«الأفق السياسي» في لبنان لا يوحي بقرب ولادة الحكومة.. والسنيورة يغادر بيروت اليوم

رغم تأكيد حزب الله وأمل تقديم كل التسهيلات

TT

لم يعد في «الأفق السياسي» ما يوحي بأن تشكيلة الحكومة اللبنانية العتيدة قد تبصر النور في الايام القليلة المقبلة. فالرئيس المكلف فؤاد السنيورة سيغادر اليوم الى فيينا لحضور مؤتمر الدول المانحة، وقمة رؤساء الطوائف اللبنانية ستعقد غداً في القصر الجمهوري، بضيافة الرئيس ميشال سليمان. وقد تشكل خطوة إيجابية في مسار المشاورات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعدما كان بعض الفرقاء يأمل في أن تولد التشكيلة الحكومية قبلها لتجيء «القمة الدينية» تتويجاً وتكريساً للمصالحة السياسية.

قال وزير الطاقة محمد فنيش (حزب الله) ان المعارضة «قدمت كل تسهيل لتأليف الحكومة حرصاً على مصلحة البلد. والمطلوب الاسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وهذه مسؤولية الرئيس المكلف فؤاد السنيورة، لأنه هو المعني دستوريا وبحسب الصلاحيات والأدوار هو معني بتأليف الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ومن الطبيعي حتى في الاحوال الطبيعية ان يكون هناك مطلب لهذه الكتلة النيابية او لهذه الفئة السياسية. وعلى الرئيس المكلف ان يجد الحلول ويوفق بين هذه المطالب وفق ما نص عليه اتفاق الدوحة لجهة الثلث زائدا واحدا للمعارضة والحصص الاخرى التي اعطيت للموالاة او لرئيس الجمهورية الاكتفاء بالحديث أنه لا مهلة دستورية لتشكيل الحكومة، هذا أمر صحيح، لكن من قال ان مصلحة البلد تحتمل الاطالة والتأجيل والتأخير والإبطاء؟». وأضاف: «اذا كان المطلوب ان يطمئن احد ان المهلة الدستورية مفتوحة ويمكن ان تحتمل المزيد من التأخير والإبطاء في تشكيل الحكومة، فهذا لا ينبغي على الاطلاق ولا ينبغي ان تكون الحقائب الوزارية حكرا على فئة سياسية معينة او على طائفة من الطوائف. وبالتالي فالمرونة المطلوبة هي ان تكون كل الحقائب متاحة لجميع القوى وان يقوم الرئيس المكلف بجهد متواصل وحثيث من اجل ايجاد تشكيلة تحظى برضى وقبول جميع الفرقاء السياسيين». وتابع: «بالنسبة الينا كمعارضة أبدينا كل مرونة وقدمنا كل تسهيل وما زلنا نعكس هذا التوجه في مطلبنا في الاسراع وتسهيل تأليف الحكومة الوطنية. ليس لاننا خائفون على اتفاق الدوحة او انه يتعذر علينا تنفيذ هذا الاتفاق. ولكننا حريصون على ذلك من منطلق حرصنا على مصلحة البلد. المطلوب ان يكون هناك اسراع وجهود تبذل من اجل وجود حكومة تتحمل مسؤوليتها لأن عقلية الاستئثار ولأن الاصغاء الى التحريض الخارجي لم يجلبا على هذا البلد إلا الضغط. ولولا هذا لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه».

وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر: «انتظر اللبنانيون جميع اللبنانيين بفارغ الصبر نجاح مؤتمر الدوحة، وبنوا على هذا النجاح الذي توج بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية الكثير من الآمال. وأمل اللبنانيون بصيف واعد يحرك الجمود الاقتصادي المستمر منذ سنوات، لعل ذلك كان الإخراج للبحث والتفتيش عن حلول للأزمة المعيشية الخانقة التي تشتد على رقاب اللبنانيين وتهدد مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم». وأضاف: «ان الرئيس (نبيه) بري قدم اقتراحات عديدة قد تساعد على حلحلة عقد التأليف فليمد رئيس الحكومة المكلف يد التعاون لإخراج لبنان من هذه الازمة التي من غير المقبول استفحالها، فشعبنا لم يعد قادرا على تحمل المزيد من المعاناة».

أما مسؤول العلاقات الخارجية في حركة «امل» النائب علي بزي، فقال في كلمة ألقاها في حفل تأبيني امس: «ما يحصل في البلد ألا يحتم الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس منطق الشراكة والتوافق وتعيد بناء الثقة بين المكونات السياسية في لبنان بدل الاستمرار في لعبة التشاطر والتزاكي لأهداف باتت مكشوفة؟». وأضاف: «ان إعادة مشهد المناورة والاعاقة والتفخيخ لن يجدي نفعا لأننا في نهاية المطاف سنكون امام مشهد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي نص عليها اتفاق الدوحة بعدما فشل منطق الاستئثار والغلبة والتهميش والتحجيم، فالبلد محكوم بمشاركة الجميع في ادارة الشأن العام». وأكد أن «المعارضة وحدة متكاملة ولن يستطيع أحد أن يشق صفوفها أو يخلق التباساً بين أحد من اطرافها ورئيس الجمهورية».