البحرين: إيقاف شيخ سلفي عن الخطابة بعد مسيرة غاضبة للشيعة

السعيدي لـ«الشرق الأوسط» أقوم بدوري كنائب للشعب.. وكل مسؤول عن تصرفاته

TT

تطورت الأمور سريعا في البحرين بعد مسيرة للمعارضة الشيعية احتجاجا على تصريحات أحد نواب البرلمان السلفيين، وعلمت «الشرق الأوسط» أن قرارا أصدرته إدارة الأوقاف السنية بمنع الشيخ السلفي جاسم السعيدي من الإمامة والخطبة لصلاة الجمعة أمس وفقا لمصادر، وذلك بعيد الأزمة التي تسبب بها النائب السلفي وأدت إلى مسيرة قام بها رموز الطائفة الشيعية، احتجاجا على ما أسموه بتصريحات السعيدي التي تناولت المرجع الشيعي البارز الشيخ عيسى قاسم. وكانت تصريحات للنائب المستقل في البرلمان البحريني الشيخ جاسم السعيدي قد أشعلت غضب شيعة البحرين، وهو ما أدى إلى منع السلطات البحرينية من الشيخ السعيدي الخطابة في مسجده الحالي الواقع في مدينة عيسى، وطلب منه الانتقال إلى مسجد آخر في جزيرة المحرق ذات الكثافة السنية. وشهدت البحرين مساء أمس الأول مسيرة دعت إليها جمعية الوفاق الوطني الإسلامي، كبرى الجمعيات الشيعية في البحرين، للتنديد بتصريحات النائب السلفي المستقل جاسم السعيدي ضد الزعيم الروحي لتيار الوفاق عيسى قاسم. اللافت في المسيرة الاحتجاجية التي جرت غرب المنامة مساء الخميس، هو التباين الكبير في تقدير المشاركين في المسيرة، فبينما قالت جمعية الوفاق التي نظمت المسيرة، إن عدد المشاركين قارب 120 ألف مشارك، ردت المصادر الحكومية بأن عدد المشاركين لا يتجاوز الأربعة آلاف. وكان قاسم الذي يشغل رئيس مجلس العلماء الإسلامي وهو أعلى سلطة دينية لتيار الوفاق، قد طالب في 13 من الشهر الجاري، الحكومة بإطلاق سراح عدد من المعتقلين، وقال ان تعرضهم للتعذيب سيجعل «احكام الادانة غير مقبولة عند اي منصف من ابناء الشعب»، وهو ما كان شرارة كافية للسعيدي انتقد بقوة موقف قاسم هذا، متهما إياه بأنه لا يفقه بالأمور السياسية ولا الاقتصادية، وبلغت الأمور حدا بالسعيدي للقول عن الشيخ قاسم «لو كنت في إيران التي تحب وتدافع عنها لما تجرأت ولو واحد في المليون بانتقاد حكومتها أو التعرض لرموزها أو تدخلت فيما لا يخص، وإن حدث وتجرأت فسيقطع رأسك أو تختفي في سجون الغضب. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» نفى الشيخ جاسم السعيدي أن يكون قد تسبب في فتنة سنية شيعية، وقال «أنا أتحدث بلسان الشعب ولا يحق لأحد أن يتحدث بلسان هذا الشعب غير جلالة الملك ونواب البرلمان». وردا على سؤال حول موقفه حاليا بعد هذه التطورات السريعة، أجاب السعيدي «لست متضايقا فأنا أقوم بدوري كنائب للشعب.. أما ردود الفعل الأخرى فكل مسؤول عن تصرفاته»، وواصل انتقاداته للشيخ عيسى قاسم قائلا «كيف أسكت عن شخص يريد أن يتحدث باسم الشعب البحريني؟. وحول استبعاده من الخطابة في المسجد المعتاد عليه منذ سنين، اكتفى السعيدي بالقول إنه تلقى طلبا من الجهات الرسمية للخطابة في مسجد الشيخ عيسى بن علي بالمحرق بسبب عدم وجود خطيب له، لكنه أكد في الوقت ذاته «أنا عائد إلى مسجدي الأسبوع المقبل للأمامة وخطبة الجمعة»، غير أنه شدد على أنه لن يدخل في تحد لأحد وأنه ماض في الخطابة بنفس طريقته السابقة. العلماء الشيعة الذين شاركوا في المسيرة الاحتجاجية أصدروا بيانا اعتبروا فيه ان المسيرة هذه رسالة من «الجماهير إلى المسؤولين لتوقف أبواق الفتنة والتحريض الطائفي حفاظاً على اللحمة الوطنية»، واطالب العلماء أن تتوقف كافة الفعاليات الشعبية بعد المسيرة وصلاة الجماعة. يذكر أن ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة أكد ان المنابر الدينية «لا تمس بالوحدة الوطنية» مؤكدا تقدير الدولة لجميع علماء الدين. وقال العاهل البحريني خلال لقائه برئيس الوزراء وحضور عدد من الوزراء وكبار الشخصيات «علماؤنا الاجلاء جميعا هم المثل الصالح والقدوة الحسنة لنا وتساميا بمنابرنا الدينية عن الخوض فيما هو بعيد عن رسالتها السامية فإننا نبرأها من شبهة المس بالوحدة الوطنية».

ونوه بـ«كافة المواقف الوطنية الداعية الى التهدئة في مستوى الخطاب والتحاور»، مشيرا الى «تقدير الدولة واحترامها لكافة علماء الشريعة الافاضل في البلاد من كافة الاجتهادات ومدارس الفقه».