فتح ترفض لقاء هنية بصفته رئيسا للوزراء.. والحركة تشكك في جدية دعوة عباس

منظمة التحرير تتهم حماس بالعمل على خلق سلطة موازية في غزة

TT

قالت حركة فتح انها ترفض لقاء رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية بصفته رئيسا للوزراء، وهو ما عطل لقاء كان مفترضا بين وفد فتح، الذي أرسله الرئيس الفلسطيني للقطاع منذ الثلاثاء الماضي، ووفد لحماس يرأسه هنية. واستمرت، رغم إعلان الطرفين (حماس وفتح) قبولهما الحوار وبث روح ايجابية، لغة التشكيك والاتهامات بين الطرفين وشككت حماس بجدية عباس للحوار، بينما قالت منظمة التحرير ان حماس تحاول خلق سلطة موازية في القطاع، من دون ان تبدي اي مرونة تجاه مبادرة فتح للحوار. وقال حكمت زيد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وفد حركة فتح إلى قطاع غزة، إن سبب إلغاء الوفد اجتماعاً كان مقررا مع هنية يعود «لرفض الوفد لقاء هنية بصفته رئيس وزراء». وأضاف «أن هنية هو رئيس حكومة مقالة غير شرعية ولا يمكن اللقاء به بهذه الصفة، لذلك رفض وفدنا اللقاء به».

وأجرى وفد فتح وهو الأول الذي يزور قطاع غزة، منذ سيطرت حماس عليه قبل عام، لقاءات مكثفة مع قياديين في فتح، وفصائل فلسطينية، بحثت سبل استئناف الحوار مع حماس، وكان الوفد قد التقى بعض قياديي حماس، ومن بينهم مستشار هنية السياسي، احمد يوسف، الا ان وفد فتح وصف اللقاءات مع قياديين من حماس، بانها كانت ودية وسريعة. وكانت حركة حماس قد نددت في بيان رسمي، أول من أمس، بإلغاء وفد حركة فتح لقاء مقررا مع هنية وعدد من قادة حماس، معتبرة ان ذلك لا يؤشر على جدية السلطة باستئناف حوار مع حماس لإنهاء حالة الانقسام. وفي المقابل تتهم السلطة الفلسطينية حركة حماس بتثبيت دعائم حكمها في القطاع. وكان سمير عبد الله وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة سلام فياض، قال لـ«الشرق الأوسط»، ان حماس تبحث عن صفقة طويلة مع الإسرائيليين لتثبيت حكمها في القطاع. وهاجم امس، ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حركة حماس متهما إياها بالعمل على خلق سلطة موازية في القطاع. وقال لصوت فلسطين: «لقد بات واضحا ان ما يشغل بال حركة حماس هو إكمال عملية الاستيلاء على قطاع غزة، وهي تعتقد ان الهدنة مع إسرائيل والضغط من اجل فتح معبر رفح لمرور قيادات حماس، وليس لمرور أبناء شعبنا، سيمنحهم الفرصة لإقامة سلطة كاملة لهم في قطاع غزة موازية للسلطة الشرعية، وبالتالي يستكمل الانقلاب والانقسام». واعتبر عبد ربه إن حماس أبدت مرونة شديدة تجاه إسرائيل للوصول إلى تهدئة. وتساءل «لماذا لا يبدون نفس المرونة للوصول إلى تهدئة واتفاق مع السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية». وتابع، «ما زلنا في القيادة الفلسطينية بانتظار موافقة حماس على مبادرة الرئيس ابو مازن، وحتى الآن نحن لم نسمع هذا الكلام». ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية إلى عدم إضاعة الوقت في الاتفاق حول عدة بنود وردت في المبادرة اليمنية. وقال «ان الدخول في حوار والحديث عن تشكيل الوفود ومن يرأس هذه الوفود ومن يحضر، وفي أي مكان هو مضيعة للوقت. نافيا ان يكون رئيسا لوفد الحوار مع حماس، أو عضوا فيه. وقال: «نحن لم نصل بعد إلى مرحلة تسمية الوفود ومن يرأسها أو يشارك فيها». وأضاف «لا أريد ان أكون في وفد يذهب إلى حوار لإضاعة الوقت».

وبحسب عبد ربه، فان هناك موقفا واضحا في منظمة التحرير، بان «لا ندور مرة أخرى في حلقة مفرغة من الحوار أو نقدم تغطية لمشروع حركة حماس». ويقوم عباس منذ أسبوع بجولة عربية للحصول على مظلة عربية ترعى الحوار الفلسطيني الداخلي، وقال عبد ربه ان أبو مازن قام بجزء كبير من جولته وشملت الرياض والأردن والقاهرة والكويت واليمن.

وتعمل الفصائل الفلسطينية على ترتيب لقاء بين فتح وحماس في القاهرة، برعاية الجامعة العربية، خلال أسبوعين، من دون ان يتضح ما اذا كان ذلك ممكنا، وسط استمرار تبادل الاتهامات بين الطرفين، ولو بحدة اقل.