القضاء المغربي يبدأ الاستماع إلى 59 متهما بالإرهاب في 8 قضايا منفصلة

إرجاء النظر في ملف «انتحاري مكناس».. والخطابي المدان بقتل زوجته كان ضمن تيار «التكفير والهجرة»

TT

مثل أمام غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف بسلا المجاورة للرباط، أمس، 59 متهما بالإرهاب في ثمانية ملفات منفصلة. وكان من أبرز هذه الملفات قضية «انتحاري مكناس» هشام الدكالي، وشريكه حسن أزوكاغ، اللذين اتهما في قضية اعتداء ضد سياح العام الماضي.

وقررت غرفة الجنايات الابتدائية بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، امس، إرجاء النظر في ملف الدكالي وشريكه أزوكاي إلى 10 يوليو (تموز) المقبل من أجل إعداد الدفاع. وجاء قرار التأجيل استجابة لملتمس تقدم به دفاع المتهمين اللذين مثلا امس أمام هيئة المحكمة للمرة الثانية في حالة اعتقال احتياطي، والرامي إلى منحه مهلة قصد الاطلاع على الملف.

ويتابع المتهم الرئيسي الدكالي، 31 سنة، وهو مهندس دولة سابق، بتهمة «القيام بأفعال إرهابية لها علاقة عمدا بمشروع فردي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف وصنع متفجرات وحيازتها واستعمالها للاعتداء عمدا على حياة الأشخاص وسلامتهم». كما يتابع في القضية ازوكاغ، وهو أيضا مهندس دولة سابق، بتهم «تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام وعدم التبليغ عن جريمة إرهابية». وسبق لقاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها أن قرر إسقاط المتابعة في حق ثلاثة مهندسي دولة آخرين كانوا متابعين في نفس النازلة لعدم كفاية الأدلة ضدهم.

وتفيد تفاصيل القضية بأن الدكالي أقدم يوم 13 اغسطس (آب) 2007 على تنفيذ جريمة إرهابية بساحة الهديم في مكناس، بواسطة قنينة غاز من الحجم الصغير، كان يحملها داخل حقيبته، حيث استهدف حافلة للسياح. وأسفر الحادث عن إصابة الانتحاري، الذي بترت يده اليسرى وكسرت ساقه اليمنى، وأصيب بخدوش في البطن والصدر.

في غضون ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن قاسم الخطابي، الذي اصدرت محكمة الاستئناف بسلا مساء الثلاثاء الماضي، في حقه حكما بالسجن المؤبد، لقيامه بقتل زوجته، كان ينتمي الى تيار التكفير والهجرة. وكان الخطابي يمنع ابنه من الذهاب الى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة، معتبرا ذلك كفرا لأن الامام لا يدين بأفكاره، كما كان يمنع زوجته من شراء جميع أنواع اللحوم المعروضة من قبل الجزارين، لأنها في نظره حرام، وفرض عليها ايضا ارتداء البرقع الافغاني، معتبرا أنه لباس المسلمين.

وكان الخطابي يمنع ابنته من الذهاب الى المدرسة، ومنع ابناءه الاربعة من مشاهدة التلفزيون، وقام بتكسيره، ومنع زوجته من الحصول على شهادة احتياج (الحاجة) لابنته المعاقة من أجل تلقي العلاج في مستشفيات الدولة. وفي لحظة غضب قصوى، استل الخطابي، سكينا من المطبخ وتوجه نحو زوجته، وطعنها طعنات قاتلة. وتمكنت مصالح الامن من تفكيك خلية الخطابي، المشكلة من 13 متهما، في 24 يونيو (حزيران) 2006.