أوساط في الجيش الإسرائيلي تحاول عرقلة صفقة الأسرى: جثث مقابل جثث

حزب الله: المعلومات عن الصفقة في يد نصر الله وحده

TT

بعد أن كانت أوساط اسرائيلية رسمية في اسرائيل وكذلك من حزب الله قد بدأت الاستعدادات لتطبيق صفقة تبادل أسرى جديدة، في غضون اليومين المقبلين، كشف النقاب في تل أبيب، أمس، عن جهود محمومة تقوم بها عناصر عسكرية في قيادة الجيش الاسرائيلي تطالب بتجميدها والامتناع عن تنفيذها لأنها لا تشمل بندا حول مصير الطيار الاسرائيلي الأسير رون أراد.

وقالت هذه المصادر ان الجيش الاسرائيلي لا يستطيع السماح لصفقة كهذه، تشتمل على اطلاق سراح الأسير اللبناني سمير قنطار، من دون ثمن مناسب. وأضافت: «أغلب الظن هو أن الأسيرين، ايهود غولدفاسر، والداد ريجف، قد توفيا خلال الاسر أو ساعة الأسر. والمفترض ان يتم عقد صفقة حول جثتيهما مقابل جثث لعناصر حزب الله الذين قتلوا خلال الحرب. وإذا كان ولا بد من اطلاق سراح قنطار، فإنه يجب تقديم ثمن مناسب، أقله هو اعطاء معلومات عن أراد».

وقد تبنى هذا الموقف، وبشكل مفاجئ، وزير الدفاع ايهود باراك، الذي اجتمع الى مجموعة من قادة الجيش السابقين في «لقاء تشاوري»، سألهم فيه حول الموضوع وغيره فأجمعوا تقريبا على رفض الصفقة، لنفس الحجج (جثث مقابل جثث).

وقالت مصادر مقربة منه انه لن يصوت في الحكومة ضد هذه الصفقة، انما سيعلن موقفه المتحفظ بشدة من الصفقة.

وكان استطلاع رأي قد نشر في اسرائيل، أمس، قال ان 65% من الاسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل أسرى مع حزب الله، حتى لو شكلت سمير قنطار، علما بأن الشارع الاسرائيلي معبأ ضد قنطار منذ أسره قبل 30 سنة، كونه قتل طفلا يهوديا.

وظهرت والدة الأسير، غولدفاسر، تهاجم كل أولئك الذين يعترضون على اطلاق سراح ابنها معتبرة ان هذه اشارة الى مدى التدهور الخطير في قيم الجيش الاسرائيلي.

وقالت: «في الماضي كنا واثقين من ارسال أولادنا الى الجيش وكنا نشعر بأنهم في أيد أمينة. ولكن الأوضاع اختلفت اليوم. فعندما تظل الحكومة طيلة سنتين ممتنعة عن خطوات جدية لاعادة الأبناء (الأسرى) الى البيت، فإنه يفتح أذهاننا بأن الحكومة والجيش يهملان أبناءهما». ويستغل أولمرت هذه الأجواء ليعلن اصراره على تطبيق الصفقة، «لوقف آلام العائلات الصابرة واعادة الأبناء الى البيت». وحسب تقديرات مراقبين، فإن الصفقة ستخرج الى حيز التنفيذ في الأسبوع المقبل أو الأسبوع التالي. وبموجب الاتفاق الناجز مع حزب الله، سوف تنفذ في ألمانيا، تقديرا للوسيط جيرهارد كونراد، والمستشارة الألمانية التي مارست جهودا كبيرة لانجاحها.

وسيطلق سراح الجنديين الأسيرين الاسرائيليين مقابل قيام اسرائيل باطلاق سراح خمسة أسرى لبنانيين (بينهم سمير قنطار)، وجثث شهداء حزب الله.

ومن جانبه، رفض النائب اللبناني في كتلة نواب حزب الله حسن حب الله التعليق لـ«الشرق الأوسط» عما يتداول في وسائل الاعلام العربية والاسرائيلية بشأن عملية تبادل الاسرى المرتقبة. وقال: «لن نرد على ما تقوله اسرائيل بهذا الشأن. ونترك هذا الأمر لأمين عام الحزب السيد حسن نصر الله الذي تنحصر به مهمة التصريح أو حتى الادلاء بأي معلومات عما يدور في كواليس المفاوضات وموعد تنفيذ عملية التبادل».