الصومال: استمرار موجة الاقتتال رغم اتفاقية الهدنة في جيبوتي

وجود مليوني فار يثير مخاوف المنظمات الإنسانية

TT

تستمر الاشتباكات في الصومال وبالذات في العاصمة مقديشو على الرغم من مرور 10 أيام علي توقيع اتفاقية الهدنة في جيبوتي بين الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة الذي يتخذ من أسمرة مقرا له، في الوقت الذي لم يتم فيه تشكيل اللجنة الأمنية المشتركة بين الطرفين التي من شأنها ان تشرف على التزام الطرفين للهدنة كما نصت على ذلك الاتفاقية التي تم التوقيع عليها في في التاسع من الشهر الجاري. وكرر الشيخ «يوسف سياد» المعروف بالجنرال «انطاعدي» الذي يشغل منصب مسؤول شؤون الأمن والدفاع في تحالف المعارضة موقفه الرافض لاتفاقية جيبوتي، وصرح مجددا «بأن اتقاقية جيبوتي التي وقعها أعضاء من تحالف المعارضة مع الحكومة الانتقالية لا تخص تحالف المعارضة في شيء وأن الهدنة الموقعة في جيبوتي ليست ملزمة لأن الذين وقعوا من جانب المعارضة لا يمثلون الا أنفسهم. وتوعد سياد «بمواصلة الجهاد ضد القوات الإثيوبية «الغازية» ووصف الاتفاقية بأنها مؤامرة دولية حيكت ضد الشعب الصومالي».

وكانت حركة شباب المجاهدين إحدى أبرز الفصائل المعارضة التي لم تكن طرفا في اتفاقية جيبوتي قد رفضت الاتفاقية من أصلها، كما رفضها الشيخ حسن طاهر أويس (الرجل الثاني في تنظيم المحاكم الإسلامية) المقيم في أسمرة الذي دعا أنصاره إلى مواصلة الحرب حتى خروج القوات الإثيوبية من الصومال. وجرت معارك عنيفة استخدمت فيها المدفعية والأسلحة الثقيلة في مواقع متفرقة من العاصمة مقديشو، خاصة المناطق المجاورة في سوق «البكارو» والشوارع الرئيسية المؤدية الى السوق مثل: شارعي «القلب» و«الثلاثين» اللذين يخترقان وسط العاصمة أيضا. وبلغت حصيلة القتلى في هذه الاشتباكات في العاصمة مقديشو نحو 40 شخصا معظمهم من المدنيين، كما أدت إلى إصابة ما لا يقل عن 100 آخرين. وصرح متحدث باسم المحاكم الإسلامية بمصرع 10 جنود إثيوبيين خلال المعارك الأخيرة الا أن ذلك لم يتأكد من مصادر محايدة.

وقد ازداد عدد الفارين من العاصمة بسبب هذه الاشتباكات، نحو مليون شخص يقيمون خارج مقديشو في أكواخ مصنوعة من القش وضاعف من معاناتهم هطول الأمطار الموسمية. وتحذر المنظمات الإنسانية من حدوث كارثة بشرية في هذه المخيمات المكتظة.