هنية يعود للظهور ويلعب الكرة في غزة.. وحماس ترى في التهدئة «استراحة محارب»

عدوى الاشتباكات تنتقل إلى الضفة.. والمستوطنون جربوا إطلاق الصواريخ في الضفة على غرار غزة

إسماعيل هنية يلعب كرة القدم في أحد أندية غزة («الشرق الأوسط»)
TT

دخلت التهدئة في قطاع غزة امس يومها الثاني، وسط هدوء متبادل طالما تمناه أهالي القطاع. وحتى رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، خرج ليمارس هوايته المفضلة ويلعب كرة القدم في احد ملاعب غزة، بعدما اتخذ لشهور طويلة اجراءات امنية مشددة خشية اغتياله من قبل الاسرائيليين. في المقابل، تصاعدت حدة المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية، وحاول المستوطنون اقتحام قبر يوسف قرب نابلس ودخول بلدة حلحول شمال الخليل، واحرقوا اشجار زيتون في مواجهات في بلعين قرب رام الله. وفي حادثة غير مسبوقة، كشف عنها امس، أطلق مستوطنون من «يتسهار» شمال الضفة الغربية قبل اسبوعين صاروخا محلي الصنع تجاه قرية فلسطينية، الا انه سقط في منطقة مفتوحة. وأصيب أمس 3 إسرائيليين بجراح بينهم واحد في حال الخطر في عملية هجومية قرب رام الله.

وترى حماس في التهدئةالسارية المفعول «استراحة محارب». ونقلت مواقع الحركة على شبكة الانترنت عن عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، قوله، إن التهدئة «استراحة محارب، وهذه هدنة نقدمها لشعبنا ليلتقط الأنفاس». وبحسبه «فالتهدئة التي تم التوصل إليها وأعلن عنها هي مصلحة للطرفين: فحماس تهدف من ورائها للتخفيف عن شعبنا ورفع الحصار حتى يلتقط أنفاسه بعد أكثر من عام من الحصار الجائر والظالم، وفتح المعابر كي يستطيع الناس التحرك بسهولة. أما إسرائيل فإنها لم تكن قادرة على المغامرة بتنفيذ اجتياحها لغزة، ولذلك أذعنت لهذه الاتفاقية إذعاناً، ولذلك سنلتزم بالاتفاقية وسنعمل على إحاطة الجميع علما بأي خروقات ترتكب من جانب إسرائيل». وتتحسب قيادات المقاومة في غزة لأي خروقات اسرائيلية قد تطالهم. ولا زال قياديون يبدون الحذر الشديد خشية استهدافهم. لكن هنية كثف من جولاته الميدانية. وفي محاولة لبث الطمأنينة خرج ليلعب لعبته المفضلة، كرة القدم. ونشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية صورة لهنية وهو يركل الكرة. وكتبت «لقد خرج من الخندق».

وركزت الصحف الفلسطينية والإسرائيلية على صور اخرى لشرطة حماس يلعبون كرة السلة، ولاسرائيليين يستجمون على شواطئ البحر شمال القطاع، في اشارة الى عودة الحياة الى طبيعتها. وفي الضفة الغربية، التي يطالب قياديون فلسطينيون بينهم رئيس الوزراء سلام فياض بأن تشملها التهدئة، أصيب 3 إسرائيلين في عملية اطلاق نار شمال رام الله. وقالت مصادر اسرائيلية إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار من داخل سيارة على 5 من المتنزهين الاسرائيليين في وادي قرب مستوطنة «نفي تسوف» بمحاذاة قرية «بتلو». ولاذوا بالفرار.

وشاركت الطائرات الاسرائيلية في عملية اجلاء الجرحى، الذين وصفت مصادر في نجمة داوود الحمراء جراح أحدهم بالخطيرة والآخرين بالمتوسطة. وكشفت صحيفة «معاريف» امس، عن قيام مستوطنين من مستوطنة يتسهار شمالي الضفة المحتلة بإنتاج صاروخ وإطلاقه باتجاه قرية فلسطينية قريبة من المستوطنة المذكورة. ويتضح من المحاولة، ان إنتاج الصواريخ المحلية الصنع لم يعد حكراً على الفلسطينيين وحدهم، اذ اصبح للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة صواريخ خاصة بهم حسب «معاريف».

وأضافت الصحيفة أن مستوطنة «يتسهار» مشغولة هذه الأيام بقصة غير مسبوقة تتمثل بقيام احد طلبة المدرسة الدينية فيها، بإنتاج صاروخ خاص به وإطلاقه قبل أسبوعين من على تلة قريبة باتجاه قرية فلسطينية إلا انه سقط في منطقة مفتوحة. وأكدت الصحيفة أن رئيس المدرسة الدينية العليا يوسف حيا «لا يزال يخضع للتحقيق في هذه القضية» بعد أن جرى اعتقاله الخميس.

وكان أفراد خلية الصواريخ اعلموا سكان المستوطنة بان تجربة على «وسائل معينة» ستجري بعد لحظات، وسيسمع خلالها صوت انفجار طالبين من سكان المستوطنة عدم الاكتراث لسماع الصوت. وحسب معاريف «فعلا تمت عملية الإطلاق وسقط الصاروخ في حقل مفتوح يقع بين القرية الفلسطينية والمستوطنة، وبسبب الانفجار الضخم الناتج عن سقوط الصاروخ هرعت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المكان معتقدة بان الانفجار استهدف المستوطنين، وفور معرفة قيادة جيش الاحتلال بان الصاروخ أطلق على يد المستوطنين جرى نقل صلاحية التحقيق لشرطة الاحتلال الإسرائيلية». وتشتبه الشرطة بحصول طالب المدرسة الدينية على المعلومات التقنية التي مكنته من إنتاج الصاروخ عبر شبكة الانترنت. وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة مصدر المواد المتفجرة ومن قدم له المساعدة في إنتاج الصاروخ.