جنبلاط يحذر من خروج التوتر الأمني عن السيطرة «في مكان ما»

قال إن سلاح المقاومة مرتبط بالاستراتيجية الدفاعية وليس بتحرير شبعا

TT

دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الى تكثيف الجهود السياسية لتشكيل الحكومة كمدخل حتمي للحل في لبنان والبدء بنقاش هادئ وموضوعي للاستراتيجية الدفاعية. وأيد كلام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة حول ضرورة الفصل بين مسألة السلاح (المقاومة) وحل مشكلة مزارع شبعا، مشيرا الى ان هذا السلاح مرتبط بالاستراتيجية الدفاعية وليس بتحرير مزارع شبعا.

وحذر جنبلاط، في موقفه الاسبوعي الذي تنشره اليوم جريدة «الانباء» الناطقة باسم الحزب، من ان «استمرار التوتر الامني المتنقل قد يخرج عن السيطرة في مكان ما» داعيا الى «وقف التدهور الذي قد يحصل باتخاذ اجراءات كالمصالحة المهمة التي حصلت في البقاع». وأكد على «ضرورة بقاء طرق الامداد مفتوحة وعدم اقفالها تحت اي ظرف من الظروف». وتساءل: «لماذا مهاجمة المملكة العربية السعودية؟»، مشيرا الى دورها الاساسي في اتفاق الطائف.

وقال: «لا شك في أن الخطاب المتوتر والمتشنج الذي عاد ليطفو على الساحة السياسية من جديد يطرح مجموعة من علامات الاستفهام لا سيما في ضوء استمرار التعثر في تأليف الحكومة الأولى في العهد. ولا بد من التساؤل عن مغزى عودة الخطاب التحريضي المسبق الذي لا يسهم في أي شكل من الأشكال في تكريس الروح التصالحية التي أنتجها اتفاق الدوحة كما لا يساعد في التطبيق التدريجي لكل بنود هذا الاتفاق الذي كان تسوية ضرورية لاختراق جدار الازمة. لذلك، لا بد من تكثيف الجهود السياسية لتشكيل الحكومة كمدخل حتمي للحل والبدء بنقاش هادئ وموضوعي للاستراتيجية الدفاعية التي لا مفر منها لحماية لبنان في مواجهة العدو الاسرائيلي ولتعزيز قدراته في هذه المواجهة. ونحن نؤيد كلام رئيس الحكومة على ضرورة الفصل بين مسألة السلاح وبين حل مشكلة مزارع شبعا. فهذا السلاح مرتبط بالاستراتيجية الدفاعية وليس بتحرير مزارع شبعا. الاستراتيجية الدفاعية تناقش من خلال إتفاق الطائف الذي تحدث بوضوح عن إتفاقية الهدنة ونحن متمسكون بها بعيدا عن الدخول في اي مفاوضات مع إسرائيل لن يقدم عليها لبنان حتى لو ذهبت كل الدول العربية للتفاوض».

ورأى «ان العودة إلى النقاش الهادئ في قضية الاستراتيجية الدفاعية بعد تشكيل الحكومة وفق ما نص عليه اتفاق الدوحة تجنب لبنان استمرار التوتر الأمني المتنقل من منطقة إلى أخرى دون طائل. وهو ما قد يخرج عن السيطرة في مكان ما. ونعود إلى دوامة العنف التي نرفضها بكل الأشكال. لذلك، فإن العبث بالسلاح في غير موقعه الطبيعي، أي في مواجهة إسرائيل، هو خيار سيئ ويجر على لبنان الويلات. فهل المطلوب مجددا من خلال الصراعات الدموية المتنقلة أن يكون لبنان ساحة اختبار لأوراق الحوافز المتصلة بالملفات النووية وغير النووية، وأن يكون الملعب الذي تبعث من خلاله الرسائل؟ ألم يحن الوقت لينضوي الجميع تحت سقف الدولة والجيش؟ ولماذا إرهاق الجيش اللبناني وإلهاؤه يمينا ويسارا وهو الجيش الوطني العربي الذي أكد أنه على مسافة واحدة من الجميع».

وعلق جنبلاط على تصريحات صدرت اخيراً عن مسؤولين في «حزب الله» قائلا: «أما حول الكلام الذي قيل في شأن منع تولي أي ضابط مشكوك في ولاءاته قيادة أي جهاز أمني، فلماذا التشكيك في كل ضباط الجيش ومحاولة الايحاء أن ولاءاتهم لخارج مؤسستهم العسكرية، مع العلم أن اتفاق الطائف حقق إنجازا مهما وكبيرا تمثل في تكريس العقيدة العربية والوطنية للجيش؟ ولقد برهن الجيش في محطات عديدة عن تمسكه بهذه العقيدة. وأبرز تلك المحطات كانت في وقوفه في مواجهة العدوان الاسرائيلي في يوليو (تموز) 2006 حيث أكد استعداده التام للدفاع عن لبنان وتقديم كل التضحيات اللازمة في سبيل تحقيق هذا الهدف».

وسأل: «لماذا مهاجمة المملكة العربية السعودية التي أدت دورا أساسيا في الوصول إلى اتفاق الطائف وهو الاتفاق الذي يرعى الصيغة الميثاقية اللبنانية ويحمي المشاركة السياسية ويحسم الهوية العربية للبنان؟ فما دام جميع الأطراف متمسكين بهذا الاتفاق فهذا يؤكد أن السعودية لم تكن في يوم من الايام إلا على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين. وكانت على الدوام تشكل ضمانا للوحدة الوطنية».