حماس تعتبر قرار إسرائيل بإغلاق المعابر مناقضاً للتهدئة وتطالب الفصائل بالتنسيق

«الجهاد» لا تعتبر إطلاق الصواريخ على سديروت تحللا من الاتفاق

TT

يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة خيبة أمل كبيرة عقب قرار وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إغلاق المعابر التجارية بين اسرائيل وقطاع غزة لأجل غير محدود بعد إطلاق سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، اول من امس صواريخ على بلدة سديروت، جنوب غرب اسرائيل واصابة اثنين، رداً على اغتيال اثنين من نشطائها في نابلس.

ونقل عن شهود عيان القول إن عشرات الشاحنات التي أخذت طريقها منذ ساعات الفجر الأولى نحو معبر صوفا التجاري جنوب شرقي القطاع، ومعبر ناحل عوز المخصص للوقود، عادت ادراجها. واعتبرت حركة حماس ان قرار باراك بإغلاق المعابر التجارية، واطلاق جنوده النار صباح امس على مزارع فلسطيني شرق خان يونس، يمثل انتهاكاً لتفاهمات التهدئة. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، قال فوزي برهوم، الناطق بلسان الحركة، إن إغلاق معابر القطاع يمثل «انتهاكاً إسرائيلياً لاتفاق التهدئة، ويدلل على سوء النوايا الاسرائيلية». وحث برهوم جميع الأطراف ذات العلاقة للتدخل لدى اسرائيل واجبارها على وقف اختراقاتها للتهدئة من اجل منح الفرصة لاحترام الاتفاق الذي تم التوصل اليه برعاية مصرية. ودعا برهوم، الحكومة المصرية، للتدخل لدى اسرائيل واقناعها بتنفيذ ما التزمت به في اتفاق التهدئة، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة أن تنسق جميع الفصائل الفلسطينية مواقفها وردود فعلها بشكل لا يمكن إسرائيل من استغلال أي سلوك فلسطيني لتسويغ عدوانها ومواصلة حصارها المفروض على القطاع. من ناحيته، اعتبر داود شهاب الناطق بلسان حركة الجهاد الاسلامي أن اطلاق الصواريخ اول من امس على مدينة سديروت يمثل «رسالة استثنائية وعاجلة على جريمة نابلس»، مشدداً على أن هذه العملية لا تعني بحال من الأحوال تحلل حركته من التهدئة. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، قال شهاب إن الفصائل الفلسطينية ستعقد قريباً سلسلة من المشاورات في ما بينها لبلورة موقفٍ موحدٍ من الخروقات الاسرائيلية المستقبلية». الى ذلك، دعت «ألوية الناصر صلاح الدين» ـ الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية الفصائل الاخرى إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة للرد على أي خرق إسرائيلي ودراسة كافة الخيارات القادمة. واكد ابو عبير القيادي في الألوية، أن التهدئة خيار وطني أجمعت عليه الفصائل، وأن أيَّّ خرقٍ إسرائيلي أو مجزرة على أي أرض فلسطينية لا بد أن يقابل برد تجمع عليه كافة الفصائل». وفي بيان صادر عنه، حذر ابو عبير من «أن أي تلاعب إسرائيلي في اتفاق التهدئة من شأنه تأخير رفع الحصار سيقابل بموقف فلسطيني موحد»، مؤكداً أن كل الخيارات مفتوحة.

وتعهد خليل الحية، القيادي البارز في حماس بـ«ألا تتحول حركته إلى شرطي يؤمن حدود الاحتلال الذي يحاول أن يخرب حياتنا الفلسطينية»، وقال: «لن يفرح أحد بأن يرى حماس تحمل البندقية في وجه مقاوم». وفي كلمة القاها، الليلة قبل الماضية، في تجمع بمعسكر جباليا، قال الحية ان حركته قبلت على مضضٍ ابقاء الضفة الغربية خارج نطاق التهدئة من اجل وضع حد لمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يعيشون تحت وطأة الحصار، لكنها لن توافق على أن تفرض تطبيق التهدئة في غزة بقوة النار؛ حتى ولو كان هناك خرق من قبل فصائل المقاومة، مؤكداً أن التهدئة ستنفذ بالتوافق الوطني وبالرعاية المصرية.