مقتل 15 مسلحا وشرطية أفغانية.. وكابل تتهم جهاز استخبارات أجنبيا بمحاولة اغتيال كرزاي

برلين تنوي تعزيز قواتها في أفغانستان بألف جندي

عناصر في الامن الافغاني ينظرون الى سيارة دمرت بالكامل تعود الى عناصر من طالبان (رويترز)
TT

أسفرت غارة شنتها طائرات الحلف الاطلسي في افغانستان، امس، عن مقتل 15 ناشطا بعد هجوم للمتمردين على مبنى حكومي، بحسب مسؤولين، فيما قتلت شرطية أفغانية في أول حادثة من هذا النوع.

وارتفعت بالتالي حصيلة أعمال العنف في هذا الشهر الاكثر دموية منذ اطلاق حركة طالبان الاسلامية المتشددة تمردها بعد ان اطاح بسلطتها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة عام 2001.

وبين القتلى في الغارة التي شنتها قوة المساعدة على إحلال الأمن (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي في ولاية باكتيا الغربية، قرب الحدود مع باكستان التي يشوبها التوتر، ناشطون أجانب، بحسب مسؤولين.

وقال الناطق باسم الحكومة المحلية روح الله سامون إن الناشطين فتحوا النار على مبنى حكومي في منطقة سيد كرم، قبل صدهم إثر معركة بالأسلحة الخفيفة أدت الى اضرار طفيفة في المبنى. وقال سامون لوكالة الصحافة الفرنسية «بعد ذلك قامت مروحيات الحلف الاطلسي بقصف الناشطين وقتلت 14 منهم على الفور. وأوقفت الشرطة أربعة من جرحاهم، لكن احد الجرحى قضى في المستشفى».

وقال ان الناشطين الجرحى من الكويت والسعودية وتركيا. وأضاف «قال الارهابيون الموقوفون للشرطة ان اكثرية عناصر طالبان الـ15 الذين قتلوا باكستانيو الجنسية، وبعضهم من دول عربية». وصرح المكتب الاعلامي للحلف الاطلسي في شرق افغانستان، ان طائرة بلا طيار تعرفت الى اكثر من 12 ناشطا بعد اشتباكهم مع الشرطة، وان الدعم الجوي السريع قتل عدة متمردين. ووقع الهجوم بعد يوم على إعلان التحالف بقيادة أميركية عن مقتل 55 ناشطا نصبوا كمينا لدورية في شرق افغانستان، وذلك في غارات جوية واشتباكات.

من جهة أخرى، قتل مسلحان على دراجة نارية الشرطية بيبي نور (26 عاما) اثناء عودتها الى منزلها مساء في منطقة غزارة في ولاية هرات. وصرح الناطق باسم الشرطة في غرب البلاد عبد الرؤوف أحمدي، أن «بيبي نور هي الشرطية الاولى التي يغتالها اعداء افغانستان»؛ في اشارة الى طالبان. وأضاف ان دورية من الشرطة في المكان أوقفت القاتلين وهما يخضعان للاستجواب.

ولم تعلن أية جهة عن مسؤوليتها عن الهجوم، لكن طالبان منعت عمل النساء او تعليمهن ابان حكمها الذي استمر ستة أعوام، ومنعتهن من مغادرة المنازل بلا قريب ذكر. وتوظف الشرطة حوالي 100 امرأة في غرب أفغانستان، أغلبهن يعملن في الاجهزة الادارية والجنائية، بحسب الناطق.

من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الافغانية خلال مؤتمر صحافي ان «جهاز استخبارات اجنبيا» متورط في الاعتداء الذي استهدف الرئيس حميد كرزاي في السابع والعشرين من ابريل في كابل. وأسفر هذا الاعتداء الذي حصل عبر هجوم بالصواريخ والأسلحة الرشاشة خلال عرض عسكري في كابل عن مقتل ثلاثة أفغان أحدهم نائب، كما قتل خلاله ثلاثة من المهاجمين.

وتبنت الاعتداء يومها وبشكل منفصل كل من حركة طالبان وجماعة رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار، أمير الحرب السابق المطلوب من الولايات المتحدة بتهمة الارهاب.

وقال همايون حميد زاده المتحدث باسم الرئاسة الافغانية، ان «الادلة المجمعة خلال التحقيق تظهر بصمة أحد أجهزة الاستخبارات الاجنبية الذي نعتقد انه يقف خلف الاعتداء». وأضاف «لا يمكننا تقديم اي تفصيل اضافي طالما ان التحقيق مستمر»، رافضا الافصاح عن اسم جهاز الاستخبارات او البلد الذي ينتمي اليه.

وسبق لمسؤولين أفغان وفي مقدمتهم الرئيس كرزاي أن اتهموا جهاز الاستخبارات الباكستاني الرئيسي «اي اس أي» بدعم المتمردين الاسلاميين في افغانستان. وأوقفت السلطات الافغانية عددا من الاشخاص لدورهم المفترض في هذا الاعتداء ومن بينهم موظفان أحدهما خبير أسلحة. وفي برلين، أعلن وزير الدفاع الألماني فرانس يوزف يونغ أن ألمانيا تنوي تعزيز قواتها العسكرية المنتشرة في افغانستان بألف رجل، حيث يصل عددها حاليا الى 3500 جندي، لكنه اشار الى انها ستبقى في الشمال.

وأوضح يونغ في مؤتمر صحافي أن هذا الإجراء سيسمح بتكثيف المساعدة على إعادة إعمار أفغانستان، وسيساهم في «زيادة مرونة» الجيش الألماني.

ويثير تفاقم انعدام الأمان والهجمات والمهمات الجديدة في الشمال المخاوف في ألمانيا من إضعاف جنود الجيش الألماني.

وسبق ان وافقت ألمانيا في إطار المهمة الدولية للمساعدة على احلال الامن (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي على تأمين عناصر قوة التدخل السريع المنتشرة في الشمال، لاستبدال سرية نرويجية. وأوضح يونغ أنه بالرغم من إمكانية نشر عدد اضافي من الجنود، لن تتغير مجالات كفاءة الجيش الألماني في شمال البلاد. وهي تشارك بشكل أساسي في ضمان الأمن وإعادة الإعمار. وتقاوم ألمانيا التي يتمركز بعض جنودها في كابول، الضغوط المتواصلة من حلفائها في الحلف الأطلسي كي تنشر بشكل دائم تعزيزات في جنوب افغانستان، حيث المعارك ضد طالبان أكثر دموية منها في الشمال. وأعلنت برلين انها تنوي المساعدة بموجب كل حالة وحدها.

من جانب آخر، بدأت باكستان والهند اجتماعا في العاصمة الباكستانية اسلام اباد، لبحث سبل مكافحة الارهاب، وسط شكوك متبادلة في التورط في حركات انفصالية على الحدود.

وعلى الرغم من أن هذا الاجتماع، الذي يستمر يوما واحدا، كان من المفترض أن يحدث كل ثلاثة اشهر، الا ان اجتماع اليوم، هو ثالث اجتماع حول آلية مكافحة الارهاب، منذ ان اتفق زعماء الهند وباكستان على تشكيل هذه الآلية في سبتمبر (أيلول) عام 2006.