عراقيون يتهمون الميليشيات بالسيطرة على محطات الكهرباء .. وتوزيع التيار «طائفيا»

الجيش الأميركي يتهم الحكومة بتجاهل أحياء معينة.. ووزارة الكهرباء تنفي لـ «الشرق الأوسط» ذلك

TT

مع تفاقم ازمة الكهرباء وزيادة ساعات القطع المبرمج ومن دون تقديم حلول ملموسة من قبل المؤسسات المعنية، برزت على السطح اتهامات وجهها عدد كبير من السكان في العاصمة العراقية بغداد الى العاملين في محطات توزيع الطاقة الكهربائية الرئيسية والفرعية المنتشرة في داخل الاحياء السكنية، والتي اتهموهم فيها بتلقي رشاوى او الخضوع لتهديدات الجماعات المسلحة من اجل توزيع التيار الكهربائي على اساس «مناطقي» ومنع العاملين في تلك المحطات من الالتزام بنظام القطع المبرمج الذي فرضته الوزارة.

ويقول احمد السلطاني، 39 عاما، من سكنة حي السيدية جنوب بغداد لـ«الشرق الأوسط» ان «منازل الحي الذي اسكن فيه لم تر النور منذ اشهر، وفي بعض الحالات يتم تزويدنا بالكهرباء لساعة او اثنتين في اليوم الواحد، لكن على العكس من حالتنا هناك احياء قريبة من منطقتنا يتم تزويدها بالطاقة الكهربائية لعدة ساعات في اليوم الواحد وفي احيان كثيرة لا يتم اخضاعها لنظام القطع المبرمج في اوقات الليل وتستمر الكهرباء عندهم حتى الصباح». وتابع «بعض مراكز ومحطات التوزيع تخضع لتهديدات المسلحين في المناطق التي يسيطرون عليها، فيأمرون العاملين في تلك المحطات واغلبهم من مناطق اخرى تشغيل التيار الكهربائي في حال وصوله من مراكز السيطرة الرئيسية لأحيائهم وعدم منحه للأحياء الاخرى خصوصا اذا كانت من طائفة اخرى»، مؤكدا ان العاملين ينفذون الاوامر خوفا على حياتهم ووظائفهم.

من جهتها، حملت النائبة بشرى الكناني عضو لجنة العمل والخدمات في مجلس النواب العراقي، وزارة الكهرباء مسؤولية سوء عملية توزيع التيار الكهربائي وما يرافقها من سلبيات وحالة عدم العدالة والتمييز التي تخلف نوعا من الظلم والغبن لحقوق الناس الفقراء. وقالت الكناني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ان «الوزارة مسؤولة عن هذا الموضوع بسبب ضعفها، وتم ابلاغها بهذا الامر والتجاوزات من خلال تقرير ارسل لها من قبل بعض المحافظات ولم يصلنا اي رد من الوزارة على ذلك لغاية الان»، مشددة على ان تقوم الوزارة باتخاذ اجراءات صارمة بحق المخالفين والمتلاعبين بعمليات التوزيع. وقال الميجر جنرال جون شولز مسؤول الشؤون المدنية بالجيش الأميركي في تصريح صحافي «نركز على احياء معينة تتجاهلها مستويات أعلى في الحكومة في بعض الأحيان حين لا يعجب الشخص المكلف بتوزيع الكهرباء حيا معينا لا يمده بالكهرباء بكل بساطة»، مؤكدا ان القادة المحليين في تلك المناطق يصارعون من أجل تلبية الحكومة لمطالبهم وتمويلها. ويؤكد عبد اللطيف ريان المستشار الاعلامي للقوات متعددة الجنسيات في العراق لـ«الشرق الأوسط» عن الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي «سيطرت المجموعات الارهابية على عملية توزيع الطاقة من خلال سيطرتها على محطات ومراكز توزيع الطاقة، وبالتالي منع وصول الكهرباء الى مناطق». من جهته نفى عزيز سلطان المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، نفيا قاطعا تلك الاتهامات الموجهة للعاملين في محطات التوزيع ومراكز السيطرة ، قائلا لـ«الشرق الأوسط» ان «الكهرباء المتوفرة لدينا توزع بالتساوي على عموم المناطق العراقية وسكانها من دون اي تمييز مناطقي، ولا يوجد اي تدخل من قبل الجماعات المسلحة على عمل تلك المحطات ومراكز التوزيع لانه موضوع انتهى بالكامل في عموم مناطق البلاد».