ساركوزي يطالب أمام الكنيست بوقف الاستيطان ويعتبر وجود الدولة الفلسطينية ضروريا لأمن إسرائيل

في خطوة فسرت على أنها دعم لمطالب الفلسطينيين بالقدس وزيرة الداخلية الفرنسية تضع إكليلا من الزهور على قبر فيصل الحسيني في باحة الأقصى

نيكولا ساركوزي يلقي كلمته أمام الكنيست (أ.ف.ب)
TT

أكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، التزام فرنسا بمحاربة «الإرهاب»، ودعم اي مباحثات سلام، حتى مع سورية، والعمل ضد «ايران نووية» والوقوف الى جانب اسرائيل «عندما تواجه الأخيرة خطراً يهدد وجودها». وفي المقابل، طالب ساركوزي في كلمة أمام الكنيست في اليوم الثاني لزيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية بضرورة وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية، لأنه كما قال «لا سلام مع الاستيطان». كما طالب بإقامة الدولة الفلسطينية وحل قضية اللاجئين والقدس. وقال ساركوزي«لا يمكن إحلال السلام بدون وقف الاستيطان».

وفي خطوة فسرها الفلسطينيون على انها دعم لمطالبهم بالقدس الشرقية، وضعت وزيرة الداخلية الفرنسية إكليل زهور على قبر القيادي الفلسطيني الراحل فيصل الحسيني المدفون في باحة المسجد الأقصى. وكان الحسيني مكلفا ملف القدس قبل رحيله في عام 2001.

وحاول ساركوزي ان يظهر كزعيم متوازن، فأكد أثناء إلقائه خطابا في الكنيست الاسرائيلي، انه لا يمكن إحلال السلام بدون وقف النشاطات الاستيطانية، وإيجاد حل لقضية اللاجئين، بما «لا يمس بطابع وسيادة دولة إسرائيل» على حد قوله، والاعتراف بمدينة القدس «عاصمة مشتركة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية»، مع ضمان حرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة للجميع، واتخاذ قرار «بتعويض المستوطنين وإخراجهم من الضفة الغربية»، اضافة الى إعطاء الفلسطينيين حرية الحركة ومساعدتهم في إقامة دولتهم».

في ذات الوقت طمأن ساركوزي اسرائيل بقوله ان فرنسا لا يمكن ان تساوم في امن الدولة العبرية، وطالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط، وضرورة وقف اطلاق الصواريخ من غزة، ووقف تبني الفلسطينيين لفكرة القضاء على اسرائيل. وشدد على ضرورة وقف العنف وإنهاء الصراع والكراهية بين الشعبين، مؤكدا أن «المستفيد الوحيد من استمرارها هم المتطرفون والراديكاليون».

وشدد على ضرورة «أن نصل إلى السلام لأن الجميع عانى، ويجب تحقيق السلام لأن الكثير من القتلى والجرحى سقطوا في هذا الصراع»، مؤكدا أنه «لا يوجد حل بين الشعبين إلا بالتفاهم المشترك والاحترام المتبادل».

ولفت ساركوزي، الى «ان الدولة الفلسطينية ضرورية لأمن إسرائيل». وقال «أمن إسرائيل لن يكون مضمونا، إلا مع ولادة دولة ثانية الى جانبها». وأضاف «طريق السلام ليست مغلقة، جئت لأعبر عن تأييدي، وتأييد فرنسا للحوار، وللمبادرين للحوار، وأرى أن الاتفاق ممكن يوم غد».

وكان ساركوزي قد قال في مستهل زيارته لاسرائيل، اول من امس، ان فرنسا تؤيد كافة المبادرات السلمية بما في ذلك المفاوضات غير المباشرة مع سورية»، مضيفا «إن السلام لا يبنى على القوة فقط، بل على الحوار ومد اليد».

وقبل القائه خطابا في الكنيست، التقى ساركوزي مع الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، وقال «إن هناك قرارات سيئة تضر بعملية السلام، كتوسيع المستوطنات والبناء في القدس الشرقية».