«سرايا القدس» لـ«الشرق الأوسط» : سنرد على تصفية أبو غالي من غزة والضفة وبكل الوسائل

«الجهاد» تعتبر التهدئة في مهب الريح.. وتطالب الفصائل بتوضيح موقفها من عملية اغتيال أبرز قادتها في شمال الضفة

TT

في اليوم السادس لاتفاق التهدئة في قطاع غزة ساري المفعول منذ يوم الخميس الماضي، قتل الجيش الاسرائيلي، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، احد ابرز قادة سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، وطالباً كان برفقته ينتمي لحركة حماس. وأثارت عملية الاغتيال شكوكاً كبيرة حول فرص استمرار التهدئة، بعد ان هددت حركة الجهاد بالرد على جريمة الاغتيال من غزة والضفة وبكل السبل المتاحة بما فيها الصواريخ. وبينما ابدت حماس التزامها باتفاق التهدئة، طالبت الجهاد، الفصائلَ التي التزمت التهدئة باتخاذ موقف موحد كذلك، وتوضيح موقفها بشأن عملية الاغتيال. وأعلنت الجبهة الشعبية انها ستراجع موقفها بشأن التهدئة، ولن تسمح باستفراد الاحتلال بالضفة. واعتبرت الجهاد الاسلامي ان «التهدئة اصبحت في مهب الريح»، متوعدة بالرد العنيف على اغتيال قائدها في مدينة جنين طارق ابو غالي. واكد ابو حمزة الناطق باسم سرايا القدس، لـ«الشرق الاوسط» «أن الجريمة لن تمر بدون عقاب، والسرايا سترد بمستوى هذه الجريمة». وذكر ان السرايا سترد من غزة والضفة. واضاف «مقابل دمه يجب ان تراق دماء كثيرة». ورداً على سؤالٍ حول ما إذا كانت الجهاد ستعاود إطلاق الصواريخ، قال «طبعاً.. كل الاحتمالات مفتوحة، ونحن سندرس ردا بمستوى الجريمة».

وكان الجيش الاسرائيلي قد اغتال ابو غالي الذي تعرض لـ5 محاولات سابقة، ووصفته الجهاد بأنه احد اهم قادتها في شمال الضفة، وكذلك الطالب اياد خنفر، الذي، كان برفقة ابو غالي في شقته، ويدرس الآداب في جامعة النجاح بالمدينة. وقال المتحدث باسم الجيش ان ابو غالي كان يوجه «فرقا ارهابية» في شمال الضفة، وانه شارك في صنع قنابل.

واتهمت مصادر طبية في نابلس، الجيش الاسرائيلي، بإعدام ابو غالي ورفيقه. وقالت المصادر ان الجيش غافلهما باقتحام شقتهما واطلاق النار عليهما، رغم أن أحدهما كان مختبئا تحت السرير. وقررت جامعة النجاح تعليق الدوام امس، حداداً على خنفر.

وألقت العملية الاسرائيلية بشكوك كبيرة حول قدرة التهدئة على الصمود، وقالت سرايا القدس إنها تهدئة هشة وشفوية والعدو ليس معنياً بها. واعتبر ابو حمزة ان من غير العدل تحميل الجهاد الاسلامي الآن مسؤولية تخريب التهدئة. وبحسب بيان للجهاد «لن يتحقق للعدو الإسرائيلي ما يسعى اليه من محاولة القضاء على المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها أبناء الجهاد وسرايا القدس، الذين لن يتوانوا عن خط المقاومة لحظة واحدة، ولن يتراجعوا عن هذا النهج مهما كلفهم ذلك من تضحيات». وطالبت الجهاد الفصائل المقاومة التي وافقت على التهدئة، باتخاذ موقفٍ موحدٍ وواضحٍ إزاء عملية التصفية في نابلس. اما حركة حماس، فقالت في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنه «إن هذه الجريمة تؤكد أن المشكلة ليست في المقاومة، وإنما في الاحتلال الإسرائيلي الذي يصر على الاستمرار في العدوان». واكد سامي ابو زهري الناطق باسمها «استمرار التزام حماس بالتهدئة»، داعياً «الأطراف المعنية للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه في الضفة». واضاف ابو زهري «أن صمودَ واستمرارَ اتفاق التهدئة رهنٌ بوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني»، مؤكدا على دور قوى المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية في الرد على هذه الجرائم.