اكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على فصل موضوع انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا المحتلة عن موضوع سلاح حزب الله فصلا كلياً. وشدد على ان الانسحاب الاسرائيلي هو «مطلب لبناني يجب ان يتم من دون اي مفاوضات مباشرة او غير مباشرة، ولا أي اتصال بين لبنان واسرائيل».
وقال ان الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية يقرره اللبنانيون مع بعضهم البعض.
سئل السنيورة الذي كان يتحدث الى الصحافيين المعتمدين في السرايا الحكومية عن رأيه في طرح موضوع مزارع شبعا بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، فأجاب: «موضوع مزارع شبعا، من اول عمر هذه الحكومة وهي تطالب بتحرير المزارع. ومنذ ان أتت رايس، وكانت الحكومة لم تنل الثقة بعد، كان هذا الموضوع مطلبنا الرقم واحد واستمر هذا المطلب. ثم جاء الاجتياح الإسرائيلي في يوليو (تموز) 2006 وكانت النقاط السبع التي وافق عليها جميع اللبنانيين ومجلس وزراء الجامعة العربية، وبعد ذلك مؤتمر روما. وكانت هذه النقاط هي القاعدة الأساسية التي بني عليها القرار1701. وهي ان هناك مسألة ان حدود مزارع شبعا غير محددة. سورية تقول عنها انها لبنانية. ولكن باعتبار مجلس الامن والأمم المتحدة هي ارض سورية ويطبق عليها القرار 242».
وسئل: لماذا هذا الاهتمام الاميركي في هذا الوقت بمزارع شبعا؟ فأجاب: «هذا اهتمام لبناني. يجب الا يظن احد انه اهتمام اميركي.
نحن منذ ثلاث سنوات نثير هذا الموضوع مع كل رؤساء الدول في العالم. واينما كنت أصر على طرح هذا الموضوع. واثرته مع كل من التقيته في العالم. والاميركيون نحن اجبرناهم على ذلك. ومع ذلك لم نأخذ رأيا ثابتا حول هذا الموضوع».
ورداً على سؤال عن ربط حزب الله الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا بسلاحه، قال السنيورة: «يجب ان نفصل موضوع انسحاب اسرائيل عن موضوع سلاح حزب الله كليا. في موضوع سلاح حزب الله نحن قلنا انه بمجرد ان تتشكل الحكومة ستكون هناك مشاورات وحوار سيجريه رئيس الجمهورية في بعبدا مع كل الفئات السياسية لبحث هذا الموضوع. يجب ان لا نخلط هذا الامر بذاك. ولماذا نتصرف وكأننا نخاف من الانسحاب الإسرائيلي من المزارع؟ هل نخاف ان تنسحب اسرائيل من الارض؟ لقد أصبحنا كحال شخص استذوق ان هناك احتلالا إسرائيليا واستمرق ذلك، وأصبح مرتاحا الى ان هناك احتلالا إسرائيليا. انتهى الامر. يجب ان تنسحب اسرائيل. وهذا يجب ان يتم من دون أي مفاوضات مباشرة او غير مباشرة ولا أي اتصال بين لبنان وإسرائيل. يتصرف البعض وكأنه يريد ان تبقى إسرائيل. هذا امر معيب، لاننا نتصرف وكأننا نريد ان تبقى اسرائيل. لا، يجب ان تنسحب اسرائيل وبالتالي نجلس كلبنانيين ونبحث في هذا الموضوع. هناك أمران مختلفان: الانسحاب الاسرائيلي من المزارع ووضعها تحت إشراف الامم المتحدة الى ان تبت سورية ولبنان في مسألة الحدود. هذا الموضوع مساره مختلف، اما الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية فيقرره اللبنانيون مع بعضهم البعض».
وكان الرئيس السنيورة قد اجرى امس اتصالا هاتفياً بوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وعرض معه التحضيرات لانجاح مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في فيينا في 23 الشهر الحالي.