اللواء التركي لـ«الشرق الأوسط»: الخلايا الخمس المعتقلة كانت على اتصال بقادة «القاعدة»

خلية الشرقية جندت من الخارج لاستهداف المنشآت النفطية والصناعية ورجال الأمن

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» اللواء منصور التركي المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، عن أن الخلية الإرهابية التي كانت تنوي استهداف المنشآت النفطية والأمنية في المنطقة الشرقية، وصلت مخططاتها لمراحل متقدمة، وهي التي استعانت بعناصر من العراق وأفغانستان والشمال الأفريقي لتنفيذ تلك الاعتداءات.

وأفاد التركي، بأن سلسلة الاعتقالات التي طالت كافة العناصر الإرهابية، التي أعلنت السعودية عنها أمس، والبالغة أعدادهم 701 معتقل، تمت من دون مقاومة تذكر.

وقال «لقد استطعنا أن نعتقلهم، قبل أن يقدموا على أعمال قد تجرنا إلى مواجهات مسلحة معهم». وعزا المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، خلو العمليات الأمنية التي أدت إلى اعتقال المئات من عناصر تنظيم «القاعدة» داخل بلاده من أي مواجهات، لسببين؛ أولهما «المهنية التي تعاملت بها أجهزة الأمن مع هؤلاء»، وثانيهما «تمكن رجال الأمن من الوصول إلى العناصر الإرهابية قبل مرحلة الجاهزية التي تسبق التنفيذ مباشرة». وأكد اللواء التركي، على تصميم بلاده في مكافحة الإرهاب، والذي قال إنه «عمل لم يتوقف منذ أحداث مايو (آيار) 2003، وحتى صدور بيان اليوم (أمس)»، في الوقت الذي أشار فيه إعلان الداخلية السعودية إلى وجود مجموعة تم القبض عليها على صلة مباشرة بالعناصر الذين اشتبك معهم الأمن السعودي قبل 5 سنوات، حيث كانوا يشكلون خلية دعم (مالية ولوجستية) للإرهابيين. ويقول منصور التركي إن تلك المجموعة كانت معروفة لدى الأجهزة الأمنية، وقد تم إطاحتها في سلسلة الاعتقالات التي جرت طيلة الـ6 أشهر الماضية.

وتحدث المسؤول الأمني، عن دور كبير قام به مجتمع بلاده «ساهم في إحباط مخططات الإرهابيين». وقال «إن كل العمل الأمني في الأصل ينطلق من معلومة. المواطنون كان لهم دور كبير في توفيرها بطبيعة الحال».

وأفاد المتحدث الرسمي إن الخلايا الخمس التي قبض عليها أخيراً كان لها تواصل مع زعماء تنظيم «القاعدة»، مضيفاً أن أعضاء التنظيم داخل السعودية وخارجه على تواصل مستمر، لإعادة إحياء العمليات الإرهابية داخل السعودية.

وكشف اللواء منصور التركي أن الخلية الخامسة التي جند أفرادها من خارج السعودية التي تم القبض على أفرادها في المنطقة الشرقية ضمن 520 فردا الذين كشفت سلطات الأمن السعودي أمس القبض عليهم، كانت تستهدف منشآت نفطية وصناعية بارزة في المنطقة الشرقية، وبين أن الخلية كانت مهمتها استهداف المراكز الاقتصادية الحيوية للبلاد، وقال «إن أفراد هذه الخلية كانوا يخططون لاستهداف مرافق اقتصادية بارزة» وفيما لم يوضح اللواء التركي بالتحديد هذه المواقع، اشار الى أن معظم المواقع النفطية الحساسة كانت ضمن الخطط التي تستهدفها هذه الخلية. وقال المسؤول السعودي الأمني «إن التحقيقات كشفت أيضاً إلى أن ضمن مهام هذه الخلية، استهداف مواقع أمنية ورجال أمن داخل المنطقة الشرقية»، مؤكداً أن متزعمي الخلية استفادوا من تسهيلات الحج وزيارة الأماكن المقدسة، في عملية دخول أفراد الخلية إلى داخل البلاد، حيث كانت هذه الخلية تعمل على تجنيد أفرادها من خارج السعودية.

وأضاف اللواء التركي وقال «إن الخلايا التي تم القبض عليها، كانت مهمتها الأساسية إعادة إحياء النشاط الإرهابي داخل السعودية، مبيناً أن البحث الذي ضبط مع بعض أفراد هذه الخلايا «إدارة التوحش»، كان يعطي تصورا عن الحالة التي ستكون عليها البلاد بعد تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية وخلف نوع من الفوضى داخل البلاد. وأشار إلى أن الفترة الماضية التي تم فيها القضاء بشكل كامل على قدرات التنظيم التخريبية حيث لم يستطع هذا التنظيم تنفيذ أية عملية إرهابية داخل السعودية منذ مدة، جعلت هذه الخلايا تعمل على إعادة البنية الإرهابية داخل المجتمع السعودي، واستعادة النشاط الإرهابي وخلق وضع مضطرب، يساعدها في تنفيذ المخططات الخارجية التي تعمل على ضوئها.

ولم يكشف التركي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن نوعية الاسلحة التي تم ضبطها مع خلايا التنظيم، كما لم يكشف عن عدد السعوديين أو غير المواطنين في هذه العملية، وقال «إن الـ181 الذين تم إطلاق سراحهم لم يثبت عليهم أي دليل مادي أن لهم علاقات بتنظيم القاعدة»، مؤكداً على أن وزارة الداخلية قد تعيد القبض على أي فرد منهم إذا ما توفر لديها أدلة بأن لهم أنشطة إرهابية أو فكرية تتبنى منهج القاعدة داخل البلاد، وبين التركي أن ما تم الإعلان عنه من نجاحات أمنية، كان عبارة عن جهد أمني نفذ على مدى الأشهر الستة الماضية.