بوتفليقة يرفض تحديد موقف بشأن مشاركته في قمة إطلاق «المتوسطي»

فيون: فرنسا تريد بناء ثقة كبيرة مع الجزائر

TT

رفض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس تحديد موقف من مشاركته الشهر المقبل في القمة التأسيسية للاتحاد من اجل المتوسط، وذلك في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون.

فقد سأل صحافي فرنسي بوتفليقة في قصر الرئاسة، ما إذا كان سيحضر قمة قادة ورؤساء حكومات دول المتوسط في اجتماع باريس، فقال الرئيس الجزائري: «كل شيء سيتم في وقته». وفهم كلام الرئيس بأنه لم يحسم أمره بعد، رغم الدعوات المتكررة التي تلقاها من صاحب المشروع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والتي تطلب منه الالتحاق بالدول التي زكت مبادرة الشراكة السياسية بين ضفتي المتوسط. وقالت مصادر مطلعة إن المباحثات التي جرت أمس بين بوتفليقة وفيون تناولت أساساً احتمال مشاركة الرئيس الجزائري في لقاء باريس. وأوضحت أن رئيس وزراء فرنسا جدد دعوة بوتفليقة حضور الموعد، على أساس أن الجزائر «طرف فاعل في حوض المتوسط، ولا يمكن أن تقاطع اجتماعاً يهم مستقبل المنطقة».

وقال فيون للصحافة إن البلدين «يرغبان في إحراز نتائج إيجابية في تعاونهما الثنائي، وهما مطالبان بمتابعة تطور هذا التعاون أولا بأول»، مشيرا إلى أنه تناول مع بوتفليقة مواضيع التعاون الثنائي والمتعدد الاطراف، خاصة «الاتحاد من أجل المتوسط». وتابع: «لمست جوا من الصراحة الكبيرة بين فرنسا والجزائر، ويمكنني القول إننا عازمون على بناء ثقة كبيرة بيننا».

ويبدي المسؤولون الجزائريون تحفظاً شديداً إزاء المشروع «الفرنسي الأوروبي»، وقال رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم في حوار لصحيفة فرنسية الأسبوع الماضي، إن مبادرة ساركوزي «يجب ألا تكون غطاء لتطبيع زاحف مع إسرائيل». ويعكس هذا الموقف رأيا لدى قطاع من المسؤولين في الدولة، ينتمون لما يسمى «التيار العروبي المحافظ»، مفاده أن المشروع يضع الدول التي ترفض التطبيع مع إسرائيل أمام الأمر الواقع، بحيث يجبرها على التعامل معها في إطار مشاريع التنمية والحوار السياسي الذي سيجمع بلدان المتوسط في إطار «الاتحاد من أجل المتوسط».

وتفيد مصادر على صلة بالموضوع، بأن سبب تردد بوتفليقة في المشاركة في اجتماع 13 يوليو (تموز) المقبل، هو رغبته في تحاشي الظهور مع رئيس وزراء إسرائيل في صورة جماعية تؤخذ عادة في هذا النوع من التظاهرات. وكان بوتفليقة قد صافح رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود باراك، على هامش جنازة الملك المغربي الراحل الحسن الثاني بالرباط عام 1999، وجلب له ذلك انتقادات من جمعيات وتنظيمات وشخصيات بارزة في الدولة.

لكن قطاعا آخر في الدولة، ينظر للمسألة من زاوية أخرى. وذكر رئيس الحكومة السابق، والرجل القريب من القوى النافذة في الحكم أحمد اويحيى، للصحافة أن مصلحة الجزائر تقتضي المشاركة في «المتوسطي» على مستوى رئاسي، حتى لو كانت فيه إسرائيل، وقال إن الجزائريين لا ينبغي أن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.

ووقعت باريس والجزائر أول من أمس اتفاقاً حول الطاقة النووية المدنية واتفاقاً آخر حول الدفاع واتفاقية تهدف الى تسهيل العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. وقال فيون إن الرئيس بوتفليقة «شدد على واقع انه يجب الآن رؤية نتائج، سنتابعها لأشهر بعد اشهر لوضع حصيلة لهذا التعاون».

في ختام لقاء أمس، استضاف الرئيس بوتفليقة رئيس الوزراء والوفد الفرنسي الى الغداء في قصر الشعب بالعاصمة الجزائرية حضره ايضا اعضاء في الحكومة الجزائرية وكبار مسؤولي الدولة وممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر.