السنيورة: إعادة تعمير «نهر البارد» غير مرتبط بتوطين الفلسطينيين في لبنان

بمناسبة افتتاح مؤتمر المانحين في فيينا

TT

نفى فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني المكلف، ان يكون الاهتمام اللبناني بإعادة تعمير مخيم نهر البارد جزءا من مخطط دولي لتوطين اللاجئين الفلسطينين في لبنان، مؤكدا ان حكومته تتعاون مع المجتمع الدولي لإعادة تعمير المخيم بشكل يؤدي ليس للتوطين (فتلك قضية محسومة دستوريا في لبنان ويتفق عليها الجميع) وانما لكون هؤلاء المهجرين يعيشون في أحوال سيئة لا بد من تحسينها. وأوضح السنيورة ان الحكومة اللبنانية، منذ استيلاء «الارهابيين» على المخيم العام الماضي واستخدامهم لسكانه كدروع بشرية من اجل فرض سيطرتهم وافكارهم بالقوة، اتخذت قرارا بمواجهتهم مع التوضيح للسلطة الفلسطينية بضرورة ان تعود السلطة في المخيم للحكومة اللبنانية التي اصبحت تسيطر عليه بعد 45 عاما وتعمل على استباب الامن بالمخيم وعدم استخدام السلاح ضد المدنيين، مع مواصلة العمل على إعادة تعميره وتأهيله بتنسيق عربي، اذ تغطي الدول العربية 50% من تكاليف الإعمار فيما يوفر المجتمع الدولي النصف الباقي. واضاف ان الحكومة اللبنانية تتعاون مع كل المهتمين والمانحين في شفافية تامة انطلاقا من قناعتها بضرورة حل المشاكل والصعوبات بصورة تجعل هذا المخيم نموذجا. جاءت توضيحات السنيورة في مؤتمر صحافي بالعاصمة النمساوية فيينا امس بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للمانحين لإعادة إعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينين شمال لبنان. وقد شارك فيه كل من سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني، بوصفه مكلفا من الرئيس محمود عباس بصفته رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية، وبنيتا فيرارو فالدنر المستشارة بالاتحاد الاوروبي التي اعلنت عن تبرع الاتحاد بمبلغ 8 ملايين يورو جديدة.

هذا وكان عمرو موسى قد اكد أن إعادة تعمير مخيم نهر البارد تعتبر خطوة مؤثرة في مسيرة المفاوضات مع اسرائيل، مشيرا الى ان البعض يتساءل: هل سيعود اللاجئون أم سيعوضون ؟ مؤكدا ان استمرار وجود توترات عالية كاستمرار سياسة الاستيطان والاوضاع المهينة التي تفرضها قوات الاحتلال تؤثر سلبا على نجاح عملية السلام، ما يدعو لضرورة الوعي ان الجميع يسابق الزمن. من جانب آخر كرر السنيورة رفض حكومته الدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل طالما ظلت اسرائيل تحتل اراضي لبنانية، مؤكدا تمسك لبنان بالمبادرة العربية للسلام، وأكد ان لبنان عرض على اسرائيل ان توضع منطقة مزارع شبعا تحت سلطة الامم المتحدة، وان يطبق عليها القرار الدولي 425 وبعدها يمكن للبنان تحديد حدوده مع سورية.