مسؤول في غرفة تنفيذ اتفاق سلام دارفور لـ«الشرق الأوسط» : مناوي خرج ولم يخطرنا

قال إن المجتمع الدولي أدار ظهره لاتفاق «أبوجا» فتأثر سلبا

TT

أبدى المسؤولون في الخرطوم تحفظهم على التعليق على وصول مني اركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية السوداني رئيس حركة تحرير السودان، الموقع على اتفاق سلام دارفور المعروف باتفاق «ابوجا»، إلى العاصمة التشادية انجامينا فجأة، بدون ترتيب أو علم مسبق من الحكومة السودانية. وقال مسؤول حكومي إن «هدف الزيارة بالنسبة لهم غير معلوم»، ولكنه اقر بان غيابه سيؤثر سلبا على تنفيذ اتفاق ابوجا، فيما نفت مصادر في القصر الرئاسي علمها بالخطوة، مشيرة إلى عدم امكانية سفر مسؤول حكومي إلى تشاد في ظل العلاقات المتوترة، في وقت تعتزم 5 فصائل دارفورية انضمت إلى اتفاق ابوجا، لاحقا، الاندماج في حزب سياسي واحد، تنفيذ الاتفاق. وقال عمر ادم رحمة مقرر غرفة عمليات تنفيذ اتفاق ابوجا وعضو الوفد الحكومي المفاوض في ابوجا لـ«الشرق الأوسط»، إن خروج مناوي إلى انجامينا لم يتم بعلمهم، واضاف: لم يخطرنا. وقال إن حكومته حتى الآن تعتبره كبير مساعدي رئيس الجمهورية، ورئيس السلطة الانتقالية لدارفور، ورئيس حركة تحرير السودان الموقعة على اتفاق ابوجا في الخامس من مايو (ايار) عام 2005 في العاصمة النيجيرية ابوجا. واضاف، في الحديث عن ذهابه إلى انجامينا: «لا نستطيع ان نقول في حال حدوثه انه يتعلق بعدم اقتناعه باتفاق ابوجا أو لعدم تنفيذه». وأكد رحمة ان الجانب الكبير من اتفاق ابوجا تم تنفيذه مثل تكوين الهياكل والتعيينات التي تمت، وتشكيل مفوضيتين، وهناك أعمال مشتركة تمت، ولكنه اعترف بوجود بطء في جانب الترتيبات الأمنية في الاتفاق، وقال ان الحركات الخمس التي انضمت لاتفاق ابوجا، وهي حركة تحرير السودان «جناح السلام»، وحركة تحرير السودان «الارادة الحرة»، وحركة العدل والمساواة «السلام» ومجموعة ابو القاسم، ومجموعة نورين، قال ان هذه الحركات لديها الاستعداد للمضي قدما في تنفيذ جانب الترتيبات الأمنية، واضاف «ولكن مجموعة مناوي لديها إصرار على ضرورة توفير آليات محددة». واكد ان الطرفين يمكنهما تخطي الصعاب والمضي بالاتفاق إلى الامام، كما اعترف بان الدعم الذي خصص للمفوضيات لم يكن بقدر الطموح، ولكنه عزا ذلك إلى اجراءات بعضها خارجة عن ترتيبات الطرفين.

وسرد رحمة في رد على سؤال الأسباب الأساسية التي أعاقت تنفيذ اتفاق ابوجا حسب ترتيبات الطرفين، قائلا: «ان من اكبر العقبات وقوف المجتمع الدولي ضد الاتفاق». واضاف «انهم ولوا ظهورهم له، بل هناك من جاهر بوقوفه ضده». واستغرب رحمة لذلك بقوله ان «المجتمع الدولي ممثلا في الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي وبريطانيا وهولندا وكندا والولايات المتحدة والجامعة العربية والامم المتحدة، كان لها الحضور الكبير في ابوجا، وساهمت هذه الجهات في دفع المفاوضات الى الامام الى ان تم توقيع الاتفاق، وقالوا بعد توقيع الاتفاق انه شامل ولن يتم تغيير شولة فيه، ولكن بعد اقل من الشهر، قالوا انه لم يحقق السلام وانه ناقص»، وحسب المسؤول في غرفة تنفيذ اتفاق ابوجا فان ادارة المجتمع الدولي ظهره للاتفاق اثر سلبا على تنفيذه، وقال ان من الأسباب الاخرى التي اثرت في تنفيذ الاتفاق «الانشقاقات التي حدثت في فصيل مناوي بعد الاتفاق، فضلا عن ان الاتفاق لم يعط الفرصة للترويج لها على ارض الواقع».

وردا على سؤال قال رحمة ان غياب الاخ مني سيلقي بظلال على الاتفاق ما لم تتضح الامور، وعبر عن ان امله في ان يتجاوز الطرفان الصعاب والعقبات وتسير الامور نحو الافضل. ونسب إلى مصادر مطلعة في الخرطوم ان مناوي التقى بالرئيس التشادي ادريس دبي فور وصوله العاصمة انجامينا، ولم تقدم تفصيلات اخرى. وقالت المصادر ان دولة مجاورة لم تذكرها تقوم الآن بمساع لتوحيد حركات دارفور المسلحة على رأسها حركة مناوي والعدل والمساواة بزعامة خليل ابراهيم وثلاثة فصائل باسم حركة تحرير السودان الوحدة، واشارت المصادر الى ان الدولة المعنية تهدف من مساعيها تلك الى تسريع عملية السلام. ويردد منسوبون للحكومة في الخرطوم ان دولة مجاورة هي، التي دعمت حركة العدل والمساواة في هجومها الاخير على مدينة ام درمان.

في غضون ذلك، قال نائب مناوي في الخرطوم الدكتور الريح محمود في تصريحات صحافية وجود مناوي في تشاد، واعتبر محمود سفره الى تشاد في هذا التوقيت «خطوة غريبة ومفاجئة بالنسبة لنا»، وكشف عن اجتماعات تجري بين قيادات الحركة لبحث الدوافع التي كانت وراء سفر رئيسها الى تشاد في وقت تعبر البلاد في حالة توتر معها خاصة انه احد البارزين في السلطة الحاكمة في البلاد. فيما لم يستبعد الطيب خميس الناطق باسم الحركة ان تكون الزيارة بهدف تحسين العلاقات بين البلدين، غير انه استهجن الأمر برمته لعدم ابلاغ مناوي قيادات الحركة.

ورد احد قيادات حركة مناوي على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول غياب زعيم الحركة فجأة بالقول ان «مناوي ليس لديه ما يفعله في الخرطوم»، وتساءل: هل هناك من يسأل عنه في الخرطوم، وقال «من الأفضل له ان يكون بين قواته في الميدان»، وعندما سألته عن إمكانية تفسير غيابه بمثابة تمرد جديد على الخرطوم قال أسألوه هو.

في غضون ذلك، قال عبد الرحيم حسين عضو البرلمان السودان والقيادي في حركة العدل والمساواة المنظمة لاتفاق ابوجا ان الحركات الخمس المنضمة الى ابوجا شرعت في مشاورات لاعلان الاندماج السياسي في حزب واحد برؤية موحدة لانفاذ اتفاق ابوجا بما في ذلك تصحيح مسار السلطة الانتقالية لدارفور التي يرأسها مناوي، وشن هجوما على السلطة وقال انها فشلت في تنفيذ الاتفاق، واضاف: السبب عدم الخبرة لدى المسؤولين في السلطة، وقال ان السلطة بداخلها المحسوبية.