أفكار عنصرية لدى ثلث الأميركيين قد تؤثر على الانتخابات المقبلة

التبرعات لماكين زادت الشهر الماضي.. وقلت لأول مرة لأوباما

TT

منذ ظهور باراك أوباما مرشحاً جدياً للحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الاميركية والتساؤلات تدور حول امكانية وصول اميركي من اصل افريقي الى البيت الابيض. ومع فوز اوباما بدعم الحزب الديمقراطي وانتشار شعبيته، بدأت تقل هذه التساؤلات. إلا ان استطلاعاً أميركياً للرأي نشر امس، اظهر ان ثلث الاميركيين اعترفوا بأن لديهم افكاراً عنصرية، قد تؤثر على نتائج الانتخابات. ويأتي هذا الاستطلاع تزامناً مع اعلان حملة اوباما إخفاقاً في جمع التبرعات لأول مرة الشهر الماضي، بينما سجلت حملة منافسه من الحزب الجمهوري جون ماكين تقدماً في جمع التبرعات. وافاد استطلاع للرأي نشرت صحيفة «واشنطن بوست» وقناة «ايه بي سي نيوز» نتائجه أمس ان ثلث الاميركيين اقروا بان لديهم افكارا عنصرية، وان نصف الاميركيين يعتبر ان العلاقات بين الاعراق سيئة في البلاد. ورداً على سؤال عما اذا كانوا على الاقل اصدروا احكاماً مسبقة عنصرية، اجاب 30 في المائة من البيض و34 في المائة من السود بـ«نعم». واعتبر 51 في المائة من الاشخاص ان العلاقات بين الاعراق في البلاد ايجابية، إلا ان اكثر من ستة من السود من اصل 10 وصفوها بانها «ليست جيدة» او «سيئة». وبحسب «واشنطن بوست»، فإن ستة أميركيين من كل 10 يرون أن ترشيح السناتور أوباما الذي يطمح لان يصبح اول رئيس اميركي اسود «سيغير الوضع القائم بين الاعراق». ولكن اظهر الاستطلاع ان اوباما وماكين متساويان بالنسبة لنوايا التصويت اي من قالوا إنهم سيصوتون، (47 في المائة في مقابل 48 في المائة تباعاً)، في حين بلغت النسبة 48 في المائة لصالح اوباما و42 في المائة لماكين في رأي مَنْ شاركوا في الاستطلاع. ويرى أكثر من نصف البيض الذين شملهم الاستطلاع 52 في المائة ان ترشيح اوباما غير مؤكد، في حين يرى ثلثان أن ترشيح ماكين أكيد. واعتبر 42 في المائة من المشاركين في الاستطلاع ان ترشيح اوباما سيكون له وقع ايجابي على العلاقات بين الاعراق بالبلاد في مقابل 15 في المائة يرون عكس ذلك.

وبينما تشكل العنصرية والعلاقات العرقية عنصراً مهماً في الانتخابات الرئاسية الاميركية، تعتبر قابلية كل مرشح على جمع الامور عنصراً اساسياً آخر. ونشر اوباما اول امس وضعه المالي الذي بدا الاكثر تواضعا خلال هذه السنة، مباشرة بعد اتخاذه مبادرة غير مسبوقة بالاعتماد فقط على اموال خاصة لتمويل حملته الانتخابية. فمع حوالى 22 مليون دولار جمعها في مايو (ايار) خلال الشهر الاخير من منافسته مع السيدة الاميركية الاولى السابقة هيلاري كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي الى الانتخابات الرئاسية، جمع اوباما اقل من مليون دولار في اليوم، للمرة الاولى منذ بداية العام، بحسب الارقام الرسمية التي نشرتها اللجنة الانتخابية الفيدرالية. ولكن هذه الميزانية تبقى اعلى من ميزانية منافسه الجمهوري ماكين الذي حطم رقمه القياسي في مايو (أيار) بجمعه 21 مليون دولار. وفي كل حال، لا يزال الفارق الذي يفصل بين المرشحين كبيراً. فمنذ بداية حملته حاز اوباما اكثر من 287 مليون دولار مقابل 118 مليونا لماكين. وقبل ثلاثة اسابيع كان المرشح الديمقراطي لا يزال يملك اكثر من 43 مليون دولار من المال المتوفر، مقابل 31.6 مليون لمنافسه. ونشرت هذه النتائج بعد يومين من إعلان غير مسبوق لأوباما بانه سيحرم نفسه من حوالى 85 مليون دولار من الاموال العامة لتمويل المرحلة النهائية من حملته. واتهم بسبب هذا القرار بانه نقض دعمه المعلن لنظام التمويل العام للحملات الانتخابية. وبرفضه نظام التمويل العام لم يعد أوباما، خلافا لماكين، ملزما بأي سقف مالي. وفي الواقع استجاب بين الخميس وصباح السبت عشرات آلاف الاشخاص لنداء أوباما لجمع الاموال. وبحسب الموقع الالكتروني للمرشح «أعلن 68022 مواطنا استقلاليتهم عن النظام بدعمهم اول حملة رئاسية ممولة فعلا من الشعب» منذ الخميس. وحدد فريق الحملة اصلا هدفه بالحصول على دعم خمسين الف شخص بحلول يوم الاستقلال الاميركي في الرابع من يوليو (تموز) المقبل. إلا ان هذا الهدف ارتقى الى 75 الف شخص وثمة اشارات الى انه سيتجاوز هذا العدد الى حد كبير.

يذكر ان حملة أوباما تريد تكريس الكثير من أموالها لنشر الاعلانات والعمل على كسب الناخبين في ولايات عادة تكون موالية للحزب الجمهوري. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» امس ان حملة اوباما تنوي بث الاعلانات على قنوات مثل «ام تي في» للاغاني ذات الشعبية بين الشباب، بالاضافة الى بث الاعلانات على القنوات الرئيسية أثناء بث العاب الاولمبياد في اغسطس (اب) المقبل.