«إدارة التوحش» يصف العالم بأنه يعيش مرحلة الفناء الحضاري ويدلل بقصة ضابط روسي حملت زوجته سفاحا في غيابه

TT

بمجرد أن تكتب هذا العنوان "إدارة التوحش" في موقع البحث الإلكتروني حتى تفاجأ بحجم انتشاره في المواقع الإلكترونية التي لا يرتبط بعضها بالفكر الأصولي، حيث بلغ عدد الروابط التي بث إليها البحث أكثر من 11 ألف رابط إلكتروني.

وعند تصفح البحث الذي قام بتأليفه شخص يدعى أبو بكر ناجي، يلاحظ أسلوب المغالطات والاستدلالات غير المنطقية سواء كانت مستنبطة من الشريعة أو من أقوال شخصيات إسلامية وغير إسلامية فسرت آراؤهم وفق فكر المؤلف الذي يرى أن البلدان الإسلامية هي أرض حرب ضد الغرب والحكومات فيها، ويصف العالم بأنه يعيش مرحلة "الفناء الحضاري"، أي يعيش مرحلة فساد وانحلال في كافة البلدان، مستشهدا بذلك الفناء بقصة ضابط روسي يعود إلى زوجته فيجدها حبلى أو أنجبت طفلا من شخص آخر، وبهذا المنوال يقدم رؤيته للعالم بأمثلة غريبة للغاية.

كما يعتبر أن فكرهم المستنسخ عن فكر تنظيم القاعدة هو الفكر المُجدد المعاصر للإسلام، وأنهم امتداد للحركات السلفية والإخوان في الوقت الحاضر، ويعرف إدارة التوحش بأنها الفوضى المتوحشة التي تعتمد على فريقين للقيام بتفاصيلها، أحدهم فريق يختص بالجانب النظري أو الفنون بحسب وصفه، وآخر يمثل القيادات التي تدير الصراع في مناطق إدارة التوحش كأفغانستان والعراق.

وينظر للدول العربية الإسلامية مثل السعودية واليمن والسودان والجزائر على أنها تدخل ضمن المناطق الواقعة تحت فكر "إدارة التوحش". وعلى هذا المنوال يواصل المدعو أبو ناجي تصنيف الناس إلى صنفين أحدهم مؤمن يساندهم، وصنف منافق أو كافر.

ويحتوى الكتاب على خمسة مباحث، يسبقها مبحث تمهيدي يتحدث عن النظام الذي يدير العالم منذ حقبة "سايكس بيكو. ويتحدث في المبحث الأول عن التعريف بإدارة التوحش وبيان السوابق التاريخية لها، بينما في المبحث الثاني عن طريق التمكين الذي يكشف حرصهم على تصيد كل الفرص الممكنة التي تساعد في توتير العلاقات بين بلدان العالم، وداخلها.

ويتحدث المبحث الثالث عن أهم القواعد والسياسات التي تتيسر بإتباعها خطة العمل وتتحقق أهداف حركتهم عبر مراحل، تبدأ بمرحلة سماها شوكة النكاية والإنهاك بصفة عامة، وكذلك وأهداف مرحلة إدارة التوحش بصفة خاصة. ويقسم أبو ناجي المبحث الثالث إلى عشرة فصول، الأول منها تحدث عن إتقان فن الإدارة، يليه فصلا عن من يقود ومن يدير ومن يعتمد القرارات الإدارية الأساسية، وفي الفصل الثالث يوضح اعتماد القواعد العسكرية المجربة، والرابع عن اعتماد الشدة، والخامس عن تحقيق الشوكة.

وفي الفصل السادس يتحدث عن فهم قواعد اللعبة السياسية للمخالفين والمجاورين والتحرك في مواجهتها والتعامل معها بسياسة شرعية، كما يتضمن نفس المبحث فصولا تتحدث عن استقطاب قواعد الالتحاق وإتقان الجانب الأمني وبث العيون واختراق الخصوم والمخالفين بجميع أصنافهم، والفصل العاشر خصصه للحديث عن إتقان التربية والتعلم أثناء الحركة على طريقة المسلمين في بداية التاريخ الهجري.

وبالعودة للمبحث الرابع، يواصل المدعو أبو ناجي الحديث تحدث عن أهم المشاكل والعوائق وسبل التعامل معها، ومشكلة تناقص العناصر المؤمنة ومشاكل نقص الكوادر الإدارية و الولاء القديم لعناصر الإدارة، إضافة إلى مشكلة الاختراق والجواسيس ومشكلة الانقلاب من أفراد أو مجموعات أو مناطق بأكملها تغير ولاءها من حيث كيف تفهمها والتعامل معها.

وفي لغة تحاول تحوير مفهوم الصبر عن الأذى إلى الصبر في المواجهة والقتال يأتي المبحث الخامس، الذي يطالب بضرورة الدعاء لمجموعته، والدعاء على الأعداء.

وعند قراءة ما تناوله البحث من آراء يتبين للقارئ مدى التصلب والتعنت في الرأي، وكذلك تغليب لغة التخوين والقصاص وتكفير كل من هو خارج دائرتهم.