تبادل إطلاق الصواريخ بين باكستان وأفغانستان يودي بحياة 4 مدنيين

قوات «الناتو» ترد على قصف عبر الحدود

صحافيان يقابلان عائلة نازحة تعود بسيارة تحمل كل ممتلكاتها الى قرية ارقانداب في ولاية قندرهار بعد فرار مقاتلي طالبان منها (أ.ب)
TT

قصفت قوات حلف الشمال الاطلسي (الناتو) في افغانستان الحدود الباكستانية أمس، بعدما اطلق مسلحون صواريخ من باكستان أدت الى مقتل 4 مدنيين افغان. وتأتي هذه الجولة الجديدة من تبادل النار عبر الحدود الافغانية ـ الباكستانية لتؤجج العلاقات بين البلدين، في وقت تتهم كابل القادة الباكستانيين بعدم منع المسلحين من استخدام اراضيها لمهاجمة افغانستان.

وسقطت صواريخ اطلقت من افغانستان وباكستان ليل أول من أمس بالقرب من قاعدة عسكرية للحلف الاطلسي. وجاء في بيان للقوة الدولية لاحلال الأمن (ايساف) ان اول دفعة من 13 صاروخا اطلقت من افغانستان واستهدفت نحو منتصف الليل قاعدة «ايساف» قرب مدينة خوست شرق افغانستان الحدودية مع باكستان، لكنها اصابت منازل مدنيين. واضاف البيان: «ان صاروخا واحدا اصاب قاعدة ايساف مما تسبب بالحاق اضرار طفيفة»، مشيرا الى سقوط قتيل من المدنيين. واكدت ايساف انها «ردت باطلاق نيران المدفعية وبضربات جوية». وتعرضت القاعدة فجرا لهجوم ثان انطلاقا من باكستان هذه المرة. واضافت «ايساف»، ان «خمسة صواريخ اطلقت من باكستان واصاب احدها على الاقل قرية كنداي، ما اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين. واصيب مدني افغاني ايضا بجروح داخل قاعدة ايساف». وجاء في البيان ان «ايساف ردت على الهجوم الثاني باطلاق نيران المدفعية مستهدفة موقع اطلاق الصواريخ على عمق نحو 300 م داخل الاراضي الباكستانية. وتم ابلاغ الجيش الباكستاني على الفور». وكان مصدر من الشرطة واخر طبي قد اشارا في وقت سابق الى سقوط ثلاثة قتلى على الاقل من المدنيين. وكان نائب قائد الشرطة في ولاية خوست يعقوب مندزاي، قد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية بان «سيدة وطفلا قتلا وجرح آخرون وقد اطلقت القذائف من الاراضي الباكستانية». واضاف مجيد منغال المسؤول عن الخدمات الصحية في الولاية من جهته ان «طفلين قتلا في الهجوم وتسلمنا جثتيهما في المستشفى وعالجنا عشرة جرحى بينهم نساء واطفال».

وتشهد الحدود بين باكستان وافغانستان حوادث متزايدة منذ نهاية 2001 عندما أسقطت القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة حركة طالبان من الحكم في كابل. وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان منذ 11 يونيو (حزيران) اثر مقتل 11 جنديا باكستانيا اثر ضربة جوية اميركية استهدفت متمردين بحسب واشنطن التي فتحت تحقيقا في ذلك. وتتهم كابل بانتظام اسلام اباد بغض النظر عن القواعد الخلفية لحركة طالبان في المناطق القبلية، حيث تحظى بدعم طالبان الباكستانية وبعدم مراقبة حدودها بشكل كاف. ومن جانبها تتهم اسلام اباد كابل والقوات الدولية بالعجز عن الحاق الهزيمة بطالبان في افغانستان والتسبب في تراجعهم الى الاراضي الباكستانية وفي اعمال العنف التي تشهدها باكستان.