المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يتغلب على انقساماته وينتخب موسوي رئيسا له

انسحاب المرشحين المنافسين.. وانتخابهما نائبين للرئيس

TT

نجح مسلمو فرنسا، رغم انقساماتهم العميقة، في تحاشي السيناريو الأسوأ، فاتفق مجلس إدارة «المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية» على مرشح توافقي لترؤسه، بحيث أفضت انتخابات أمس الى وصول محمد موسوي الى سدة المجلس بحصوله على 40 صوتا من أصل 54 صوتا بعد أن انسحب منافساه من السباق وهما فؤاد العلوي، أمين عام «اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا» القريب من فكر الإخوان المسلمين وحيدر دميورك، رئيس «رابطة الأتراك المسلمين في فرنسا».

ومقابل انسحابهما، انتخب العلوي ودميورك لمنصب نائب رئيس. أما منصب نائب الرئيس الثالث فقد ذهب الى شمس الدين حفيظ، وهو محام من أصل جزائري، يشغل منصباً في فيدرالية مسجد باريس الكبير التي يهيمن عليها الجزائريون وهو مقرب من رئيس المجلس السابق الدكتور دليل بوبكر. ومع هذا الحل الذي يضم كل مكونات الإسلام في فرنسا، يكون المجلس الفرنسي قد تجاوز الهزة التي ضربته في انتخابات المجالس المحلية في الثامن من يونيو (حزيران) الماضي التي قاطعتها فيدرالية مسجد باريس ودليل بوبكر احتجاجاً على طريقة تعيين المندوبين الى المجالس.

والرئيس الجديد للمجلس مغربي الجنسية وهو بصدد الحصول على الجنسية الفرنسية. ويبلغ موسوي الرابعة والأربعين من عمره وهو شخصية محترمة تتصف بالاعتدال وكان يشغل حتى انتخابه منصب نائب رئيس تجمع المسلمين في فرنسا الذي يسيطر عليها المغاربة مقابل سيطرة الجزائريين على فيدرالية مسجد باريس الكبير. ونشأ «تجمع مسلمي فرنسا» قبل عامين بسبب حركة انفصالية تعرضت لها الفيدرالية الوطني لمسلمي فرنسا التي يرأسها محمد بشاري.

وتؤكد أكثر من جهة أن التجمع قريب من وزارة الأوقاف المغربية التي يعمل بوحي توجيهاتها. ومحمد موسوي، الذي تلقى تهنئة من وزيرة الداخلية وشؤون العبادة ميشال أليو ـ ماري بعد انتخابه، أستاذ بمادة الرياضيات في جامعة أفينيون (جنوب فرنسا)، وكان منذ العام 2005 رئيسا للمجلس المحلي للديانة الإسلامية وهو يجيد عدة لغات ويتمتع بصورة إيجابية.

ويرث موسوي مجلسا خيب أمال الكثير من المسلمين بسبب التنافس على النفوذ داخله وبسبب غياب رؤية حقيقية لحاجات الجالية المسلمة في فرنسا. ونشأ المجلس عام 2003 بفعل ضغوط قوية مارسها وقتها وزير الداخلية (والرئيس الحالي) نيكولا ساركوزي.

ومنذ شهور، عرف المجلس انقسامات إضافية بسبب رفض بو بكر الذي ترأسه من إنشائه، المشاركة في الانتخابات لاعتباره أن نتيجتها محسومة سلفاً لصالح تجمع مسلمي فرنسا. والحقيقة أن طريقة تعيين أعداد المندوبين في كل منطقة الى الجمعية العامة للمجلس غريبة نوعا ما إذ تستند الى مساحة أماكن العبادة محسوبة بالأمتار المربعة. وقال موسوي في تصريحات صحافية إن اهتمامه سينصب على أربعة ملفات هي: إعداد الأئمة والمرشدين الروحيين في فرنسا وتأهيلهم، وفتح ملف الحج، و ملف أماكن العبادة وإقامة المساجد، والاهتمام بموضوع المدافن الإسلامية. وعلى مستوى العلاقة مع الأديان الأخرى، يرى موسوي أن من الضروري العودة الى الحوار مع ممثلي الديانات الأخرى حول المسائل الدينية والثقافية والاجتماعية التي تشغل المجتمع الفرنسي. وأمس، شهدت الجالية اليهودية بدورها انتخابات مزدوجة: انتخاب حاخام فرنسا الأكبر وانتخاب المجلس المركزي للديانة اليهودية. وجاءت الانتخابات على خلفية حادثة الاعتداء على شاب يهودي في الدائرة التاسعة عشرة بباريس الليلة قبل الماضية. وصدرت إدانات كثيرة ضد الاعتداء، بدءا برئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي ووزيرة الداخلية ميشال أليو ماري والهيئات والجمعيات اليهودية.