مفاوضات ماراثونية غير مباشرة بالقاهرة بين حماس وإسرائيل بشأن شليط

الزهار يدعو حكومة أولمرت لاتباع خطة طريق حركته للإفراج عن الجندي

TT

ذكر مصدر فلسطيني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن اسرائيل وحركة حماس اتفقتا على اجراء مباحثات ماراثونية غير مباشرة في القاهرة خلال اسبوعين لإنجاز صفقة تبادل أسرى. واضاف المصدر أنه تقرر الشروع في هذه المفاوضات برعاية مصرية، في اعقاب اللقاءات التي اجراها ممثلون عن حماس ورئيس الدائرة السياسية الامنية في وزارة الدفاع الاسرائيلي عاموس جلعاد مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان.

في غضون ذلك، علمت «الشرق الاوسط» أن الجانب المصري طلب من اعضاء وفد حماس الذين يزورون القاهرة توخي الحذر على اعتبار أن هناك احتمالا قويا ان يكون الاسرائيليون يتجسسون على مكالمات اعضاء الوفد من قيادات الحركة في دمشق وغزة. وحسب المصدر الفلسطيني، فان آلية المفاوضات تقوم على أن يحل الوفد الاسرائيلي في جناح أحد الفنادق، في حين ينزل الوفد الفلسطيني بجناح آخر في نفس الفندق، ويقوم المصريون بنقل الصيغ التوفيقية بين الجانبين. وشدد المصدر على ان الجانب المصري مارس ضغوطاً كبيرة على حماس للموافقة على اجراء مثل هذه المحادثات، مشيراً الى الحركة وافقت بشرط ان تقوم القاهرة بتهيئة الأجواء لذلك بمحاولة دفع اسرائيل للتراجع عن مواقفها المسبقة من قائمة الأسرى التي طالبت بالإفراج عنهم مقابل شليط. واشار المصدر الى ان حماس اوضحت للجانب المصري أنه من المستحيل ان توافق على المعايير التي حددتها إسرائيل لإطلاق الاسرى. وقال إن حماس تطالب إسرائيل بالإفراج عن 350 أسيراً بالتزامن مع اطلاق سراح شليط ونقله للقاهرة و100 أسير آخر بعد نقله لإسرائيل، و550 أسيراً بعد شهرين من اطلاق سراحه على ان تضمن القاهرة قيام اسرائيل بتنفيذ الاتفاق. واكد ان الاسيرات والأطفال سيكونون ضمن الذين سيفرج عنهم. وأشار الى أن اسرائيل وافقت فقط على 70 من اصل 450 تضمنتهم قائمة حماس. وكشفت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أن دوائر صنع القرار في تل ابيب تصر على رفض قائمة حماس على اعتبار أنها تضم قادة كتائب القسام «اصحاب السجل الاكثر دموية» في الحرب ضد اسرائيل. ونقلت القناة عن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قوله «موافقة اسرائيل على اطلاق القائمة التي تطالب بها حماس يعني ان اسرائيل توافق على ان تنجح حماس بتشكيل هيئة اركان لجيشها في الضفة الغربية مجدداً». وكشفت صحيفة «يديعوت احرنوت» امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيستغل لقائه بالرئيس المصري غداً في شرم الشيخ لمطالبته بالضغط على حماس من أجل إبداء مرونة وتقديم قائمة اسرى جديدة يمكن لإسرائيل ان توافق عليها. من ناحيته، أكد القيادي في حماس محمود الزهار ان الحركة من خلال صفقة تبادل الاسرى ستجبر اسرائيل على التراجع عن «القانون الساقط الذي توارثه قادة وزعماء الاحتلال، والقاضي بعدم الإفراج عن أي أسير فلسطيني على أيديه دماء «إسرائيلية». وقال الزهار ان الطريق الوحيد للافراج عن شليط هو اتباع اسرائيل لـ«خارطة طريق حماس». وخلال لقائه الليلة قبل الماضية مع وجهاء ومثقفي مدينة رفح، اقصى جنوب غزة، قال الزهار «كل زعماء وجنود ورجال ونساء الاحتلال جميعاً أيديهم ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني»، معتبراً انه حان الوقت لوقف المسرحيات والمناورات الإعلامية في مطالبة المحكمة الصهيونية بعدم الإفراج عن هذه الفئة من الأسرى. وشدد على ان حركته مصممة على الإفراج عن المعتقلين ذوي الأحكام المؤبدة المتكررة، والذين أمضوا عشرات السنين خلف القضبان. وشدد الزهار على ان اولمرت يتحمل المسؤولية عن فشل الجهود للتوصل للصفقة في حال تشبث بمواقف اسرائيل السابقة.