تبرعات الأميركيين الخيرية تسجل رقما قياسيا

رغم إن الأزمة الاقتصادية وصلت إلى 306 مليارات دولار

TT

يواجه الاميركيون فترة اقتصادية صعبة، مع ارتفاع اسعار الغذاء والوقود ومخاوف من ركود اقتصادي حاد. الا ان هذه المشاكل، التي تعود الى العام الماضي، لم توقف الاميركيين عن تقديم التبرعات الانسانية، بل على العكس وصلت التبرعات للهيئات الخيرية الى 306.4 مليار دولار وهي اعلى مبلغ وصلت اليه الهبات الخيرية مع ارتفاع نسبتها بـ3.9 في المائة عن العام الماضي. وتشير الدراسة السنوية التي اجرتها «غيفينغ يو اس ايه فاونديشن» (مؤسسة عطاء الولايات المتحدة) ومركز الاحسان في جامعة انديانا (شمال) الى ارتفاع عام في الهبات لكنها تكشف في الوقت نفسه ترددا من جانب بعض الافراد والمؤسسات التي طالتها الصعوبات الاقتصادية.

وصرحت رئيسة مؤسسة «غيفينغ يو اس ايه فاونديشن» ديل مارتن بأن هذه النتائج لم تفاجئها، موضحة في تصريح لـ«الشرق الاوسط»: «لدي ايمان كبير في كرم الشعب الاميركي». ولكنها اقرت بأن الصعوبات الاقتصادية قد تؤثر على نتائج هذا العام، قائلة: «علينا وعلى المؤسسات الخيرية ان نكثف جهودنا لبناء العلاقات الجديدة مع المتبرعين وعلى اظهار الحاجة للتبرعات في هذا الوقت بالذات». وكشفت المؤسسة التي ترصد التبرعات للمؤسسات غير الربحية وتشجع الاميركيين على العطاء ان التبرعات الفردية التي تشكل ثلاثة ارباع الهبات ارتفعت بنسبة 2.7 في المائة لتستقر على 229 مليار دولار. وشددت مارتن على اهمية الهبات الفردية، قائلة: «حتى الشركات التي تقدم تبرعات، فيعود ذلك على اشخاص في الشركات حريصون على التبرع وفعل الخير». ورداً على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول احتمال تأثير الحملة الانتخابية للرئاسة الاميركية على التبرعات للمنظمات غير الربحية، قالت مارتن: «لا يوجد ربط بين المسألتين». وأضافت: «تبرع الافراد بـ230 مليار دولار للمؤسسات غير الربحية العام الماضي، ولم تقدم 0.25 في المائة من ذلك للاحزاب السياسية، فالتركيز على العمل الخيري اكبر بكثير». وتتوقع المؤسسة ان تكون قيمة التبرعات العام المقبل مشابهة للعام الحالي، لكن نسبة النمو قد تتراجع. وقالت مارتن: «اتوقع منح نفس القيمة المادية ولكن قد لا نشهد نمواً عن العام الماضي بسبب المشاكل الاقتصادية»، لكنها اردفت قائلة: «هذه التوقعات مبنية على رأيي الشخصي وليست اكاديمية».