تظاهرة للمطالبة بقناة تلفزيونية أمازيغية في المغرب

السلطات أجلت المشروع لنقص الكوادر وعدم الاتفاق على لغة موحدة

TT

منعت قوات الأمن مساء أول من امس، تظاهرة احتجاجية أمام مقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون في الرباط، دعا إليها للمرة الاولى، عدد من التنظيمات الامازيغية، وقامت بتفريق المتظاهرين الذين جاؤوا للمطالبة بتعزيز مكانة الامازيغية في المشهد الاعلامي المغربي، والتعجيل بإنشاء القناة التلفزيونية الامازيغية. وقال بيان صادر عن التنظيمات الامازيغية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن التظاهرة جاءت «احتجاجا على استمرار سياسة التمييز والإقصاء الممنهجين اللذين تنتهجهما الحكومة والسلطات العمومية تجاه الأمازيغية في مختلف القطاعات الحيوية، إضافة إلى سياسة المماطلة والتسويف في عدد من الملفات المتعلقة بتقوية وتعزيز مكانة الأمازيغية في الحياة العامة، ومنها ملف الإعلام والاتصال المرئي والمسموع»، حيث ما زال المسؤولون، حسب البيان، «يصرون على عدم الوفاء بالتزاماتهم في برامج القنوات التلفزيونية الموجودة».

واعتبر البيان ان هذه التظاهرة هي بداية لمسلسل من الاحتجاجات أمام الهيئات الوصية، والتي لها علاقة بإنصاف وتقوية الأمازيغية في الحياة العامة. وقالت امينة بن الشيخ، عضو لجنة الدفاع عن الامازيغية في التلفزيون، ومديرة جريدة «العالم الامازيغي» لـ «الشرق الاوسط» إن التماطل في اطلاق القناة التلفزيونية الأمازيغية لم يعد مبرراً، لان القناة المذكورة رصدت لها موازنة من طرف وزارة المالية، كما أن التلفزيون المغربي توصل بعدد من الحلقات النموذجية للبرامج، ومسلسلات درامية، وهو ما يؤهلها للانطلاق، إلا أن المسؤولين يماطلون بحجة غياب الجودة في هذه البرامج، ونقص الكوادر الصحافية، وعدم الاتفاق على لغة أمازيغية موحدة، وهي مبررات مردودة، في رأيها، فعامل الجودة غير متوفر حتى في الإنتاجات الوطنية، كما أن الحديث عن لغة أمازيغية موحدة أمر غير معقول، لأن برامج القناة ستكون ناطقة باللغة اليومية التي يتواصل بها الأمازيغ وهي «تاريفيت» و«تاشلحيت» و«تامازيغت».

يذكر أن وزارة الاتصال (الاعلام) المغربية كانت قد أعلنت ان القناة الامازيغية سترى النور خلال 2007، ثم حددت موعدا جديدا هو 14 يناير (كانون الاول) الماضي، الا ان مجموعة من العراقيل ظهرت وحالت دون إطلاقها، حيث اكد فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون وشركة «صورياد» القناة الثانية، ان موازنة 160 مليون درهم المرصودة للقناة غير كافية لإطلاق قناة بمواصفات مهنية، الى جانب عدم توفر الكوادر الصحافية، قبل أن يعلن خالد الناصري، وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، أخيراً أمام البرلمان أنه لكي تخرج القناة التلفزيونية الأمازيغية إلى حيز الوجود يجب أن يقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لغة أمازيغية موحدة تستعملها القناة، أي الامازيغية التي تدرس حاليا في المدارس، الأمر الذي يعارضه الامازيغ.