90%نسبة تراجع الهجمات بالقنابل المزروعة على جوانب الطرق في العراق

مسؤولون أميركيون عزوه إلى استخدام مركبات جديدة والاستعانة بـ«أبناء العراق» وتحسن المراقبة

شرطي يرتب أسلحة تمت حيازتها في مركز شرطة بحي الإعلام جنوب غربي بغداد أمس (رويترز)
TT

كشفت احصاءات البنتاغون واللقاءات التي أُجريت مع عدد من كبار القادة العسكريين الاميركيين، عن أن معدلات الهجمات من خلال زرع عبوات ناسفة على جوانب الطرق والقتلى الناجمين عنها داخل العراق تراجعت بنسبة تكاد تبلغ 90% على امتداد العام السابق. وفي مايو (أيار) سقط 11 قتيلا من صفوف الجنود الأميركيين جراء تفجيرات باستخدام عبوات ناسفة بدائية الصنع مقارنة بـ92 في مايو (أيار) عام 2007، وذلك حسبما تكشف الاحصاءات المتوفرة، ما يشكل تراجعاً بنسبة 88%. من ناحيتهم، أوعز القادة العسكريون هذا الانحسار في عدد الهجمات والقتلى الناجمين عنها إلى عدة عوامل، بينها: ـ استعانة الجيش الأميركي بمركبات جديدة. فخلال العام السابق، حصلت القوات الأميركية داخل العراق على قرابة 7.000 عربة مدرعة جديدة مضادة للكمائن والألغام. وفي هذا السياق، أوضح مايكل مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وذلك في إطار لقاء عُقد معه مؤخراً، أن هذه المركبات: «امتصت الكثير والكثير من الضربات كانت ستودي بحياة الجنود وقوات المارينز حال وجودهم في مركبات همفي». وعليه، جعل روبرت غيتس، وزير الدفاع الأميركي، من توفير 15.000 مركبة على الأقل من هذا الطراز أولوية بالنسبة له. ـ المساعدة العراقية. أشار الميجور جنرال ريك لينتش، الذي يتولى قيادة فرقة عسكرية في بغداد منذ فبراير (شباط) 2007 حتى مايو (أيار)، إلى أن قوات أمنية محلية خاصة تعرف باسم «أبناء العراق» وفرت معلومات استخباراتية للقوات الأميركية في بحثها عن العبوات الناسفة بدائية الصنع. يذكر أن كل فرد بالقوات الأمنية يحصل على راتب يقدر بثمانية دولارات يومياً. وقام لينتش بالاستعانة بحوالي 36.000 منهم لحراسة نقاط التفتيش وتوفير استخبارات بشأن حركة التمرد. ونوه بأن ما يقرب من 60% منهم كانوا من المتمردين. ـ تحسن مستوى جهود المراقبة. أشار لينتش إلى أن قواته استعانت بكاميرات أمنية جديدة بمقدورها رصد نشاطات صانعي العبوات الناسفة على بعد خمسة أميال، مضيفاً أن المركبات المصفحة الجديدة المضادة للألغام والكمائن أجبرت المتمردين على محاولة بناء عبوات ناسفة أكبر للتغلب عليها. وتستغرق هذه العبوات وقتاً أطول لتصنيعها وإخفائها، مما يمنح القوات الأميركية فرصة أفضل لضبط المتمردين ومهاجمتهم. من جانبه، يرى داكوتا وود، المحلل العسكري بمركز التقديرات الاستراتيجية والخاصة بالميزانية، أنه من بين التكتيكات الأميركية الجديدة، يعتبر توفير رواتب جيدة لمجموعة «أبناء العراق» استثماراً جيداً بصورة خاصة. وشدد على أنه من المستحيل إعادة بناء البنية التحتية بالبلاد وتعزيز الأوضاع التجارية وإجراء انتخابات في وقت تفتقر الشوارع إلى الأمن، مستطرداً أن «أي جهود تخلق فرصة لتنفيذ الجهود الأخرى المرتبطة بتحقيق الاستقرار بالبلاد تعتبر أمراً جيداً». على الجانب الآخر، عمد المتمردون العراقيون إلى تغيير التكتيكات التي ينتهجونها؛ فعلى سبيل المثال، خلال زيارة قام بها مؤخراً إلى مركز تدريب قوات المارينز بـ«تونتنين بالمز» بولاية كاليفورنيا، اطلع مولن على آخر التطورات على صعيد صنع العبوات الناسفة البدائية الصنع، حيث شاهد صورة جديدة للعبوات يصعب تمييزها عن شظايا الحديد الصلب. وأوضح مولن أن المتمردين يستخدمون أيضاً عبوات ناسفة بدائية تنفجر بسبب الضغط، بينها عبوات تحوي 15 رطلا من المتفجرات. وتسفر هذه العبوات عن تفجير أطر المركبات الأميركية المصفحة الجديدة، مما يعطي المتمردين القدرة على مهاجمتها.

* خدمة: «يو إس أيه توداي» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)