليرد وبحسم: «هما جزءان من الصين». وعبر تونغ عن «الحزن والغض والاندهاش الصيني» من الاضطرابات في التبت في الفترة الأخيرة والتي ادعت الى دعوات شعبية غربية لمقاطعة الاولمبياد في الصين، والتي أدت الى تعرض متظاهرين للشعلة الأولمبية. وقال تونغ: «كل صيني يحلم بعقد الاولمبياد ونحن متأكدون من نجاحها، لأن هذه مسؤوليتنا»، مضيفاً: أن «المعارضة المنفية حاولت استغلال ذلك بإطلاق المظاهرات بذلك الوقت».

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول قضايا حقوق الانسان في الصين والاوضاع في التبت، قال تونغ: «هناك مسؤولية كبيرة للصين كبلد وحكومة، وهي تزويد 1.3 مليار صيني بالغذاء واللباس وسقف على رأسهم، ومن بعدها يمكننا التفكير بالحرية، فأولويتنا هي الاستقرار». وأضاف: «قبل عام 1978 كان الصيني يحتاج الى رخصة خاصة للتنقل من منطقة الى أخرى، أو الانتقال من وظيفة الى أخرى، ولكن انتهى كل ذلك الآن وهناك حرية كبيرة الآن». وتابع: «يجب الا تفسر الأمور بحسب لقطة واحدة تجلب الحزن، بل النظر اليها كفيلم طويل يبعث على السعادة»، في اشارة الى ضرورة عدم الحكم على الصين بحسب الحوادث المتفرقة، بل النظر الى «مسيرتها للحداثة» منذ 30 عاماً. يذكر ان تونغ يتمتع بنفوذ في بكين، اذ انه نائب رئيس اللجنة الوطنية اللمؤتمر الاستشاري السياسي، وهي أعلى هيئة استشارية للنظام الحاكم في الصين، ومؤثرة على قراراته السياسية. وبينما أكد تونغ أن سياسة بلاده الخارجية مبنية على «السلام والتنمية»، سأله صحافي أفريقي عن سياسة الصين في افريقيا وتعاملها مع حكومات تضطهد شعوبها. فرد تونغ: «عليكم مساعدة انفسكم».