اتهامات متبادلة بعرقلة اتفاق الدوحة

«الشرق الاوسط» سألت طرفي النزاع عن اشتباكات تعلبايا وسعدنايل

TT

فيما اعتبر عضو كتلة المستقبل النيابية النائب جمال الجراح ان الاشتباكات التي وقعت في بلدتي تعلبايا وسعدنايل البقاعيتين اخيراً ترمي الى تحقيق «مكاسب سياسية في الحكومة»، رأى عضو تكتّل «التغيير والاصلاح» النائب حسن يعقوب ان ما حصل «يصب في خانة عرقلة اتفاق الدوحة».

وفي حديث الى «الشرق الاوسط» قال الجراح انه «كان هناك اتفاق مع حزب الله على سحب مقاتليه والاسلحة المتوسطة والثقيلة من سعدنايل وتعلبايا والمرتفعات المحيطة بهما على ان يبقى الجيش في مراكزه وخصوصا عند نقاط التماس، تمهيدا لاجراء المصالحة التي كانت مقررة بعدما كنا قد اجتمعنا بالأهالي واتفقنا على هذه الامور. ولكننا فوجئنا (الاثنين الماضي) باحتلال مقاتلين تابعين للحزب مبنيين، الاول مبنى حسن مرعي عند الخامسة من بعد الظهر والثاني مبنى خلف عند السادسة مساء، وعند الثامنة والنصف شن هجوم على المنطقة بالاسلحة الرشاشة والهاونات استمر حتى الاولى والنصف فجرا وتجدد عند الثالثة وتوقف عند السادسة صباحا. وقد تسببت بوقوع ثلاثة قتلى وستة جرحى، فضلا عن الاضرار المادية الجسيمة في السيارات والاملاك والمحال. وكل هذا حصل من دون اي مبرّر. إذ انهم اعتدوا على احد مناصري تيار المستقبل، سامي الحايك، الذي لا يزال في العناية الفائقة في مستشفى البقاع». وأضاف: «أجرينا اتصالات مباشرة مع الجيش وأخرى غير مباشرة بمسؤولين في الحزب لوقف ما يحصل ودرء الاخطار. ولا نزال نتابع هذه الاتصالات منعا لتجدد الاشتباكات». ورأى ان «البعض يسعى الى تحقيق اهداف سياسية ومكاسب في الحكومة عبر الاعتداء على الاهالي وهدر دمائهم» مشيرا الى ان «التعهدات التي قطعت سابقا أخلوا بها وانقلبوا عليها، لكننا نأمل في ان تأخذ الامور مجراها. وندعو الجيش الى الاضطلاع بدوره الوطني والتعامل بحزم مع المعتدين. وهذا مطلب جميع الناس وليس فقط مطلبنا». ولم يستبعد وجود «مخطط لنقل التوتر الامني من منطقة الى اخرى. قلنا ان هناك مواقع عسكرية محصّنة تابعة لحزب الله في منطقتي قمّل وتويتي فوق تعلبايا وسعدنايل، تتسبب باحتكاكات. وقد ابلغنا الجيش انها اخليت وافرغت ونحن على ثقة بذلك». من جهته، رأى النائب يعقوب في حديث الى «الشرق الاوسط» ان «ما حصل يصب في خانة عرقلة تطبيق اتفاق الدوحة» وأن «الحادث المؤسف الذي تكرر للمرة الثالثة في المنطقة التي تجسّد وحدة العيش امر يثير التساؤل والاستغراب خصوصا ان الاهالي متصاهرون ومتقاربون الى ابعد حدود». وإذ فضّل «عدم الدخول في سجالات حول ما حصل وتداول روايات حول الحادث لانه في النهاية الجميع خاسرون»، قال: «كان هناك مشروع للمصالحة على كل المستويات البلدية والاختيارية والاهلية، لكننا فوجئنا بوجود عرقلات. ومن المستغرب تحديد موعد للقاء بين النائب سعد الحريري و(الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله من سعدنايل وتعلبايا. طبعا يهمنا ونرحّب بعقد لقاء بينهما ولكن نستهجن فرضه بهذه الطريقة عبر زج المنطقة في أتون متأجج. وندعو الى وقف كل الاعمال العدائية وسحب المسلحين كافة. فأهالي المنطقة هم أبعد ما يكون عن التصادم والاقتتال والمواجهة». ودعا الجيش الى «فرض الامن من دون الاخذ في الاعتبار الواقع السياسي. عليه ان يضرب بيد من حديد كل من يحاول الاخلال بالامن». وقال: «ليست هناك منازل محتلّة ولا مجال لاستخدام المفردات من حقبة سوداء من تاريخ لبنان». وسأل: «هل يبحثون عن توازن على مستوى السلاح؟ هل يريدون توازنا معيّنا لم يحصل في بيروت والجبل؟ لم نفهم ما المقصود. فإذا صح ما يقال عن اعتداء فليطلبوا حماية الجيش لانه اذا تم تبادل النيران بين الطرفين فحينها الجيش لن يستطيع التدخّل كما يجب. اما اذا كان اطلاق النار يتم من جهة واحدة فحينها الجيش سيتدخل بحزم».

الحل يكون بالمصالحة وتحييد المنطقة عن الصراعات السياسية والوقوف خلف الجيش، بعكس ما صرّح به البعض من أن وجود الجيش يشكّل استفزازا للاهالي».