بولتون: إسرائيل قد تضرب إيران في الفترة بين نوفمبر ويناير

الخارجية الأميركية: ندرك خطر البرنامج الإيراني ونفضل الحل الدبلوماسي

TT

بعد الكشف عن مناورات عسكرية اسرائيلية جرت اخيراً وتهدف الى الاستعداد لهجمات عسكرية محتملة ضد ايران، تزداد التكهنات حول امكانية قيام اسرائيل بضربة «جراحية» تستهدف منشآت البرنامج الايراني النووي لتدميره، او على الاقل تعيده بضع سنوات الى الوراء. وعلى الرغم من ان الحكومة الاسرائيلية ترفض التعليق مباشرة على هذا الاحتمال، فقد صرح وزير النقل الاسرائيلي شاؤول موفاز اخيراً بأن بلاده قد تستخدم القوة لوقف البرنامج النووي الايراني. وربط الممثل الاميركي السابق لدى الامم المتحدة جون بولتون بين احتمال ضربة اسرائيلية لايران بين موعد الانتخابات الاميركية، قائلاً في مقابلة مع صحيفة «ذا ديلي تلغراف» البريطانية نشرت اول من أمس ان اسرائيل قد تضرب ايران بعد انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) ولكن قبل تنصيب الرئيس الاميركي الجديد في يناير (كانون الثاني) المقبل.

وتعتبر فترة الشهرين فرصة لاسرائيل لتقوم بهذه العملية العسكرية المحتملة مع دعم الرئيس الاميركي جورج بوش من دون ان تؤثر على نتائج الانتخابات الاميركية. وقد تضر مثل هذه الضربة المرشح الجمهوري جون ماكين اذا حدثت قبل الانتخابات لأنه من المتشددين تجاه ايران وقد تؤدي لردة فعل شعبية ضده، بينما عبر المرشح الديمقراطي باراك اوباما عن رغبته في التوصل الى حل دبلوماسي مع ايران.

وقال بولتون في مقابلته الصحافية: «الاسرائيليون يراقبون الروزنامة بسبب الوتيرة التي يسير عليها الايرانيون لتطوير قدرتهم على تطوير الاسلحة النووية»، مضيفاً: «انهم ايضاً ينظرون الى الروزنامة الاميركية الانتخابية، فهم لن يرغبوا بالقيام بأي شيء قبل انتخاباتنا لأن لا أحد يعرف تأثير مثل هذه الهجمة عليها». ويمتنع المسؤولون الاميركيون عن الحديث مباشرة عن احتمال قيام اسرائيل بمثل هذه الهجمة المسلحة، طالبين من الاعلاميين الحديث مع الاسرائيليين عن قراراتهم. وتفيد مصادر اميركية مطلعة بان هناك بعض الاوساط الاسرائيلية الغاضبة من امتناع الولايات المتحدة عن اتخاذ خطوات عسكرية لمنع ايران من تطوير قنبلة نووية، مما يدفع مسؤولين اسرائيليين للتصريح عن احتمال قيام اسرائيل بنفسها بهذه المهمة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية لمنطقة الشرق الاوسط مايكل بلتيير: «كلنا نعلم مدى مخاطر الطموح النووي الايراني ونحن واضحون ازاء تصوراتنا حول هذا الخطر». واضاف بلتيير لـ«الشرق الاوسط»: «موقفنا لم يتغير، وهو اننا نركز على التوصل الى حل سلمي دبلوماسي لكننا نقول دائماً بأن لدى الرئيس كل الخيارات في التعامل مع هذا الملف». وعلى الرغم من ان بولتون لا يمثل الادارة الاميركية، الا انه من الصقور النافذين في واشنطن ولديه علاقات مع مسؤولين اميركيين واسرائيليين. وقال جاك كارفيلي، وهو مسؤول سابق في ادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عمل على الملف الايراني في مجلس الامن القومي، ان «بولتون قد يوصل رسالة من اسرائيل الى العالم بأنها تفكر جدياً بهذا الخيار». وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الاوسط»: «التوقيت بين الكشف عن المناورات الاسرائيلية وتصريحات بولتون وغيره ليست فقط صدفة». وتابع كارفيلي، وهو على علاقة ببولتون، ان «بولتون قريب جداً من اسرائيل وعلى دراية بما يفكر فيه القادة الاسرائيليون فيمكن انه يوصل رسالة الى واشنطن والعالم الخارجي بأن اسرائيل تفكر بذلك». وبعد اجراء مقابلة مع «ديلي تلغراف»، ظهر بولتون على قناة «فوكس نيوز» الاميركية ليكرر تصريحات مماثلة. وقال بولتون للقناة اليمينية: «كان الاسرائيليون يعولون لبعض الوقت على امكانية استخدام الولايات المتحدة القوة العسكرية، ولكن لا اتوقع ان تقوم ادارة بوش بذلك مما يعني ان على الاسرائيليين التعامل مع هذه القضية». وأضاف: «مع 8 سنوات من العلاقات الجيدة مع الادارة الاميركية، يدفعهم ذلك باتجاه القيام بعمل ما قبل نهاية ولاية هذه الادارة». وتابع بولتون ان المحاولات الدبلوماسية لمنع ايران من تطوير اسلحة نووية فشلت، قائلاًً: «لدينا خياران، تغيير النظام أو القوة العسكرية». وتأتي تصريحات بولتون بعد أيام من نشر مجلة «دير شبيغل» الالمانية تقريراً مفصلاً عن دراسة وزراء اسرائيليين خططاً لضربة عسكرية ضد ايران. وبناءً على مقابلات مع مسؤولين اسرائيليين، قالت الصحيفة ان «الحكومة الاسرائيلية لا تؤمن بعد بأن العقوبات تستطيع ان تمنع ايران من الحصول على اسلحة نووية»، مضيفة: «بدأ ينمو اجماع واسع يفضل هجمة عسكرية على منشآت طهران النووية ـ ومن دون الاميركيين اذا كان ذلك ضرورياً». ولكن كارفيلي اشار الى ان «هناك تفكيراً اسرائيلياً بالحديث عن هذا الاحتمال لجعل العالم يتقبل الفكرة ولكنهم يحتاجون الى دعم الاميركيين، على الاقل الدعم الجوي والمساندة العلنية». واضاف: «الادارة المقبلة ستتخذ موقفاً مختلفاً من الادارة الحالية، بغض النظر اذا كانت برئاسة اوباما أو ماكين، فلن يريد أي رئيس ان تكون هذه العملية في اشهره الاولى في البيت الابيض، مما يدفع البعض الى النظر الى الفترة الزمنية بين الانتخابات والتنصيب».