ساركوزي يصل إلى إسرائيل اليوم لمتابعة المفاوضات مع سورية

باريس والاتحاد الأوروبي يبحثان عن دور في مفاوضات السلام

TT

يصل إلى إسرائيل، اليوم، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في زيارة رسمية عنوانها الشكلي «معايدة في الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل»، ولكنها ستتركز على الجهود التي يبذلها لرفع مستوى المفاوضات مع سورية.

وقد ذكرت مصادر سياسية في القدس الغربية، أنه على الرغم من رفض الرئيس السوري، بشار الأسد، عقد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، فإن ساركوزي لم يستسلم. ويحاول إيجاد أرضية سياسية مناسبة تتيح إجراء لقاء كهذا على أرض فرنسا. ويسعى لأن يتم ذلك خلال مؤتمر باريس الدولي في أواسط الشهر المقبل.

كما تأتي زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، إلى باريس في السياق نفسه، فهو يتباحث مع وزيرة الدفاع وقادة الجيش الفرنسي، ليس فقط حول العلاقات الثنائية العسكرية وتجارة السلاح، بل يتحدث حول الاجراءات الأمنية التي ينبغي ان ترافق كل اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية، علما بأن باراك هو أحد القادة الإسرائيليين الذين يؤيدون بتلهف التفاوض مع سورية. بل انه يفضل هذا المسار على مسار المفاوضات مع الفلسطينيين ويعتقد بأن التفاوض مع سورية سيشكل عنصر ضغط على الفلسطينيين لمصلحة إسرائيل وسيضعف «حماس» وحزب الله وغيرهما من التنظيمات التي يعتبرها إرهابية. ويقوم ساركوزي بزيارة سريعة للأراضي الفلسطينية قبل مغادرته إسرائيل يوم الثلاثاء تدوم 3 ساعات يلتقي خلالها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في بيت لحم وليس في مقره الرسمي في المقاطعة في رام الله. وقالت مصادر فرنسية رئاسية إن اختيار بيت لحم «تم بالاتفاق مع الجانب الفلسطيني»، وبالتالي لا يحمل أي مدلول سياسي بل تم لقربها من القدس ولأن ساركوزي وأبومازن سيدشنان فيها مشروع «المجمع الصناعي» الفرنسي ـ الفلسطيني. وبالمقابل، ستقوم وزيرة الدفاع ميشال أليو ماري بوضع إكليل من الزهور باسم الرئيس الفرنسي على ضريح الرئيس ياسر عرفات في رام الله وآخر على ضريح فيصل الحسيني في القدس. ويوم الاثنين، يلتقي ساركوزي في القنصلية الفرنسية العامة في القدس الشرقية مجموعة من المثقفين الفلسطينيين. وقالت المصادر الفرنسية إن هذا اللقاء «يتضمن شحنة رمزية وسياسية قوية»، إذ سيؤكد ساركوزي بذلك على «ثبات الموقف الفرنسي» لجهة اعتبار أن القدس هي للفلسطينيين كما هي للإسرائيليين و«لعدم إعطاء الانطباع بأن القدس لا تدخل في مناقشات الوضع النهائي» في الوقت الذي تسرع إسرائيل الاستيطان فيها بهدف فرض وضع واقع نهائي.

ويرافق ساركوزي وفد من 6 وزراء (خارجية، داخلية، اقتصاد) وبرلماني ومجموعة كبيرة من الشخصيات الفرنسية. ويلقي الرئيس الفرنسي خطابا منتظرا أمام الكنيست الإسرائيلي ظهر الاثنين وآخر أمام رجال أعمال فرنسيين وإسرائيليين قبيل ظهر الثلاثاء. وسيتضمن خطاب الكنيست رؤيته للمنطقة، ويشدد على أهمية التوصل الى اتفاق سلام العام الحالي، ويعبر عن استعداد فرنسا والاتحاد الأوروبي الذي ستترأسه باريس منذ الأول من يوليو(تموز) على تقديم الدعم والمساندة. وقالت المصادر الرئاسية إن إحدى الأفكار المتداولة إرسال قوات دولية الى الأراضي الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة لغرض ضمان اتفاق السلام عندما يتم التوصل اليه. وتبدي باريس وعدة دول أوروبية استعدادها للمساهمة في هذه القوة. وأكدت هذه المصادر أن ساركوزي «يريد تقديم الدعم (السياسي) لأبو مازن وايهود أولمرت والاستماع اليهما فيما تتأهب فرنسا لرئاسة الاتحاد الأوروبي وعلى مسافة ثلاثة أسابيع من القمة الأوروـ متوسطية» التي ستعقد في باريس في الـ13 من يوليو (تموز) المقبل. وتريد باريس الاستفادة من هذه الزيارة من أجل «استكشاف سبل التحرك والمساعدة والاستماع لما يقوله المسؤولان المعنيان بالدرجة الأولى بالمفاوضات» (أي أولمرت و أبو مازن) فيما الدبلوماسية الأميركية ستكون مشلولة في الأشهر المقبلة بسبب الانتخابات الرئاسية. وسيكون موضوع مفاوضات السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية على رأس المواضيع التي سيبحثها ساركوزي مع أولمرت وأبو مازن. وقال معاونون مقربون من ساركوزي إن باريس ومعها الاتحاد الأوروبي «لم يتخليا عن الهدف المعلن في أنابوليس وهو الوصول الى اتفاق سلام قبل نهاية العام الحالي». وكشفت المصادر الرئاسية الفرنسية أن مبعوثي ساركوزي (أمين عام الأليزيه كلود غيان ومستشار ساركوزي الدبلوماسي جان دافيد ليفيت) الى دمشق الأحد الماضي، فاتحا الرئيس السوري بموضوع الهدنة بين حماس وإسرائيل وطلبا منه المساعدة على تحقيقها، مضيفة أن الأسد «استمع بانتباه تام» للمطلب الفرنسي.

وسيكون ملف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية وموضوع مزارع شبعا والملف النووي الإيراني المواضيع الإقليمية الرئيسة التي سيناقشها ساركوزي مع المسؤولين الإسرائيليين.