أستاذ جامعي عراقي لـ«الشرق الأوسط»: جامعاتنا ما زالت تعاني من التسلط الخارجي

طلاب يهددون أساتذتهم بـ«الفصل».. والفصول تحولت إلى منابر للحوارات السياسية الطائفية

TT

في الوقت الذي شكا أساتذة جامعيون عراقيون من استمرار التسلط الخارجي على جامعاتهم وناشدوا الحكومة تخليصهم من هذا التسلط الحزبي والميليشيات، شدد رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي ضرورة النأي بالحرم الجامعي عن الصراعات الحزبية والسياسية. ووجه المالكي خلال زيارته إلى جامعة كربلاء بمنع كافة المظاهر الدخيلة على العمل الأكاديمي وعدم السماح بالمظاهر التي تعبر عن التدخلات الحزبية أو السياسية أو مصالح خاصة قد تؤثر على سير العملية التدريسية، كما دعا إلى أن يأخذ المثقفون والأكاديميون دورهم في عملية التثقيف وبناء نموذج سلوكي عراقي جديد وإحلال ثقافة السلام والبناء بدلا من ثقافة العنف والقضاء على المشاكل التي خلفها النظام السياسي في بنية الحياة العراقية. وأكد أن الحكومة عازمة على القضاء على كل المظاهر التي تعيق بناء دولة القانون.  أستاذ جامعي في احدى جامعات العاصمة بغداد، اكد لـ«الشرق الاوسط» انه يشد على يد المالكي لتخليصهم من «سطوة طلبة تمكنوا من تشكيل تجمعات نافذة داخل الحرم الجامعي ويتكلمون باسم جهات خارجية وبشكل أفقدنا السيطرة على طلبتنا». وقال الاستاذ، الذي فضل عدم ذكر اسمه خوفا مما قد يحدث له «أنا أخاف فعلا من التصريح باسمي لأنه وكما يعلم الجميع فان الوقت الحالي هو وقت امتحانات، حيث وجد أحد الأساتذة المراقبين غشا بيد أحد الطلبة وقام بأخذ الورقة من يده وطلب منه الخروج فرد عليه الطالب لن أخرج فهذا الامر ليس من شأنك، وسأقوم بفصلك من الجامعة وليشهد علي الجميع، تصوروا طالبا يهدد أستاذا بالفصل، لقد أصبحت طبيعة علاقة الأستاذ بالطالب عكسية، وفعلا هو قادر على فصله او نقله لأنه مسنود من قبل جهات جعلته يضرب بسيفها كما يقال».

وبين الاستاذ الجامعي ان «صفوفنا التدريسية اصبحت عبارة عن منابر للحوارات السياسية والطائفية، وتعنصرت هذه الشعبة للمجموعة الفلانية والأخرى لتلك وتجاوزات على الاساتذة لا حصر لها وفي كل يوم». وأضاف «الشعارات الحزبية والدينية موجودة وعند دخولك لأية جامعة ستجد صورا لا نريد تشخيصها، لكن الأمر موجود فتجد مختلف الشعارات على الجدران وتخشى أي جهة رفعها تحسبا لوقوع مشاكل او ردة فعل لا يستهان بها من الجهة الاخرى، وهنا يجب ان تؤمن الجامعات كما تم تأمين مدن العراق، ولا أريد ذكر هذه الجملة لكننا فعلا نحتاج كجامعات الى اعادة السيطرة والهيبة لها، لكني لا أريد ان أعمم الأمر فربما هناك جامعات تمكنت من خلال اسناد القانون لها ان تفرض قانونها كجامعة ووزارة تعليم».

الطالبة الجامعية «طيبة» تقول «كنا في السنوات السابقة نعيش حالة لا توصف؛ فكانت الجامعة عبارة عن تشكيلات دينية وسياسية ووصل الامر وكما تم الاعلان عنه الى التصفيات الجسدية.. وللأسف نرى بقايا هذه الصورة مستمرة حتى الآن ونطالب الدولة بإنهائها لأننا طلبة واجبنا الدوام والنجاح فقط ولا علاقة لنا بالسياسة والتحزب الديني وغيرها، ومن الممكن ان ينضم طالب او طالبة لمنظمة أو حزب او فئة لكن دعوها خارج الجامعة، وتوسيع قاعدة هذه الجهات لا تتم عبرنا كطلبة».