قضايا الهجرة والاتحاد المتوسطي تهيمن على لقاء وزيرة العدل الفرنسية بطلاب مغاربة في الدار البيضاء

قالت إن لدى فرنسا قاضيا وحيدا في العالم العربي يقيم بالمغرب

TT

هيمنت قضايا الهجرة والاتحاد المتوسطي والتعاون القضائي على اللقاء الذي جمع صباح امس بكلية الطب بالدار البيضاء بين رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية، من أصل مغربي، وطلبة جامعة الحسن الثاني في المدينة ذاتها. ودافعت داتي عن مشروع الاتحاد المتوسطي، الذي دعا له الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي. وقالت ان هدف مبادرة الاتحاد المتوسطي هو إيجاد فضاء للسلم والتعاون والشراكة حول حوض البحر الأبيض المتوسط، يكون على غرار الاتحاد الأوروبي، ويتم فيه التعامل بين مختلف الدول المتوسطية على قدم المساواة، عكس المنطق التراتبي بين الشمال والجنوب، الذي هيمن على مخطط برشلونة السابق للشراكة المتوسطية، والذي كانت فيه دول الشمال تخطط وتقرر مكان دول الجنوب. وأضافت داتي أن الاتحاد لا يقصي اي طرف، وأن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يتطلب مشاركة كل الدول المكونة للفضاء المتوسطي. وأشارت داتي إلى أن مشروع الاتحاد المتوسطي سيولي الأولوية للتعاون في مجالات البيئة والتنمية المستدامة والبنيات التحتية من خلال إطلاق مشاريع ضخمة في بلدان الجنوب. وأضافت أن مخططا كبيرا من أجل استغلال الطاقة الشمسية في المنطقة المتوسطية يوجد قيد الدراسة والإعداد. وبشأن التعاون القضائي لبلادها مع دول العالم، قالت الوزيرة الفرنسية إن فرنسا تتوفر على شبكة تتكون من 20 قاضيا فرنسيا عبر العالم، ضمنهم قاض وحيد في العالم العربي، يقيم في المغرب. وأضافت «اننا نسعى إلى توسيع الوجود القضائي لفرنسا في الدول العربية من خلال اتفاقيات ثنائية لتبادل القضاة، والتي ستسمح بتكرار تجربتنا مع المغرب بأن يكون لنا في كل بلد عربي قاض مقابل وجود قاض لذلك البلد في فرنسا». وأشارت إلى أن فرنسا توصلت إلى اتفاق مع الجزائر، وتجري محادثات متقدمة مع قطر التي سيتم فيها افتتاح معهد فرنسي للتكوين القضائي.

وأضافت داتي أن فرنسا اقترحت على الدول العربية تشكيل هيئة مشتركة، مماثلة لهيئة «يورو جوست» الأوروبية، والتي تضم قاضيا عن كل بلد من أجل العمل على التنسيق بين النظم القضائية وتقاربها في المنطقة العربية. وأشارت داتي إلى أن الرئيس الفرنسي الحالي استغل موضوع الهجرة في حملته الانتخابية من خلال طرح وسطي بين دعاة الانفتاح الكامل ودعاة إغلاق الحدود أمام المهاجرين.