الداخلية: 520 معتقلا خططوا لمهاجمة منشآت نفطية وأمنية وترويج المنهج التكفيري عبر الإنترنت

خلية في ينبع تزوِّر كوبونات الأضاحي وأخرى بالشرقية يسيطر عليها أفارقة عثر على رسالة من الظواهري مع زعيمها

صورة من احدى المداهمات الأمنية والتي عثر خلالها على منشورات تروج لأدبيات «القاعدة» (تصوير: صادق الأحمد)
TT

أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس انها قبضت على ما مجموعه 520 شخصا من الفئة الضالة، في اشارة الى الجماعات الارهابية وذلك من بين 701 شخص اعتقلتهم منذ مطلع ديسمبر (كانون الاول) الماضي وافرجت عن 181 منهم لم يتضح حتى تاريخه ارتباطهم تنظيميا بتلك الجماعات.

وقال بيان لوزارة الداخلية، ان من بين اهداف المضبوطين العمل من خلال التخطيط والتجنيد والتجهيز على إعادة إحياء الأنشطة الإجرامية (الارهابية) في مناطق المملكة كافة وذلك في محاولة للوصول بالوضع الأمني الداخلي إلى مرحلة شبيهة بما هو عليه الحال في المناطق المضطربة.

واشار البيان الى ان قوات الأمن تمكنت من القبض على عدد من المنتمين لإحدى الخلايا في المنطقة الشرقية يسيطر عليها عدد من المقيمين من إحدى الدول الأفريقية كان جل همهم التقرب من العاملين في المجال النفطي في محاولة لإيجاد مواقع عمل لهم داخل المنشآت النفطية.

وضبط مع زعيم هذه الخلية رسالة من أيمن الظواهري نائب زعيم تنظيم القاعدة يحثه فيها على جمع الأموال وأنه سيقوم بتوفير الأفراد له من خلال من سماهم بالمجاهدين حيث سيفدون من العراق وأفغانستان والشمال الأفريقي لاستهداف المنشآت النفطية ومقاتلة قوات الأمن. واكد البيان انهم شرعوا فعلاً بالتخطيط لاستهداف منشأة نفطية وأخرى أمنية بسيارات مفخخة. وقالت الداخلية السعودية إن طرق التواصل بينهم وبين رؤوس الفتنة في الخارج كانت تتم من خلال الاستفادة من التسهيلات التي تمنح لحجاج وزوار بيت الله الحرام والأماكن المقدسة.

وفي ما يلي نص بيان وزارة الداخلية السعودية:

صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية بأن الأجهزة الأمنية وهي تقوم بواجباتها استجابة للتداعيات الأمنية التي أملتها الظروف الإقليمية والدولية منذ بداية العام الهجري 1429هـ قامت بتنفيذ العديد من العمليات الأمنية التي استهدفت الفكر الضال وأتباعه الذين جعلوا من أنفسهم أدوات طيعة في أيدي أعداء الوطن وفق تعليمات جاءت من الخارج لتستهدف الوطن والمواطن في ثوابته وأمنه واقتصاده ومنهج حياته. وكنتيجة لتلك العمليات التي نفذتها قوات الأمن في مناطق مختلفة من المملكة تم القبض على ما مجموعه (701) من جنسيات مختلفة، حيث تم وفقاً للإجراءات النظامية استمرار إيقاف ما مجموعه (520) لارتباطهم التنظيمي والفكري بأنشطة الفئة الضالة، وإخلاء سبيل الباقين وعددهم (181) حيث لم يتضح حتى تاريخه ما يشير إلى ثبوت ارتباطات تنظيمية لهم بتلك الجماعات وفقاً لما تقضي به الأنظمة والإجراءات المتبعة.

وقد أدت تلك العمليات ـ بتوفيق من الله ـ إلى دفع الكثير من الشرور عن وطننا ومجتمعنا الآمن، كما اتضح من خلال إجراءات التحقيق والمتابعة الأمنية أن مجمل توجهات هذه الفئات في الوقت الحاضر تطال الآتي:

أولاً: العمل من خلال التخطيط والتجنيد والتجهيز على إعادة إحياء الأنشطة الإجرامية في كافة مناطق المملكة وذلك في محاولة للوصول بالوضع الأمني الداخلي إلى مرحلة شبيهة بما هو عليه الحال في المناطق المضطربة، إذ أن مثل هذه الجماعات المنحرفة فكرياً لا تجد لها مكاناً في المجتمعات المستقرة، ويبدو ذلك جلياً من خلال مصادرة العديد من الوثائق التي بحوزتهم بما في ذلك البحث الذي سموه (إدارة التوحش) وهو يفصح عن أحلامهم المريضة ورؤاهم الحاقدة.

ثانياً: توفير الأموال وبأية وسيلة كانت ـ حتى ولو من خلال السرقة والخداع ـ وذلك لدعم الأنشطة الإرهابية في الداخل والخارج. وقد عملوا مؤخراً على استعادة أنشطة الفئة الضالة والتخطيط لعمليات إجرامية.

1ـ وبتوفيق من الله تمكنت قوات الأمن من القبض على تلك العناصر وقد ضبط بحوزتهم مبالغ مالية وأسلحة وذخائر، بعضها مدفون في مناطق نائية إضافة إلى أجهزة إلكترونية ووثائق متنوعة.

2 ـ وفي السياق ذاته استكملت قوات الأمن القبض على عناصر خلية في محافظة ينبع تتبنى المنهج التكفيري وتعمل على جمع الأموال لدعم الأنشطة الإرهابية وذلك من خلال تزوير كوبونات الأضاحي من قبل أحدهم الذي كان يعمل فني مطابع ومن ثم بيعها خلال موسم الحج دون مراعاة لحرمة الزمان والمكان.

3 ـ أسفرت المتابعة الأمنية للتوجهات الفكرية المنحرفة عن القبض على أعضاء خلية إعلامية تعمل عبر شبكة الإنترنت لإثارة الفتنة والترغيب في المنهج التكفيري وذلك من خلال الطعن في العلماء والتشكيك في الثوابت وإثارة العواطف باستخدام صور من معاناة المسلمين لإقناع المتلقي بأن الحل يكمن في التكفير والتفجير وتأييد أعمال الفئة الضالة في الداخل والخارج.

4 ـ وفي إطار حملة منسقة تمكنت قوات الأمن في عدد من مناطق المملكة من إلقاء القبض على شبكة من المحرضين والداعمين للأنشطة الضالة الذين يقومون بجهد منظم لاستهداف فئات شابة وبعثهم إلى الخارج للتدريب ومن ثم إيصالهم إلى المناطق المضطربة حيث أخذوا على عاتقهم تمويل تلك الأنشطة والتخطيط للاستفادة من هؤلاء المستهدفين في إثارة القلاقل في الداخل بعد عودتهم إلى المملكة.

5 ـ تمكنت قوات الأمن من القبض على عدد من المنتمين لإحدى الخلايا في المنطقة الشرقية من المملكة والتي يسيطر عليها عدد من المقيمين من إحدى الدول الأفريقية الذين لا يعملون في المهن التي قدموا من أجلها إذ كان جل همهم التقرب من العاملين في المجال النفطي في محاولة لإيجاد مواقع عمل لهم داخل المنشآت النفطية.

وقد اتضح من المتابعة الأمنية شروعهم في نشر الفكر التكفيري ضمن الأوساط التي يختلطون بها وقيامهم بجمع التبرعات وإرسالها للخارج بطريقة غير نظامية، وقد ضبط مع أحدهم والذي يتزعم هذه الخلية رسالة من أيمن الظواهري يحثه فيها على جمع الأموال وأنه سيقوم بتوفير الأفراد له من خلال من سماهم بالمجاهدين ـ وهم في الواقع مفسدون في الأرض والجهاد منهم براء ـ حيث سيفدون من العراق وأفغانستان والشمال الأفريقي لاستهداف المنشآت النفطية ومقاتلة قوات الأمن، وقد شرعوا فعلاً بالتخطيط لاستهداف منشأة نفطية وأخرى أمنية بسيارات مفخخة، وقد كانت طرق التواصل بينهم وبين رؤوس الفتنة في الخارج تتم من خلال الاستفادة من التسهيلات التي تمنح لحجاج وزوار بيت الله الحرام والأماكن المقدسة. وقد تمكنت قوات الأمن من ضبط أسلحة متنوعة وذخائر ومبالغ مالية ومستندات تفصح عن دعم مالي لأنشطة إرهابية، إضافة إلى وثائق ومستندات ووسائط إلكترونية متنوعة.

ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لترغب في إحاطة أبناء الوطن والمقيمين فيه بما تطمح إليه رؤوس الفتنة والفساد من هز الأمن ونشر الفوضى في هذا الوطن بالذات والتغرير بأبنائهم ليكونوا أدوات في أيدي المفسدين، واستهداف الوطن في مقدراته وقوت أبنائه، وتعكير صفو الأجواء الآمنة التي تنعم بها مقدسات المسلمين في هذه البلاد الطاهرة، وتشويه الدين الحنيف والإساءة للعمل الخيري.

وقد أثبتت الوقائع والأحداث ـ بحمد الله ـ أن المجتمع السعودي بعقيدته الناصعة وقيمه الراسخة قد وقف سداً منيعاً في وجه الأفكار المنحرفة والتوجهات الضالة، وستكون قوات الأمن بالمرصاد لكل من يحاول العبث بأمن هذا البلد الأمين، والله الهادي إلى سواء السبيل.