الأسد يستبعد محادثات مباشرة مع أولمرت: المسألة ليست شرب شاي

وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد غد في دمشق

الرئيس السوري يستعد لمؤتمر صحافي في أحد فنادق نيودلهي (أ ف ب)
TT

استبعد الرئيس السوري بشار الأسد، اجراء أية محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، على هامش القمة المتوسطية التي تعقد في باريس الشهر المقبل.

وصرح الأسد للصحافيين في نيودلهي، ردا على سؤال حول احتمال اجراء محادثات مباشرة بينه وبين اولمرت «هذه المسألة ليست مثل شرب الشاي»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الأسد، الذي يقوم بزيارة دولة الى الهند تستمر اربعة ايام، إن «الاجتماع بيني وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي، سيكون بلا معنى من دون أن يرسي (...) الخبراء الأسس». وأضاف أن «ارسال المؤشرات فقط بدون نتائج حقيقية، لا معنى له».

وكان الأسد قد صرح سابقا، انه من غير المرجح إجراء أي محادثات سلام مباشرة مع اسرائيل قبل 2009، وأوضح أن ذلك يعتمد على مصير اولمرت، الذي يواجه دعوات باستقالته بسبب تهم فساد.

وصرح الأسد للصحافيين أن المحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل، والاتفاق الذي تم التوصل اليه الشهر الماضي بوساطة عربية في الدوحة، للمصالحة بين اللبنانيين تعد «تغيرات ايجابية» في المنطقة.

واعتبر الأسد انه بحاجة لأن يرى مزيدا من التقدم في محادثات السلام غير المباشرة مع اسرائيل برعاية تركيا، قبل أن يوافق على الاجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي.

ويرفض الأسد المطالب الاسرائيلية، بأن تتخلى بلاده عن تحالفها مع ايران، وجماعات مثل حماس وحزب الله كشرط أساسي للسلام.

وقال الأسد ان الحكومة الاسرائيلية في حاجة لبذل المزيد، اذا كانت تريده أن يجتمع مع اولمرت، واصفا المحادثات التي تتوسط فيها تركيا بأنها «بصيص من الأمل».

وقال الأسد ان «ارسال اشارات فقط من دون نتيجة حقيقية، هو أمر بلا معنى»، مضيفا أنه «خلال الأسابيع الأخيرة، كان لدينا بعض بصيص الأمل، بعد المفاوضات غير المباشرة بمساعدة تركيا».

وفي فيينا، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، انها سترسل الاحد الى دمشق، وفد خبراء رفيع المستوى، للتحقيق في المزاعم بشأن بناء سورية مفاعل نووي سري في الصحراء.

وسيقوم الفريق برئاسة المسؤول الثاني في وكالة الطاقة الذرية اولي هاينونن، بالكشف، عن كثب، عن مبنى تؤكد الولايات المتحدة انه كان يحتوي على مفاعل نووي، كان يجري بناؤه بمساعدة كوريا الشمالية، قبل ان يدمره الطيران الاسرائيلي في سبتمبر.

وأعلن المدير العام للوكالة محمد البرادعي عن المهمة التي تستمر بين 22 و24 يونيو (حزيران) خلال اجتماع لمجلس حكام الوكالة مطلع يونيو.

وتجري هذه المهمة، بعدما عرض الاميركيون وثائق سرية، توحي بأن سورية كانت على وشك انجاز العمل على المفاعل النووي. وأكد الرئيس السوري بشار الأسد، ومدير هيئة الطاقة الذرية السورية ابراهيم عثمان، تعاون سورية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

غير أن دبلوماسيين قريبين من وكالة الطاقة الذرية في فيينا، اكدوا ان دمشق لن تسمح سوى بزيارة موقع الكبر، الذي تعرض للقصف، ولن تسمح بزيارة موقعين أو ثلاثة مواقع اخرى، أبدى خبراء الوكالة اهتماما بها.

وقال البرادعي في مقابلة اجرتها معه قناة «العربية» في دبي، ان «الوكالة لا تملك أدلة على ان سورية تملك الموارد البشرية، التي تسمح لها بتولي برنامج نووي كبير (..) ولم ترصد امتلاك سورية للوقود النووي».