مصدر في وكالة الطاقة الذرية: مفتشونا سيزورون عدة مواقع سورية.. وليس فقط الموقع الذي قصفته إسرائيل

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الوكالة تحقق في نقل أجزاء من المفاعل المدمر إلى مواقع أخرى

سوريون يتجولون في أحد شوارع دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

قال مصدر مطلع بوكالة الطاقة الذرية ان وفد مفتشي وكالة الطاقة الذي وصل إلى دمشق أمس بقيادة اوللي هاينون، نائب مدير الوكالة، يهدف للتقصي في حقيقة موقع المفاعل النووي الذي دمرته اسرائيل العام الماضي، بالاضافة لبعض المواقع الاخرى ذات الصلة حصلت الوكالة على معلومات بأن بعض الاجزاء من المفاعل المزعوم قد نقلت اليها. ونفى المصدر الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» بشرط عدم الكشف عن هويته ان تكون وكالة الطاقة قد وقعت على اي اتفاق مع الجانب السوري يقصر عمليات التفتيش والتقصي على موقع المفاعل الذي دمر بمنطقة الكبار فقط. وقال هاينون في حديثه لمندوبي وسائل الاعلام قبيل مغادرته الى دمشق، إن مهمة الوفد الذي يرأسه هي البحث عن الحقائق من خلال مباحثات مع مسؤولين من الجانب السوري، مشيرا الى ان مهمة الوفد ستنتهي الاربعاء. وسيعاين الفريق عن قرب مبنى في الصحراء السورية تؤكد الولايات المتحدة انه كان يخفي مفاعلا نوويا بنيَّ بمساعدة كوريا الشمالية قبل ان تدمره غارة اسرائيلية. وستنشر نتائج مهمة البعثة في تقرير سيناقش في الاجتماع المقبل للوكالة في سبتمبر (أيلول) المقبل بفيينا.

وتأتي هذه المهمة اثر نشر الاميركيين وثائق سرية تشير الى ان اعمال بناء هذا المفاعل النووي كانت على وشك الانتهاء. ورفضت الحكومة السورية المعلومات الاميركية، مؤكدة ان المبنى الذي دمر كان مركزا عسكريا قديما. وتبدو المهمة اصعبَ بعدما ذكرت معلومات ان سورية قامت بعد الغارة الاسرائيلية التي وقعت في سبتمبر الماضي، بتنظيف الموقع من الركام نهاية العام الماضي. وأكد الرئيس السوري، بشار الاسد، ورئيس الوكالة السورية للطاقة الذرية، ابراهيم عثمان، للوكالة تعاون سورية في هذه المسألة. وقال الرئيس السوري أخيراً ان «سورية هي التي دعت وفد» الوكالة الذرية، آملا ان يتوجه هذا الوفد الى سوريا ويزور الموقع المفترض. لكن دبلوماسيين قريبين من الوكالة الدولية في فيينا ذكروا ان دمشق ستسمح للبعثة بتفتيش موقع الكبار فقط وليس موقعين او ثلاثة مواقع اخرى تثير اهتمام الخبراء.

الى ذلك، ذكرت مجلة «دير شبيغل» الالمانية ان دمشق وبيونغ يانغ ساعدتا طهران على تطوير برنامجها النووي عبر بناء الموقع النووي المفترض. وأضافت المجلة في عددها الذي يصدر اليوم انه كان يفترض ان يستخدم موقع الكبار في مشروع عسكري مشترك بين سورية وكوريا الشمالية وايران، موضحة انه كان مفاعلا نوويا لغايات عسكرية. وتابعت المجلة نقلا عن مصادر في الاستخبارات الالمانية انه كان من المقرر ان تكون المنشأة موقعا مؤقتا لإيران تطور فيه قنبلتها النووية بانتظار تمكنها من القيام بذلك على اراضيها. وسورية من الدول الموقعة لمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية التي ترفض اسرائيل توقيعها. وكان الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة قد انتقد الولايات المتحدة لتأخيرها في تزويد الوكالة بمعلومات حول ذلك المفاعل حتى سبتمبر الماضي، بعد ان كانت اسرائيل قد دمرت الموقع في ابريل الماضي، كما وجه لوما لاسرائيل لقيامها باجراء عسكري من جانب واحد، وهو ما اعتبره مخالفة للقانون الدولي بالتعدي على اراضي دولة مستقلة. وأكد البرادعي ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي الجهة الوحيدة المخول لها القيام باجراءات التفتيش والتقصي عن اية انشطة نووية لدولة من دولها الاعضاء، داعياً من جانب آخر الحكومة السورية للشفافية والتعاون مع فريق التفتيش ومساعدته للقيام بمهمته التي سيتم رفع نتائجها لمجلس امناء الوكالة باجتماعه في سبتمبر القادم.

وكان مصدر سوري قد اكد لـ«الشرق الاوسط» اثناء اجتماعات مجلس الامناء الاخيرة في شهر مارس (آذار) الماضي، بعد اعلان البرادعي عن ترحيب سورية بزيارة فريق المفتشين، ان سورية لن تسمح للمفتشيين بغير زيارة الموقع الذي دمر بمنطقة الكبار، مضيفا ان جهة ما لن تجر سورية لما تشهده ايران حالياً. من جانبه، قال المندوب الاميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير غريغوري شولتي، ان «الملف النووي السوري» سيتم عرضه كبندٍ من بنود اجندة اجتماع مجلس الامناء بمقر الوكالة بالعاصمة النمساوية، فيينا.