محقق سوداني: ليبيون شاركوا في هجوم حركة «العدل والمساواة» على أم درمان

قال إن وزير الدفاع التشادي طلب من زعيم الحركة إنقاذ حكومة انجامينا * مناوي: سأعود للخرطوم

جندي من حركة تحرير السودان التي يتزعمها مساعد الرئيس السوداني ميني اركو مناوي، يقوم باعمال الحراسة في مقر الحركة بالمهاجيرية بدارفور (أ.ب)
TT

كشف محقق سوداني خلال محاكمة جرت لعدد من المتهمين في هجوم حركة العدل والمساواة على مدينة ام ردمان، والذي وقع في العاشر من مايو (أيار) الماضي عن مشاركة «ليبيين»، ودفع المتحري بثمانية عشر مستندا وعشرين معروضَ اتهامٍ لإثبات تورط المتهمين في الهجوم اثناء الجلسة التي امتدت لنحو ست ساعات كاملة، وقدم المتحري إحصائية بسقوط 146 قتيلا.

وقال المقدم شرطة عوض عبد الفتاح أمام محكمة الخرطوم بحري إن عددا من العناصر الليبية اشتركوا في العملية؛ بينهم سائقان زودا السيارات المشاركة في الهجوم بالوقود الليبي. وأنكر 6 من المتهمين أقوالهم التي تلاها المتحري، فيما أقر اثنان بما نسب اليهما من أقوال. وأرجأت المحكمة استكمال تقديم التحري للمتهمين الخمسة. وذكر المحقق ان وزير الدفاع التشادي طلب من حركة العدل والمساواة إنقاذ حكومة الرئيس ادريس ديبي من الهجوم على انجامينا من قبل المتمردين في فبراير (شباط) الماضي. وقال إن وفداً بقيادة خليل ابراهيم (زعيم حركة العدل والمساواة) زار ديبي، وأن الاخير وعدهم بتقديم دعم لوجستي يمكنهم من الدخول للخرطوم. وشرح المحقق ان الحكومة التشادية خصصت لقوات حركة العدل والمساواة معسكراً بمنطقة «ام بسنية» داخل سلاح المدرعات التشادي، وقامت بتدريب قوات العدل والمساواة على الدبابات والمدافع والرشاشات، كما جهزت لهم معسكراً آخر في منطقة «ام جرس»، وتسلمت الحركة من الحكومة التشادية 600 دانة «ار بي جي»، والف بندقية كلاشنكوف وعشرة مدافع راجمات كبيرة، و85 عربة لاندركروزر.

في غضون ذلك، نقلت صحف محلية سودانية عن ميني آركو مناوي، كبير مساعدي الرئيس البشير الذي اختفى عن الانظار لأكثر من اسبوعين قوله إنه سيعود للخرطوم خلال أيام، وانه موجود الآن في منطقة شمال دارفور بعد ان انهى زيارة الى معسكرات النازحين باقصى شمال الاقليم. وأوضح ان عودته للخرطوم رهين بحدوث جديد بشأن اتفاق السلام بينه وبين الحكومة. وذكر مناوي انه مكث خلال الفترة الماضية وسط النازحين في المنطقة الحدودية لحلحلة بعض المشكلات، وأشار الى انه لم يغادر السودان. وقال انه لم يزر تشاد مطلقاً. ووصف الحديث حول زيارة قام بها الى تشاد بأنه «كلام فارغ ومجرد اشاعات». وقال: «أنا في كاموا وسأعود خلال ايام لمزاولة مهامي في الخرطوم قريباً». وحذر من محاولات تتم لخلق ازمة بينه وبين الحكومة. واضاف انا «عائد لأرد عبر البيان بالعمل». واكد ان «خيارنا الاوحد هو السلام إلا اذا ارادت الحكومة غير ذلك». وحكى مناوي انه غادر الخرطوم يوم 27 مايو الماضي وانه كان في ايام 27، 28، 29 مايو موجودا بالفاشر، وبعدها توجه الى منطقة «دار السلام»، وبقي هناك 5 ايام وسط جنوده. واضاف «توجهت لمنطقة القلاب، وقضيت هناك اربعة ايام ايضا وسط جنودي وكنت انوي التوجه لاقصي الشمال لزيارة المناطق التي تسيطر عليها الحركة، وطلبت من القوات المشتركة بدارفور توفير طائرة لتنقلني لتلك المناطق إلا انهم اعتذروا بسبب عدم اخذهم الاذن من الحكومة. واتصلت مباشرة بالقوات المسلحة وأخطرتهم بانني متوجه لطريق كتم، وان يبلغوا كل الاجهزة المختصة بهذا الامر. وقبل تحركي علمت ان هناك ثلاثة كمائن، من الجنجويد فغيرت اتجاهي». واعترف بأنه اجتمع بممثلين للحركات غير الموقعة من اجل التباحث معهم حول السلام الشامل بدارفور. لكنه اكد انه لم يلتق مع د. خليل ابراهيم.

وقال مناوي «انا غير راضٍ عن سير تنفيذ الاتفاقية، وعبرت عن هذا الامر من خلال مؤتمر صحافي بدار الحركة بالخرطوم، وهو ليس بالسر او الامر الجديد، لذلك اغلقت هواتفي وانا موجود الان بالخلاء». وقال «لا خيار لنا قط في العودة للحرب مرة اخرى، واننا متمسكون بالسلام وباتفاقية ابوجا للسلام، ولقد ظللت اعبر عن عدم رضائي عن سير تنفيذ الاتفاقية منذ قرابة العام ونصف العام، وخاصة بعد رحيل د. مجذوب الخليفة».