الطاقة تقفز إلى المرتبة الأولى في الحملة الانتخابية الأميركية

أوباما يلوم شركات النفط.. وماكين يقترح 300 مليون دولار جائزة لبديل عنه

TT

قفز موضوع الطاقة الى المقدمة في الحملة الانتخابية الاميركية، حيث اقترح امس المرشح الجمهوري جون ماكين تقديم جائزة حكومية بمبلغ 300 مليون دولار لمن يساهم في حل مشكلة الطاقة، في حين يشدد المرشح الديمقراطي باراك اوباما على مصادر جديدة للطاقة من بينها الاثينول. وأطلق كلا المرشحين مقترحاتهما لحل أزمة الطاقة التي تشغل الأميركيين في وقت ظهرت فيه تساؤلات عن ارتباط أوباما بمؤسسات تطوير الاثينول. وطرح ماكين فكرته المثيرة للجدل خلال لقاء جرى امس في جامعة «فرنسو» في كاليفورنيا، مشيراً الى ان الجائزة ستمنح لأي شخص او جهة تعمل على تطوير بطاريات السيارات لتكون بديلا للبنزين. وقال ماكين ان قيمة الجائزة لن تكلف اي اميركي سوى دولار واحد، معتبراً «انه مبلغ ضئيل ندفعه ثمناً لاستقلالنا النفطي». وأضاف: «الجهاز المقترح الذي سيولد الطاقة يجب ان تكون كلفته 30 في المائة من كلفة بنزين السيارات». يذكر ان سعر غالون البنزين وصل حالياً في الولايات المتحدة الى أزيد من اربع دولارات، وهو ضعف سعره قبل سنتين، وهو ما أدى الى ارتفاع اسعار جميع السلع والخدمات. وانتقد ماكين ضمناً ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، عندما اعاد الى الأذهان أزمة البترول التي عرفتها اميركا في السبعينات من القرن الماضي، وقال في هذا الصدد «نحن نشعر بالأمر نفسه اليوم بسبب السياسات غير الحكيمة التي تركت مستقبل الاميركيين في مجال الطاقة في أيدي الآخرين».

وكان ماكين قد اقترح الأسبوع الماضي رفع القيود الفيدرالية عن التنقيب في الشواطئ الاميركي إذا سمحت بذلك الولايات المعنية، وعارض أوباما الفكرة، مشيراً الى انها لن تحل مشكلة ارتفاع اسعار مواد الطاقة. ودعا أوباما الى ضرورة تشديد الرقابة الحكومية على الشركات التي تعمل في تجارة المواد النفطية، وحملها مسؤولية جزئية في ارتفاع اسعار النفط بسبب مضارباتها في السوق.

وتعتمد خطة أوباما في مجال الطاقة على كبح المضاربات في أسواق النفط العالمية، حيث يرى ان هذه المضاربات هي التي تؤدي الى زيادات «غير حقيقية» في أسعار النفط. ويريد أوباما ان يوجه عقود السلع الآجلة الى لجنة التجارة والعقود المؤجلة فى الولايات المتحدة، وهي أعلى هيئة تنظيمية لفحص تلك العقود. ويروج أوباما لمصادر طاقة مختلفة، وعلى رأسها الاثينول المستخرج من الذرة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن بعض مستشاري ومؤيدي أوباما لهم علاقات وثيقة بصناعة الاثينول، وسبق ان قال اوباما ان «زيادة الاعتماد على الاثينول يساعد أمننا الوطني، لأننا الآن نرسل المليارات من الدولارات لأكثر الدول عداء لنا على وجه الارض» في شراء النفط. وقالت الصحيفة إن من بين الذين يرافقون أوباما في جولاته الانتخابية توم داشل، وهو عضو سابق في الكونغرس من ولاية جنوب داكوتا، وهو يعمل في ثلاثة مجالس ادارات لشركات تصنيع الاثينول، كما يعمل مع شركة استشارات قانونية متخصصة في تقديم نصائحها لشركات تعمل في مجال الطاقة. وقد تكون هذه القضية من بين القضايا التي تثار ضد أوباما الذي يعمل على إثبات ابتعاد حملته الانتخابية عن تأثير الشركات الكبيرة، خلافاً للادارة الاميركية الحالية. وردت حملة أوباما بشدة على اعلان تلفزيون مجهولة المصدر أخذت طريقها لبعض المحطات التلفزيونية الصغيرة تقول «مرشح للرئاسة اسمه حسين (الاسم الوسط لأوباما) ويرتدي عمامة ومبنى يسمى البيت الابيض لكنه يدار بواسطة شخص اسود». وقالت حملة أوباما إنها سترد فوراً على اية دعاية عرقية او عنصرية وانها لن تقع في الخطأ الذي وقعت فيها حملة جون كيري عام 2004 عندما التزمت الصمت لفترة حول سجله العسكري. وقال ديفيد الكسندر احد مستشاري أوباما والذي يقوم حالياً بحملة في ولاية نيومكسيكو، إن الحملة ستكون في غاية الحذر والاستعداد للرد على اية عبارات ملتبسة تحاول التلاعب بمشاعر الناخبين العرقية، وأضاف يقول «سنكون شرسين جداً حول أي أمر نعتقد أنه غير ملائم او مضلل».