خطة إسرائيلية لبناء 10 آلاف وحدة سكنية للعرب في القدس الشرقية

الفلسطينيون: نخشى أن يكون هذا طعماً لإسكاتنا عن البناء للاستيطان اليهودي

TT

أثار قرار لجنة البناء والتنظيم في بلدية القدس الغربية، وضع مخطط لبناء 10 آلاف وحدة سكنية جديدة للعرب في القدس الشرقية المحتلة، شكوكا لدى المواطنين الفلسطينيين هناك. وأعربوا عن خشيتهم من أن يكون هذا القرار طعماً يهدف الى اسكاتهم عن مخطط آخر لبناء 30 ألف وحدة سكن للاستيطان اليهودي في المدينة.

وكانت لجنة التنظيم المذكورة قد أقرت في جلستها، الليلة قبل الماضية، رصد ميزانية تقدر بحوالي 3.5 مليون دولار، لإعداد مخططات هندسية وأعمال حفر وتمهيد وبنى تحتية في ثمانية أحياء عربية في القدس الشرقية المحتلة. وهذه الأحياء هي: شعفاط وبيت حانينا ودير العامود والمنطار وبيت صفافا والعيسوية والطور والعدسة. وقال الناطق بلسان البلدية، ان هذا القرار جاء في اطار سياسة رئيس البلدية، أوري ليوبلانسكي، الرامية الى تحسين أوضاع السكان الفلسطينيين للمدينة وحل مشكلة الضائقة السكنية لعموم السكان وللأزواج منهم بشكل خاص. وأكد ان هذا المخطط هو جزء من المخطط العام الذي أعلنه رئيس البلدية لبناء 40 ألف وحدة سكنية لحل ضائقة السكن في المدينة، «والتي لم تكتب الصحافة عنها بشكل أمين بل راحت تتحدث عن خطة استيطان يهودي وتجاهلت ان ربع المشروع خصص للمواطنين العرب». ولكن الفلسطينيين في المدينة المقدسة ينظرون الى المشروع من منظار آخر. وكما قال محمد عبد ربه، سكرتير اللجنة الشعبية ضد التهويد، فإن بلدية القدس الغربية تخطط من دون الرجوع الى السكان ولا الى السلطة الفلسطينية التي تعتبر القيادة الوطنية لسكان القدس حتى حسب اتفاقات أوسلو، وهذا يؤكد شكوك السكان الفلسطينيين ويزيدها. وأضاف: «نحن لا نعترض على مشاريع كهذه في القدس الشرقية بالطبع، فإسرائيل نهبت وطننا وخيراتنا، وكل ما تستثمره في مدينتنا لصالح السكان العرب هو حق لنا ولا نتنازل عنه. ولكن الحديث عن 10 آلاف وحدة سكن للعرب من ضمن 40 ألف وحدة في المدينة، يجعلنا نشكك في النوايا الحقيقية للمشروع. ونخشى على أراضينا من بقية المشروع، فأين سيبنون 30 ألف وحدة سكن لليهود؟.. أليس على أراضينا؟».

من جهة ثانية، قررت لجنة المراقبة البرلمانية في اسرائيل إجراء تحقيق في ما سمته «الاستيطان العربي في القدس»، وتقصد بناء حوالي 90 وحدة سكن عربية بحي البستان في الجزء الشرقي من المدينة.

وحسب رئيس اللجنة، النائب زبولون أورليف، من حزب «المفدال» الاستيطاني، فإن حي البستان أعلن كمنطقة خضراء في زمن الاستعمار التركي على البلاد ثم في زمن الانتداب البريطاني ثم في زمن الحكم الأردني. وفي سنة 1992، بدأت حملة بناء فلسطيني في الحي، اعتبرها «تدميرا للجذور اليهودية التاريخية». وقال ان البلدية نجحت في حينه بهدم ثلاثة أبنية فيه، لكن الهدم توقف بعد أن أثار النواب العرب في الكنيست ضجة حوله. وادَّعَى أورليف أن لديه بحوثاً علمية من علماء الآثار تؤكد أن هذه الأرض هي الحديقة التي سميت «باب الجنة» في التراث اليهودي، لأن سيدنا سليمان الحكيم كان يتنزه فيها ويكتب حكمه الشهيرة فيها.. وكتب الملك داود أروع قصائده من وحي أشجارها وزهورها وأجوائها المميزة. وفيها آثار تمتد حتى 5000 سنة في الماضي. واعتبر أورليف بناء مساكن عربية في هذه الأرض بمثابة دوس على القوانين وتدمير للتراث اليهودي. وأمر بإجراء تحقيق حول هذا البناء، و«السعي لهدمه تماماً وإعادة القدسية اليهودية الى المكان».