النائب الحوري: السنيورة ليس في وارد الاعتذار

قال لـ«الشرق الاوسط»: لماذا تكون الداخلية حيادية والدفاع غير ذلك؟

TT

طالما ان رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة يرفض ان يحدد موعداً لإعلان التشكيلة الوزارية، فان جميع النواب في الاكثرية والمعارضة يمتنعون عن تحديد المواعيد وكأن الامر متروك للمناورات وتحسين المواقع، باعتبار ان الحكومة العتيدة مرشحة لأن تكون حكومة الانتخابات النيابية المقبلة.

النائب عمار الحوري (من فريق الاكثرية او 14 آذار) وصاحب «البشرى الرئاسية» الذي طرح باسم الاكثرية اسم العماد ميشال سليمان مرشحاً توافقياً لرئاسة الجمهورية، رفض، رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، ان يحدد موعداً لزف البشرى الثانية، اي ولادة الحكومة. وقال: «لا تزال المشاورات جارية ليلاً نهاراً، وعلى جميع المستويات. واملنا كبير في الوصول الى صيغة حكومية متوازنة مستوحاة من روحية اتفاق الدوحة».

وقد اجرت معه «الشرق الأوسط» الحوار الآتي:

* اين تكمن العقد التي تؤخر التأليف؟

ـ العقدة الرئيسية تكمن في توزيع الحقائب، وخصوصاً السيادية منها، والقرارات المتفاوتة بين الفرقاء لهذا التوزيع. فالبعض يعتبر رئاسة الحكومة حقيبة سيادية. والبعض الآخر يتشاطر. ما زلنا في مرحلة التذاكي.

* يعتبر النائب ميشال عون ان اعطاءكم رئيس الجمهورية حقيبتين سياديتين مسيحيتين الغاية منه حرمانه من الحقيبة السيادية ووضعه في مواجهة مع الرئيس سليمان؟

ـ كان هناك تفاهم على ان تكون الحقائب الامنية في عهدة الرئيس الحيادي. وإلا فلماذا تكون حقيبة الداخلية حيادية وحقيبة الدفاع غير حيادية؟ واقترح الرئيس السنيورة ان تكون الحقيبتان السياديتان الاخريان (المال والخارجية) كل منهما ضمن سلة متكاملة وترك الخيار للمعارضة بأن تختار. لكن يبدو ان هذا الاقتراح لم يلق القبول، بدليل ان احداً لم يبلغ الرئيس السنيورة رأيه في هذا الاقتراح.

* هل تقبلون بالطرح القائل ان يتمثل الرئيس سليمان بحقيبتين مسيحية ومسلمة. على ان تبقى الحقيبتان الاخريان لمسيحي ومسلم؟

ـ هذه المسألة عند الرئيس سليمان. ونحن من جهتنا، لا اعتقد ان احداً يمانع في ذلك.

* قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان اتفاق الدوحة اكد على حيادية الداخلية فقط من دون حقيبة الدفاع، فلماذا تتمسكون بالحقيبتين للرئيس؟

ـ موضوع حقيبة الدفاع صار هناك تفاهم داخلي عليه. لكن المعارضة هي التي خرجت على هذا التفاهم. ولا يجرؤ احد منها على الاعتراف بذلك.

* بدأت بعض الاصوات تدعو الرئيس المكلف الى الاعتذار في حال تعذر تأليف الحكومة، فما هو ردكم على هذه الاصوات؟

ـ هذا الموضوع غير وارد على الاطلاق. فالجميع يعرف طاقة الرئيس المكلف على الاحتمال والتشاور والاخذ والعطاء. وهو لا يؤمن بالفشل. ولا تعرف الخيبة اليه سبيلاً. لا بل بالعكس، هو مؤمن بالحوار وبالوصول، في نهاية الامر، الى تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الآنية الخاصة.

* المعارضة تتهم الاكثرية بانها تماطل في التأليف حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، بحيث تجرى على اساس قانون العام 2000؟

ـ المعارضة هي التي تماطل وتعقّد الامور. والتهمة بحد ذاتها غير مقبولة وغير منطقية لأن اتفاق الدوحة حسم مسألة قانون الانتخابات. وعلينا الاسراع في تأليف الحكومة كي نستكمل سائر بنود الاتفاق المغطى عربياً ودولياً.