مستشار لقوات التحالف لـ«الشرق الأوسط»: المجموعات الخاصة تدربها طهران لخلق الفوضى.. وتضم إيرانيين

مسؤول أمني عراقي: اعتقلنا مائة منهم ونلاحق 200 اخرين سننشر أسماءهم قريبا

TT

اعاد التفجير الذي شهدته مدينة الحرية في بغداد الثلاثاء وحمل الجيش الاميركي مسؤوليته «مجموعة خاصة» يعتقد ان ايران تمولها وتدربها، تسليط الضوء على دور هذه المجموعات في تصعيد العنف في العراق. واكد عبد اللطيف ريان المستشار الاعلامي لقوات التحالف في العراق، ان الحديث عن المجاميع الخاصة بدأ في شهر مايو (ايار) الماضي2007، عندما انشقت مجموعات عن «جيش المهدي» التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ولم تلتزم بقراراته القاضية بتجميد الميليشيا.

وقال ريان في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، إن «هذه المجموعات بدأت تعمل لحسابها، وارتبطت ومولت ودربت من قبل قوات القدس الايرانية وأطراف في الحرس الثوري الايراني». وحول اعداد هذه المجموعات قال ريان: «من الصعب تحديد العدد الاجمالي لهذه المجاميع، لكننا استطعنا معرفة المجاميع، التي يتم تدريبها وتتكون من 20 الى 60 عنصرا في كل مجموعة، ويتم تدريبهم في اماكن مختلفة من ايران ولمدة شهر واحد، ثم تتم اعادتهم للعراق حيث يقومون بارهاب العراقيين بعمليات تفجير وخطف وقتل وهم يتوزعون على مناطق كثيرة من العراق». وأكد ريان ان هذه المجموعات «ليس لهم قيادة مركزية والقيادة يفرضها المكان والزمان اللذين يعملون فيهما، وقد جمعنا معلومات حول قيامهم بعمليات ابتزاز للناس بحجة توفير الحماية لهم، فهم يأخذون اتاوات مقابل هذا الابتزاز، وان الذي لا يدفع يكون مصيره الموت». وقد تصاعدت الحملات الأميركية ضد المجموعات الخاصة التي غالبية مسلحيها عراقيون يدرَبون في إيران ويعودون الى العراق لتنفيذ عمليات مسلحة وبأوامر، عادة غير مباشرة، من «قوة القدس» التابعة للحرس الثوري الايراني، بحسب مصادر اميركية.

ويمتنع الكثير من المسؤولين الأميركيين من التعليق على تفاصيل حول مواجهة القوات الأميركية المباشرة للمجموعات الخاصة بسبب حساسية الموضوع ومنعاً لـ«إعطاء تفاصيل قد تفيد العدو». وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون»، ان «الرؤية الاستراتيجية في العراق مازالت اننا نعمل على مساعدة عراق موحد ديمقراطي اتحادي، والتطورات على الارض لن تغير من استراتيجيتنا حتى وان كانت تؤثر على بعض تكتيكاتنا». ويذكر ان غالبية المسلحين من المجموعات المسلحة هم عراقيون لهم صلات بايران. وأكدت الناطقة باسم القوات المتعددة الجنسية روز ريتشسون، ان القوات المتعددة الجنسية تحتجز 5 اعضاء «يسيرون اعمال قوة القدس» الايرانية في العراق، ويوجد «اقل من 15 ايراني بين 21 الف معتقل في معتقلات قوات التحالف في العراق». وحول الاهداف التي تحملها هذه المجاميع الخاصة من خلال التحقيقات التي تمت مع من ألقي القبض عليهم، قال ريان: «ان قوات التحالف تلقي القبض على من تجده يهدد الأمن الوطني العراقي، وبحسب قرارات الامم المتحدة ومن تجده مطلوبا في قضايا تخص القضاء العراقي في جنح او جنايات تسلمهم للقوات العراقية، وقد تم التوصل الى هذه المجاميع من خلال معلومات قدمها الاهالي في مناطق متعددة من العراق، وقد توصلنا من خلال التحقيقات مع عناصر هذه المجموعات إلى انهم محددون باهداف خلق الفوضى داخل العراق والارهاب ومع افلاسهم الفكري فهم يحاولون زعزعة المسيرة السياسية في العراق من خلال زعزعة الأمن فيه، وقد تم جمع معلومات قيمة جدا عنهم». واكد ريان انه تم اعتقال عدد من هذه المجموعات من الايرانيين، لكنه لم يحدد عدد المعتقلين منهم حتى الآن.

من جهته، كشف اللواء قاسم عطا المتحدث باسم خطة فرض القانون في بغداد، لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقال 100 من عناصر هذه المجموعات في العاصمة. واضاف «هناك ايضا 70 مشتبها فيهم نحقق معهم حاليا فيما نلاحق 200 آخرين، إما هربوا الى مناطق أخرى او الى الخارج او ما زالوا في مدينة الصدر». وتابع «سننشر قريبا لائحة بالمطلوبين وسنعممها على دول الجوار». من ناحية ثانية، قال اللواء عبد الكريم خلف قائد العمليات في وزارة الداخلية، لـ«الشرق الأوسط»، انه تم أمس اعتقال 4 من قادة «المجموعات الخاصة» في محافظة ميسان، ووصف المجموعات هذه بـ«الاجرامية»، متهما اياها بمهاجمة مقار حكومية ومنازل مواطنين وان اهدافها هي «القتل والاغتيال والاختطاف». وعن الاتهامات لإيران بتدريب وتمويل هذه المجموعات، اكتفى خلف بالقول «ان للعراق رؤية اقليمية في هذا الموضوع، الذي لا يتم الاعلان عنه لأسباب أمنية».

وكان الجيش الاميركي قد اعلن أمس ان شخصا يدعى حيدر مهدي كاظم الفؤادي يقود المجموعة، التي نفذت تفجير مدينة الحرية في بغداد اول من امس، الذي اوقع نحو 140 قتيلا وجريحا بهدف منع عوائل سنية مهجرة الى المنطقة المختلطة.. ووزع الجيش العراقي ملصقا يحمل صورة مطلوب اسمه حيدر كاظم الماجدي وافترض ان الاخير هو نفسه الفؤادي. لكن صحيفة «لوس انجليس تايمز» نقلت عن مصدر أمني عراقي قوله ان الاسمين لشخصين مختلفين وان الفؤادي يعمل تحت إمرة الماجدي وان كلاهما ما زال في «جيش المهدي». الا ان عناصر في جيش المهدي أكدوا ان الفؤادي طرد من الميليشيا قبل عامين.