حماس: الهدنة تعكس الفشل في سياسة المحارق الإسرائيلية ومواقف أميركا

نفت أن يكون هناك ربط بينها وبين مفاوضات دمشق وتل أبيب في تركيا وعبرت عن عدم خشيتها منها

TT

«ليس هناك أي نوع من التنسيق بين حماس وحزب الله وسورية في موضوع اسرائيل. وليس هناك ربط بين المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل في تركيا وبين حزب الله واسرائيل بشأن صفقة لتبادل الاسرى وتوصل حماس الى اتفاق تهدئة مع اسرائيل الذي اصبح ساري المفعول منذ الساعة السادسة صباحا من يوم امس».

هذا هو رد اسماعيل رضوان الناطق باسم حركة حماس، على سؤال حول تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم لـ«الشرق الاوسط» قال فيه ان «اتفاق الدوحة (بين الفرقاء اللبنانيين) والمفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة واتفاق التهدئة بين اسرائيل وحماس، خطوات تأتي جميعها ضمن حل السلة الواحدة».

وارجع رضوان ما يجري الى فشل سياسة الادارة الاميركية وتقدم المقاومة. وقال ان «التفسير الواضح لذلك ان هناك تراجعا في مواقف الادارة الاميركية في المنطقة، ومواقف العدو الصهيوني، بعد فشل الادارة في تطبيق مشروع الشرق الاوسط الجديد وفشلها في العراق وجنوب لبنان، وها هي تفشل في فلسطين». واضاف ان «هذا الانحسار والتراجع في الموقف الاميركي وفشل سياسة المحارق الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، دفع في هذا الاتجاه وعكس فشلا في السياسة الاميركية».

ورفض رضوان الربط بين اقدام حركة حماس على التهدئة مع اسرائيل وحل القضايا العالقة، خاصة موضوع الجندي الاسير، تحسبا لما قد يحدث لوجود حماس في دمشق في ما لو انتهت المفاوضات السورية الاسرائيلية تحت الرعاية التركية، الى اتفاق سلام بين البلدين.

وقال ردا على سؤال ان كان لدى الحركة مخاوف داخل حماس من ان يقود أي اتفاق مستقبلي بين سورية واسرائيل على وجود الحركة والفصائل الاخرى في دمشق، «اود ان اوضح ألا علاقة بين اتفاق التهدئة وبين ما يدور من حديث عن المفاوضات بين سورية والعدو الصهيوني غير المباشرة». وحسب رضوان فان التهدئة «جاءت نتيجة عدد من المعطيات، منها اولا: فشل العدو الصهيوني في تحقيق اهدافه باستخدام سياسة المحارق. ثانيا فشل سياسة الحصار. وثالثا صمود وثبات الشعب الفلسطيني. رابعا توازن الرعب الذي خلقته المقاومة. واضاف: «ان العدو الصهيوني بحاجة الى التهدئة بقدر ما يحتاجها شعبنا، لاعتبارات سياسية وداخلية واعتبارات امنية، خاصة للبلدات المجاورة».

اما في ما يخص المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل فقال: «اننا لا نخشاها، لاننا ندرك ان العدو غير جاد في أي معركة تفاوضية والمثال واضح في مفاوضات السلطة معه.. العدو لن يعطي شيئا. هذا اولا، وثانيا ان القضية الفلسطينية بالنسبة لسورية هي قضية استراتيجية لا تخضع لتفاوض هنا او هناك، كما ان سورية رفضت أي شروط مسبقة». وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس قد قال، ان حركته على ثقة تامة بان سورية لن ترضخ للضغوط الاسرائيلية لقطع العلاقات مع حماس كجزء من عملية التفاوض للتوصل الى اتفاق سلام بشأن هضبة الجولان السورية المحتلة. يذكر ان عددا من القادة الاسرائيليين، قد صرحوا بان اسرائيل لن تقبل باستمرار المفاوضات الجدية التي قد تتحول الى مفاوضات مباشرة في وقت لاحق من العام، اذا ما ابقت دمشق على علاقاتها بما تسميه بمنظمات الارهاب وتحديدا حزب الله اللبناني وحماس وحركة الجهاد الاسلامي.

وقال مشعل في مقابلة مع وكالة رويترز، خلال زيارته للامارات، ان »«اسرائيل وفي اطار تكتيكاتها تحاول دفع سورية بعيدا عن حلفائها والقضية الفلسطينية.. ولكن هذه لعبة (مكشوفة)». واضاف ان «السوريين قالوا رسميا وعلى اعلى المستويات ان تصميمهم وجهودهم لاستعادة هضبة الجولان لن تأتي على حساب الفلسطينيين او على حساب علاقات سورية وتحالفاتها. ونحن نثق بالموقف السوري».

وحول الفوائد التي ستجنيها حماس من هذه التهدئة بالمقارنة بالفوائد الاسرائيلية، قال رضوان «الفائدة الرئيسة هي كسر الحصار الظالم والتخفيف عن ابناء شعبنا ووقف العدوان الشامل لدعم الصمود وهي مرحلة لاعادة الترتيبات الداخلية.. وهي بالمناسبة تمثل انتصارا لخيار المقاومة وفشلا لكل الرهانات على ان حماس ستسقط. وهذه التهدئة حصلت على اعتراف صهيوني على اعلى المستويات، في الوقت الذي لم يعترف بأي تهدئة سابقة.. فالتهدئة في السابق كانت من جانب واحد». واضاف ان «اعلان العدو الرسمي بقبوله للاتفاق يشكل اعترافا بحركة حماس، بل بشرعية الحكومة الموجودة في غزة». غير ان رضوان رفض الاعتراف بان مثل هذا الاتفاق يشكل ايضا اعترافا من قبل حماس باسرائيل.ورفض القول ان مثل هذه التهدئة والمفاوضات المباشرة التي ستشهدها العاصمة المصرية بشأن الجندي الاسير جلعاد شليط، يمكن ان تقود الى مفاوضات بين الطرفين حول قضايا اخرى. وقال «حماس لا يمكن ان تتفاوض مباشرة مع العدو الصهيوني، لانها لا تعترف به فهو احتلال ولا نتعامل معه الا من خلال المقاومة».