حصيلة اشتباكات التبانة ـ جبل محسن في طرابلس ترتفع إلى 14 قتيلا وأكثر من 50 جريحا

قوة مشتركة من الجيش والأمن الداخلي تنتشر في مناطق القتال

مسلح في أحد شوارع طرابلس التي شهدت اشتباكات أمس (أ.ب)
TT

بات من الواضح ان الاشتباكات في مدينة طرابلس مرتبطة بشكل ما بالتأزم السياسي في لبنان، رغم ان الخلاف بين منطقتي التبانة وجبل محسن قائم منذ اكثر من ثلاثة عقود. والحال ان وتيرة الاشتباكات تشتد او تتراجع وفق اللهجة السياسية السائدة. وهذا ما حصل خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، وصولا الى الاتفاق على انتشار الجيش والقوى الامنية عصرا، حيث حذرت مديرية التوجيه من الظهور المسلح مع سريان اتفاق وقف اطلاق النار ومباشرة قوة مشتركة من الجيش والامن الداخلي الدخول الى مناطق القتال.

فمنذ مساء الاحد عادت الاشتباكات بين التبانة وجبل محسن الى حدتها. واستمرت عنيفة طوال الليل. واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية المتنوعة وصولا الى مدفعية الهاون التي سقطت قذائفها بعيدا عن محاور القتال ولاسيما في محيط الجامع المنصوري الكبير وسط المدينة القديمة. الامر الذي زاد في حجم الخسائر البشرية. اذ احصي سقوط 14 قتيلا، بينهم خمسة في منطقة جبل محسن، واكثر من خمسين جريحا. وتحدثت معلومات عن جندي وعنصر من قوى الامن الداخلي في عداد القتلى.

وسجلت اعمال قنص كثيفة ومتواصلة. وشبت حرائق في اكثر من منطقة وخصوصا في المحلات التجارية والمنازل. وتبادلت القوى المتقاتلة الاتهامات بافتعال هذه الحرائق. وكان الحريق الاضخم في محطة للمحروقات تقع وسط شارع سورية، وهو الشارع الرئيسي الفاصل بين منطقتي القتال.

وقرابة السابعة صباحا بدأت المواجهات تنحسر نتيجة نجاح الاتصالات للافساح في المجال امام طلاب البكالوريا القسم الثاني لتقديم امتحاناتهم. الا ان هذه الامتحانات اجلت في بعض المراكز نتيجة الوضع المتأزم ولاسيما في التبانة والقبة. كذلك قرر المسؤولون عن كليات الجامعة اللبنانية التي تقع معظم مبانيها في منطقة القبة ارجاء الامتحانات الى مواعيد اخرى.

وقد حرص مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار على تكثيف الاتصالات بجميع الافرقاء من دون استثناء. وكان تشديد على وجوب التوصل الى مرحلة التوقيع على وثيقة التفاهم التي تؤكد على تسليم الجيش اللبناني زمام الامر في مختلف محاور القتال والتصدي لاي محاولات توتير من اي جهة اتت. وتواصلت الاشتباكات حتى بعد ظهر امس رغم الاتفاق على دخول الجيش اللبناني عند الرابعة عصرا. وعنفت الاشتباكات قبل حلول هذا الموعد. واستخدمت فيها مختلف الاسلحة المتوسطة والخفيفة والصاروخية.

وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بيانا جاء فيه: «تعلن قيادة الجيش انها ستباشر بعد ظهر اليوم (امس) تعزيز القوى العسكرية المنتشرة في مناطق الاحداث واتخاذ تدابير امنية مشددة لوضع حد للاشتباكات المسلحة في المدينة ووقف التعدي على ارواح المواطنين وممتلكاتهم والتأكد من استتباب الامن وتقيد جميع الاطراف بما تم الاتفاق عليه، وتحذر ايا كان من الظهور المسلح او الاخلال بالاستقرار حتى لو ادى ذلك الى استخدام القوة».

وافيد لاحقا ان القوة المشتركة المؤلفة من فوج المغاوير في الجيش وفوج التدخل الثالث والفهود والتدخل السريع في قوى الامن الداخلي، بدأت بدخول مناطق النزاع في منطقتي باب التبانة جبل محسن، تمهيدا لانتشارها في كل الشوارع الرئيسية والفرعية... وبالتزامن مع ذلك، تراجعت حدة المعارك في شكل ملحوظ.