يقول اللاجئون الفلسطينيون أينما التقيتهم، ومن كل الأعمار، إن حق العودة الى الديار التي شردوا منها عام 1948، هو «حق مقدس ولا يسقط بالتقادم». ولا يزال كثير منهم في فلسطين وخارجها، يحتفظون بمفاتيح منازلهم في مدن يسكنها الإسرائيليون أو قرى أصبحت اليوم مهجرة.
وتأكيدا على هذا الحق، قال لاجئون التقتهم «الشرق الأوسط» انهم يعتبرون انفسهم ضيوفا على البلاد التي يسكنوها، بما فيها أراضي السلطة الفلسطينية. وهو ما اكده تيسير نصر الله منسق لجنة احياء ذكرى النكبة، وصالح الزق مسؤول ملف اللاجئين في حركة فتح. وقالا لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ضيوف حتى على السلطة الفلسطينية الى ان نعود الى ديارنا الأصلية». وبحسب نصر الله، فان الرئيس الراحل ياسر عرفات ابلغهم في اجتماع معه في مخيم بلاطة في نابلس شمال الضفة الغربية، بان السلطة تتعامل مع اللاجئين، كما الأردن ولبنان، على انهم ضيوف عليها لحين عودتهم. وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين، أكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بأن قضية اللاجئين الفلسطينين هي «جوهر القضية الفلسطينية وقلبها النابض»، رغم كل المحاولات الاسرائيلية لطمسها وازاحتها عن أجندة النقاش الثنائي والدولي. وقال لؤي شبانة، مدير الاحصاء، إن عدد اللاجئين يزيد على ستة ملايين لاجئ فلسطيني حول العالم. وهؤلاء تزايدوا من اصل حوالي 957 ألف عربي فلسطيني طردوا ونزحوا من المناطق التي سيطرت عليها اسرائيل عام 1948. وبحسب شبانة، فان «عدد المخيمات الفلسطينية الرسمية التي تعترف بها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) في الأراضي الفلسطينية والدول العربية بلغ 58 مخيما، تتوزع بواقع 12 مخيما في لبنان و10 مخيمات في الأردن و9 مخيمات في سورية و27 مخيما في الأراضي الفلسطينية، و19 مخيما في الضفة الغربية و8 مخيمات في قطاع غزة». وتشير بيانات المسح الفلسطيني لصحة الأسرة، للعام 2006 ان نسبة السكان اللاجئين في الأراضي الفلسطينية، بلغ 44.6 في المائة من مجمل السكان الفلسطينيين. منهم 19.4 في المائة في الضفة الغربية و25.2 في المائة في قطاع غزة. ويمتاز اللاجئون الفلسطينيون، في مخيمات الضفة والاردن وسورية ولبنان، بحسب الاحصاء، بأنهم مجتمع فتي، وقد يعود ارتفاع نسبة صغار السن للاجئين الى ارتفاع معدلات الإنجاب لديهم مقارنة بغيرهم. وفي المقابل فانه حسب البيانات يعاني اللاجئون اكثر من غيرهم من الاعاقة الحركية، والامراض المزمنة، كما انهم يعتبرون الاكثر فقراً. وأشارت البيانات المتوفرة الى ان مخيمات اللاجئين في الأراضي الفلسطينية تعاني أعلى معدل انتشار للفقر بين أسرها. وأظهرت بيانات أنماط الاستهلاك بين الأسر في الأراضي الفلسطينية أن 38.6 في المائة من أسر المخيمات تعاني من الفقر. مقابل 29.5 في المائة في الأرياف 29.3 في المائة في الحضر. ويشهد قطاع غزة أعلى معدلات للفقر بغض النظر عن نوع التجمع السكاني. وتشير نتائج مسح القوى العاملة للربع الأول، 2008 بأن نسبة المشاركة في القوى العاملة بين اللاجئين 15 سنة فأكثر أقل مما هي لدى الفلسطينيين غير اللاجئين المقيمين في الأراضي الفلسطينية. وترتفع معدل البطالة بين اللاجئين ليصل الى 26.1 في المائة مقابل 20.0 في المائة لغير اللاجئين. وبخلاف المؤشرات الخاصة بالفقر والبطالة، فان نسبة الأمية بين اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية تقل مقارنة بغيرهم، إذ بلغت نسبة الأمية للاجئين الفلسطينيين خلال عام 2007 وللأفراد 15 سنة فأكثر،5.7 في المائة في حين بلغت لغير اللاجئين 6.5 في المائة. كما وارتفعت نسبة اللاجئين الفلسطينيين،15 سنة فأكثر الحاصلين على درجة البكالوريوس فأعلى إذ بلغت 9.2 في المائة من مجمل اللاجئين، في حين بلغت لغير اللاجئين 8.4 في المائة فقط. كما بلغت معدلات الالتحاق بالتعليم للأفراد 6 سنوات فأكثر لدى اللاجئين الفلسطينيين 47.2 في المائة. وهي أعلى من المعدلات الخاصة بغير اللاجئين إذ بلغت 45.2 في المائة.