أولمرت ينجح في تجاوز أزمته الائتلافية ويتهم المعارضة بمحاربته برفضها للسلام

بعد 30 ساعة من المفاوضات الماراثونية

اولمرت والى جانبه وزيرة خارجيته ليفني اثناء جلسة الكنيست امس (ا ف ب)
TT

في مفاوضات ماراثونية استمرت من ليل الاثنين وحتى صباح امس، تمكن رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، من تجاوز أزمته الائتلافية الجديدة، والانتقال من الدفاع الى الهجوم. فراح يتهم حزب الليكود اليميني وكل القوى التي تسعى للاطاحة به، أنها رافضة لادخال اسرائيل الى عالم السلام ودفعها الى حرب أبدية مع الجيران العرب.

وتمكن أولمرت من تسوية الأزمة الائتلافية، بعد أن اتفق رجاله مع حزب العمل على الامتناع عن التصويت على مشروع قانون لحل الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) وتبكير موعد الانتخابات، مقابل وعد من أولمرت بإجراء انتخابات تمهيدية داخلية لرئاسة حزب «كديما» الذي يتزعمه في أواسط سبتمبر (أيلول) المقبل. وعندما أعلن الاتفاق، اضطر الليكود المعارض الى سحب مشروعه. وهكذا عبر أولمرت الأزمة مرة أخرى، وسط اعجاب رفاقه في الحزب وغضب عارم في المعارضة.

ومع ان الوزير شالوم سمحون، المقرب من رئيس حزب العمل، وزير الدفاع ايهود باراك، قال انه خرج بالانطباع ان أولمرت لن يرشح نفسه ثانية لرئاسة حزب «كديما» في الانتخابات المقررة في سبتمبر، إلا ان المقربين من أولمرت قالوا ان هذه تخمينات بعيدة عن الواقع وانه لا يوجد هناك ما يمنع أولمرت من الترشح ومن ثم الفوز والاستمرار في الحكم. وكان رجالات الطرفين قد أمضوا حوالي ثلاثين ساعة متواصلة في المحادثات لتسوية الأزمة بين الحزبين الاساسيين في الائتلاف الحكومي. فقد كان حزب العمل يصر على ان من حقه أن يصوت في الكنيست على مشروع القانون الذي يطرحه حزب الليكود اليميني المعارض لحل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات العامة الى أحد الشهور الثلاثة الأخيرة من هذه السنة. وان السبيل الوحيد لثنيه عن ذلك هو في اعلان حزب «كديما» عن موعد دقيق لاجراء انتخابات داخلية يستبدل فيها أولمرت بقائد آخر، لأنه ـ أي أولمرت ـ لا يستطيع ادارة شؤون البلاد وهو يخضع لتحقيقات بوليسية في قضايا الفساد.

وأما أولمرت فقد رفض الرضوخ لحزب العمل وقال انه حال تصويت وزرائه على مشروع القانون، سيفصل كل وزير يصوت لصالح مشروع القرار، باعتبار ان من يصوت ضد الحكومة لا يستطيع البقاء فيها. وقال أولمرت انه لا يخاف من الانتخابات وان حزب العمل هو الذي سيخسر منها. ولذلك فلا بد من أن يتراجع ويتسبب في إسقاط مشروع الليكود. وانه، أي أولمرت، لا يقبل بأقل من ذلك.

وبعد عشرات الجولات وتدخل عشرات الشخصيات المقربة من الطرفين، توصل الطرفان في الصباح الى الاتفاق التالي: حزب العمل يصوت ضد مشروع الليكود تقديم موعد الانتخابات وحل الكنيست.

حزب «كديما» يعلن في موعد أقصاه منتصف يوليو (تموز) المقبل عن موعد لانتخابات داخلية على رئاسة الحزب، على أن لا يتعدى الموعد 25 سبتمبر (أيلول) المقبل.

وبناء على ذلك، انتهت الأزمة بين الحزبين وتجاوز أولمرت عقبة أخرى في طريقه السياسي. وبدا، يوم أمس، مرتاحا للغاية عندما وقف على منصة الكنيست يرد على اقتراح للمعارضة بشأن فشل حكومته. وراح يهاجم الليكود وقوى المعارضة الأخرى من اليمين قائلا: «من حقكم كمعارضة ان تهاجموا الحكومة وتسعون لتغييرها وتفعلوا ذلك بروح قتالية. ولكن من حق الجمهور عليكم ان تقولوا له ما الذي تنوون فعله بشكل مختلف عن هذه الحكومة أو بشكل أفضل من هذه الحكومة. والحقيقة انكم لا تقولون شيئا في هذا، وليس صدفة. انكم تعرفون ان حكومتي هي حكومة سلام تسعى بكل قوتها لتحقيق السلام. والحقيقة انكم تخافون من السلام ومعادون للسلام. هذه هي الحقيقة. فلا تتستروا وراء شيء آخر».